تكثيف التحقيقات في اعتداء مانشستر.. وانزعاج بريطاني من التسريبات الأميركية

نشر في 25-05-2017 | 12:58
آخر تحديث 25-05-2017 | 12:58
No Image Caption
دخلت بريطانيا في سباق مع الزمن الخميس لملاحقة أعضاء شبكة متطرفة يعتقد أنها دبرت اعتداء مانشستر الدامي، فيما تصاعدت حدة الخلاف بين لندن وواشنطن على خلفية تسريب معلومات متعلقة بالتحقيق.

وتم الكشف عن أسماء المزيد من الأطفال الذين قتلوا في الاعتداء الاثنين.

واعتقل والد وشقيق المهاجم الانتحاري في ليبيا، فيما ارتفع عدد الموقوفين في بريطانيا إلى ثمانية رجال وتم الإفراج عن امرأة من دون توجيه الاتهامات إليها.

إلا أن المسؤولين البريطانيين عبروا عن «غضبهم» من التسريبات المتكررة للمعطيات التي شاركوها مع نظرائهم الأميركيين، وهو الموضوع الذي قد يخيم على لقاء رئيسة الوزراء تيريزا ماي بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل لاحقاً الخميس.

في مانشستر الواقعة في شمال غرب انكلترا حيث نفذ سلمان العبيدي هجومه، رسم فوز نادي «مانشستر يونايتد» في نهائي الدوري الأوروبي شيئاً من البسمة على وجوه جمهوره في مدينة لا تزال تحت وقع الصدمة.

وأهدى نادي كرة القدم كأس البطولة إلى الضحايا، فيما قال مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو إن الفريق كان يفضل استبدال الكأس بالضحايا، لو كان ذلك ممكناً.

وأظهرت صور من صالة «مانشستر آرينا» التي تتسع لـ21 ألف شخص حيث فجر العبيدي قنبلته، أن المتفجرات التي استخدمت في العملية كانت «متطورة» إلى حد ما.

وأظهرت الصور التي حصلت عليها صحيفة «نيويورك تايمز» الصاعق الذي قيل إنّ العبيدي حمله في يده اليسرى، وشظايا بينها مسامير وبقايا حقيبة ظهر زرقاء.

تبادل المعلومات

ولكن تسريب معلومات بينها هوية الانتحاري وتفاصيل عن التحقيق، ألقى بظلاله على التنسيق في تبادل المعلومات الاستخباراتية بين لندن وواشنطن.

وقال مصدر وزاري بريطاني «نحن غاضبون جداً، هذا غير مقبول على الإطلاق»، في إشارة إلى الصور التي «تم تسريبها من داخل المؤسسات الأميركية».

وفي هذا السياق، أعلنت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية أن «خرق» الثقة التي توليها المملكة المتحدة لشركائها الأمنيين في العالم «يقوّض هذه العلاقات ويقوّض تحقيقاتنا».

وينتمي العبيدي (22 عاماً) الذي لم يكمل دراسته الجامعية إلى عائلة ليبية تفيد تقارير إعلامية أنها هربت من نظام الرئيس الليبي السابق معمر القذافي إلى مانشستر.

وقالت السلطات الليبية إنها اعتقلت والد سلمان، رمضان العبيدي، وشقيقه هاشم في طرابلس.

وقال متحدث باسم قوة الردع، وهي إحدى وحدات الأمن الليبية، إن شقيق العبيدي كان على علم بخطته وإن هاشم وسلمان مؤيدان لتنظيم داعش.

وهجوم مانشستر هو الأخير في سلسلة اعتداءات دموية هزت أوروبا وتبناها تنظيم داعش، وجاءت بالتزامن مع العمليات العسكرية المتواصلة ضد التنظيم المتطرف في سوريا والعراق بقيادة الولايات المتحدة ومشاركة عدد من الدول الغربية بينها بريطانيا.

وأشار أحد أقارب العبيدي إلى أن الأخير سافر إلى مانشستر من ليبيا قبل التفجير بأربعة أيام.

وذكر مسؤولون بريطانيون أن العبيدي كان تحت رقابة أجهزة الاستخبارات قبل وقوع الاعتداء.

وصرح قائد شرطة مانشستر إيان هوبكنز لصحافيين الأربعاء «من الواضح جداً أنّ التحقيق يتناول شبكة».

وأعلنت الشرطة اعتقال شخصين جديدين الخميس في إطار التحقيق، ما يرفع إلى ثمانية عدد الأشخاص الذين تم توقيفهم في بريطانيا.

وفي هذه الأثناء، أفرج عن امرأة كانت اعتقلت الأربعاء دون توجيه أي اتهامات إليها.

وصباح الخميس، أعلنت الشرطة إبطال مفعول متفجرات محتملة في جنوب مانشستر حيث كانت تقوم بعمليات تفتيش في منطقة «موس سايد» على خلفية الهجوم.

المسلمون

وعبر العديد من سكان مانشستر المسلمين عن رشجبهم الشديد لعمل العبيدي.

وقال فوزي حفار، أحد أمناء مسجد ديزبري الذي يعتقد أن العبيدي كان يتردد إليه، إن «لا مكان لهذا التصرف الجبان في ديننا».

وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب إنّ العبيدي «نشأ في بريطانيا وفجأة بعد رحلة إلى ليبيا، ثم على الأرجح إلى سوريا، أصبح متطرفاً وقرّر تنفيذ هذا الاعتداء»، مضيفاً «في جميع الأحوال، إنّ صلاته بداعش مؤكدة».

وتم رفع مستوى التأهب في بريطانيا إلى درجة «حرج»، وهي الأقصى، وتوحي بأن وقوع اعتداء جديد هو أمر وشيك.

وتم نشر الجيش لحماية المواقع الرئيسية في البلاد، وهو مشهد نادر في الأراضي البريطانية.

والهجوم هو الأكثر دموية في بريطانيا منذ عام 2005 عندما نفذ أربعة انتحاريين متطرفين سلسلة اعتداءات استهدفت شبكة مواصلات لندن، ما أسفر عن 52 قتيلاً.

ويتوقع أن تعقد ماي اجتماعاً للجنة الطوارئ البريطانية الخميس قبل توجهها إلى بروكسل.

ووقفت البريطانيون دقيقة صمت الساعة 11,00 صباحاً (10,00 ت غ) حدادا على أرواح الضحايا وتضامناً مع المصابين.

وعقب اجتماع حلف شمال الأطلسي، ستتوجه ماي إلى قمة مجموعة السبع في ايطاليا الجمعة، إلا أنها ستختصر زيارتها وتعود إلى لندن ليل الجمعة ما يعني عدم مشاركتها في المحادثات التي ستجري السبت في صقلية.

ويأتي التفجير قبل أكثر من أسبوعين بقليل من الانتخابات التي ستجري في الثامن من يونيو في بريطانيا. وستستأنف الحملات الانتخابية الجمعة بعدما كانت توقفت على خلفية الاعتداء.

ولا يزال 64 شخصاً يتلقون العلاج في المستشفيات، حالات 20 منهم حرجة، بحسب مصادر طبية.

وبين المصابين، 12 شخصاً تحت سن الـ16، وبين القتلى طفلة تبلغ من العمر ثمانية أعوام.

back to top