جيسيكا ألبا: أصبحتُ ممثلة لأنني لم أكن متصالحة مع نفسي وأنا اليوم سيدة أعمال

نشر في 25-05-2017
آخر تحديث 25-05-2017 | 00:00
تدير الممثلة الأميركية جيسيكا ألبا شركتها The Honest Company من خلال هاتفها أحياناً نظراً إلى انشغالاتها الدائمة، وبدأ هذا العمل يحتلّ مساحة أوسع من التمثيل في حياتها. لكن رغم الضغوط التي تتعرّض لها ومسؤولياتها تجاه ابنتَيها، تحافظ ألبا على قوتها واتزانها.
تحقّق شركة The Honest Company نتائج ممتازة. كيف تتنقلين بين التمثيل وبين إدارة الأعمال والأمومة؟

أجيد التنقل بين هذه المجالات كلها مع أني أشعر دوماً بأنني أضحي بشيء على حساب الآخر. لكن تبقى ابنتاي على رأس أولوياتي وأشعر بأن إسعادهما يسمح لي بأن أنشط في مجالات أخرى من حياتي. لو لم تكونا سعيدتين وسليمتَين، لا أظن أنني كنت لأقوى على القيام بأي نشاط آخر. سمح لي هذا الوضع بالانفتاح على الحياة وبتأسيس شركتي والتركيز على مكانتي. وحين يتسنى لي أن أشارك في عمل ترفيهي، يمكنني أن أفكر بذلك الخيار أيضاً. يتعلّق العامل الأساسي بإدارة الوقت. لكن يجب أن أعطي الأولوية دوماً لعائلتي.

يواجه الأهالي العاملون مشكلة تخصيص الوقت الكافي لجميع جوانب حياتهم.

لكني أظنّ أن ربات المنازل أيضاً يجدن الصعوبة نفسها في تحديد أولوياتهن. تبقى إدارة الوقت مسألة شائكة جداً. لا بد من تخصيص دوام كامل للبقاء في المنزل وتربية الأولاد وتنظيم النشاطات بعد المدرسة. وحين نخصص الوقت لنفسنا، قد ننام ثم نستيقظ ونكتشف أن الوضع لا يزال على حاله. أحب تجربة الأم التي تلازم المنزل لأنها تستطيع أن تلاحظ أدق التفاصيل. ولكن لا تواجه الأم العاملة وحدها مشكلة تنظيم الوقت بل تنشأ هذه المشكلة مع كل شخص له حياة خاصة ويحاول أن يحدّد ما يريد تقديمه للآخرين وما يحتاج إليه للحفاظ على سلامته.

في شركة The Honest Company، توظفين مئات الأشخاص. كيف تقارنين هذه التجربة بعملك الفردي كممثلة؟

يرتكز عالم السينما أيضاً على التعاون والعمل الجماعي. يحتاج العمل إلى تحضيرات مكثفة قبل بدء التصوير وتهدف المرحلة التحضيرية كلها إلى تهيئتنا لأخذ المجازفات واستجماع القوة وخوض تجارب جديدة وعيش اللحظة بالكامل، بدل التركيز على الأداء بكل بساطة. إنه جانب إبداعي آخر مني. أما إدارة الأعمال، فهي تجربة مغايرة للغاية لأنها تتعلق في المقام الأول بالناس، أي بهوية الموظفين ومسيرتهم المهنية وآمالهم وأحلامهم وبإسعادهم وتحفيزهم وقيادتهم بطريقة عقلانية كي يجدوا قدوة لهم تزامناً مع الحفاظ على تواضعهم كي ينجزوا مهامهم اليومية. تعلّمتُ درساً قيّماً من هذه التجربة: صحيح أنني أتنقل في عالم التمثيل بين بيئة وأخرى لكني أعمل في شركتي مع الأشخاص نفسهم يومياً منذ خمس سنوات.

دور قيادي

هل شعرتِ بالراحة حين بدأتِ تؤدين دوراً قيادياً؟

احتجتُ إلى الوقت كي أحدّد أسلوب القيادة الذي يناسبني وأستعمل قوتي كامرأة وقائدة في الوقت نفسه. كان يجب أن أتعلم هذه المهارة طبعاً. لم يكن هذا الوضع مريحاً طوال سنوات. أشعر بأني تعلمتُ درساً بالغ الأهمية في السنة الماضية من خلال تمضية الوقت مع صديقات أسّسْنَ شركاتهنّ والتفاعل مع سيدات نافذات من أمثال شيريل ساندبيرغ وماري ديلون. بعد التواصل مع هذا النوع من النساء، شعرتُ بأنني أستحق أن أجلس على الطاولة معهنّ.

هل ساعدتك عوامل أخرى على الشعور بقيمتك كسيّدة أعمال؟

استفدتُ من تصالحي مع نفسي وقدرتي على تنظيم وقتي واكتساب معارف جديدة والتعمق في البحوث والاستعانة بالخبراء وعدم التردد في طرح الأسئلة أو طلب المساعدة. لكني استفدتُ أيضاً لأن المشروع كان فكرتي أنا. لم أكن أتمتع بأية خبرة في مجال الأعمال وكان يجب أن أتقبّل هذا الوضع بدل أن أشعر بالإحراج. أفادني العمل لساعات طويلة في بيئة مهنية محترفة منذ عمر الثانية عشرة وسط الراشدين ومقارباتهم. أحاول بكل بساطة أن أزيد إنتاجيتي وأحافظ على انفتاحي وأحسّن نفسي.

