كيف تفوقت العملات النادرة كأصول استثمارية؟

نشر في 25-05-2017
آخر تحديث 25-05-2017 | 19:43
No Image Caption
يظهر مؤشر فئات الأصول المادية الذي تصدره شركة نايت فرانك للاستشارات، أن العائدات على العملات النقدية النادرة على مدار السنوات العشر المنقضية بنهاية عام 2016 بلغت 195 في المئة.
يتدفق الزوار على معرض "ستاكس بويرز" للقطع النقدية النادرة في نيويورك، حيث يستقبلهم البائعون الباسمون بكل رحابة، لاستعراض العملات القيمة التي خصص لها خزانات زجاجية فائقة النقاء.

قد يبدو ذلك لغير المطلع مجرد اهتمام بمبالغ من المال المنتهي أجله، لكنه في أعين دارسي تاريخ وفن النقود القديمة، انعكاس للتقدير الذي تحظى به تلك العملات، والتي تفوق قيمتها كتحف جمالية القيمة الاسمية.

وعلى سبيل المثال، في مزاد لـ"ستاكس بويرز" نهاية مارس الماضي، بيع سنت أميركي أصدر عام 1793 مقابل 940 ألف دولار، ليصبح أغلى سنت على الإطلاق، وفق تقرير لـ"إيكونوميست".

العملات النادرة تتفوق على الأصول الأخرى

• يظهر مؤشر فئات الأصول المادية الذي تصدره شركة نايت فرانك للاستشارات، أن العائدات على العملات النقدية النادرة على مدار السنوات العشر المنقضية بنهاية عام 2016 بلغت 195 في المئة.

• تفوق هذا النوع من الأصول بسهولة على الأعمال الفنية التي سجلت عائدا نسبته 139 في المئة، والطوابع التي سجلت 133 في المئة، وحتى مؤشر "إس آند بي 500" الذي سجل 58 في المئة، وكذا الأثاث الذي سجل سالب 31 في المئة.

• تتميز العملات المعدنية، بأنها قابلة للحمل والنقل بسهولة أكبر، مقارنة باللوحات والأثاث، لذا فإن نسبة القيمة إلى الحجم مرتفعة. ورغم أن الطوابع أخف وزنا، لكن لها منتهى دوما، حيث تتهالك أوراقها.

• مع ذلك، فإن سوق العملات النادرة واجه مشكلة سمعة في الماضي، حيث إن مميزات العملة مرتفعة القيمة، مثل البريق وحدة التفاصيل والتناغم، أمور لا يمكن إدراكها من غير المختصين.

• حتى تجار العملات غير الشرعيين نجحوا على مدار عقود في خداع المستثمرين وإقناعهم بدفع مبالغ طائلة، للحصول على قطع غير مميزة أو حتى مزيفة كليًا.

تطور السوق

• انتهت أيام السوق الصعبة عام 1986 عندما أنشئت أول جهة مستقلة لاعتماد العملات، والتي تعرف بـ"خدمة تصنيف العملات النقدية المحترفة"، واتخذت من كاليفورنيا مقرا لها، لتنصب نفسها سلطة على الأصالة والجودة.

• أطلقت الشركة، التي تعرف اختصارا بـ"بي سي جي إس"، تصنيفا على مقياس من 1 إلى 70 لأي عملة، وبذلك حققت للسوق الشفافية التي بحث عنها وعززت ثقة المستثمرين وحجم المبيعات.

• تقدر مبيعات العملات النقدية النادرة على المستوى العالمي بنحو 5 إلى 8 مليارات دولار سنويا، ويحظى السوق الأميركي بـ85 في المئة منها.

• مع تزايد أهمية التصنيف من قبل طرف ثالث، أصبحت جميع القطع النقدية النادرة تقريبا المبيعة في المزادات مصنفة ومختومة من قبل "بي سي جي إس" أو "نوميسماتيك جارنتي".

مشاكل لم تنتهِ

• يلقي البعض باللوم على نظام التصنيف نفسه، فيما يتعلق بحجم العائدات، حيث يتمسك المستثمرون بالقيمة المحددة، حتى لو أن نقطة واحدة قد تؤدي إلى مضاعفة سعر العملة حتى ثلاث مرات.

• يباع الدولار الفضي الصادر عام 1884 من دار سك العملة في سان فرانسيسكو مقابل 19.5 ألف دولار، حال حصل على 62 نقطة في التصنيف، فيما إذا سجل 63 نقطة يقفز إلى 65 ألف دولار.

• يقول سكوت ترافرز، وهو تاجر عملة في نيويورك، إن المستثمرين يعيدون أحيانا نفس القطعة عشرات المرات لذات الشركة على أمل رفع تصنيفها.

• كل ذلك أدى إلى تضخم التصنيفات، لكن على المدى الطويل سيؤدي الارتفاع المطرد في عدد من القطع عالية الجودة إلى ضغوط هبوطية على الأسعار بالتأكيد.

• نتج عن كل ذلك أيضا ظهور ما يُعرف بـ"مصنف المصنفين"، على أمل تحقيق بعض الانضباط، من خلال تقييم التصنيف الرئيسي، لكن ذلك يثير قلقا إزاء المستقبل، فهل ستظهر مرحلة ثالثة لتقييم التصنيفات.

back to top