عالم الأعمال

إلى أي حد كان عالم الأعمال جديداً عليك وهل تعلّمتِ كل ما يتعلق به تلقائياً؟

نعم، تعلّمتُ الأمور كافة تدريجياً وتشاركتُ مع رجل أعمال مختصّ. تعلّمتُ شؤون إدارة الأعمال عبر تولي المسؤوليات ومشاركة أشخاص خبراء والاستفادة من تجاربهم، ثم استنتجتُ طريقة تنظيم الجداول ونماذج العمل، لا سيما في مجال التكنولوجيا! تكثر المصطلحات التقنية ويصعب أن نفهمها كلها!

هل تشعرين اليوم بالراحة في مجال الأعمال أكثر من عالم السينما؟

منذ بضع سنوات، كان الناس لا يزالون يعتبرونني ممثلة أو شخصية مشهورة لكني أشعر الآن بأن عدداً متزايداً منهم ينظر إليّ كسيدة أعمال. عقلي محصور بإدارة الأعمال. لطالما كان الوضع كذلك، منذ وجودي في عالم السينما. لكني أدير اليوم شركة حقيقية ويمكن أن أطبّق فيها أفكاري وأنقل المعلومات التي أريدها.

هل تعنين أنك لطالما كنت تحبين مجال الأعمال؟

أحمل عقلية مهنية تناسب قطاع الأعمال. أنا امرأة منطقية وبراغماتية وواقعية في طريقة تفكيري. لم أصبح ممثلة لأنني أحب أن أكون محور الاهتمام. بل أصبحتُ ممثلة لأنني لم أكن متصالحة مع نفسي وأردتُ أن أسرد القصص وأتقمص شخصيات مختلفة وكان جني المال من هذا العمل منفعة إضافية طبعاً. حين بلغتُ 18 عاماً، لاحظتُ أن الفرص باتت متاحة كي تتبوأ النساء مناصب عليا وكي يؤدّين أدوار البطولة ويدفعن الناس إلى مشاهدة الأفلام.

طقوس ومنزل

في المسلسل التلفزيوني Dark Angel (الملاك المظلم)، أديتِ شخصية نسائية قوية في عمر صغير. بما أنك أم الآن، ما الذي تتمنّينه لابنتَيك؟

أريدهما أن تركّزا على أهم ما في الحياة، أي أن تستعملا عقلهما وتتمسكا بالتواضع وتتعاطفا مع الآخرين وتشعرا بالامتنان. إنها أهم المبادئ التي أحاول نقلها إليهما. فتح لي مسلسل Dark Angelأبواباً كثيرة لكنه فتح عقلي وقلبي أيضاً على الاحتمالات الممكنة. أشكر جيم كاميرون كل يوم لأنه أوصلني إلى تلك المكانة.

كيف تسترجعين الاسترخاء؟

أمضي الوقت مع أصدقائي، وأشاهد أفلام السينما، وأقصد المطاعم... أوقات فراغي قليلة لكني أقوم بمعظم نشاطاتي الترفيهية ليلاً لأنني أكون منشغلة جداً خلال النهار.

هل من طقوس معينة كي تمرري يومك بسلاسة؟

إيقاع حياتي متسارع. كنت لأستفيد من بعض الطقوس على الأرجح. أحاول دوماً أن أفرض النظام لكن غالباً ما ينهار كل شيء لأن جميع المحيطين بي يشعرون بضغوط شديدة. يجب أن أحيط نفسي بأشخاص منظّمين لكنّ عددهم قليل في حياتي، لذا يبقى الوضع صعباً.

حتى لو حاولتِ أن تشعري بالامتنان تجاه ما تملكينه، لا مفر من أن تنسي الأفكار الإيجابية.

صحيح! لا شيء يدوم لكنّ النوايا الحسنة موجودة! أحب أن أستحمّ كلما سنحت لي الفرصة ثم أشاهد مع زوجي برنامجاً ترفيهياً. لكن تختلف كل ليلة عن سابقتها. أجد صعوبة في تنظيم وقتي. أضطر أحياناً إلى تناول الطعام خلال الاجتماعات وقد أنسى تناول الغداء. في السابعة مساءً، يجب أن أعود إلى المنزل حيث أعانق ابنتيّ وأغسل وجهي وأرتدي ملابس النوم ثم أتذكر فجأةً أني لم أتناول العشاء. حتى أني ربما أنسى الأخير حين يتأخر الوقت وأضطر إلى الاستيقاظ باكراً في صباح اليوم التالي.

أعيش الحاضر بتفاصيله

عن تقييم وضعها من وقت لآخر تقول جيسيكا ألبا: «ربما يبدو كلامي غريباً لكني لا أفعل ذلك! أشعر بأنني دائمة الانشغال وأعيش الحاضر بتفاصيله ونادراً ما أنفصل عنه كي أقيّم وضعي عن بُعد. لكني أنظر إلى نفسي من زاوية مختلفة حين أشاهد ابنتيّ وطريقة تفكيرهما بالعالم ومدى لطفهما وذكائهما وثقتهما بنفسهما... إنهما فتاتان صالحتان وأنا فخورة بهما!».

ابنتاي على رأس أولوياتي وإسعادهما يسمح لي بأن أنشط في مجالات أخرى
back to top