«ظِلٌّ عَلَى بَابِ الذِّكْرَيَات»

نشر في 22-05-2017
آخر تحديث 22-05-2017 | 00:00
No Image Caption
«ظِلٌّ عَلَى بَابِ الذِّكْرَيَات» (الدار العربية للعلوم ناشرون/ نادي جازان الأدبي» 2017) يحملُ تجليات الحضور والغياب، أراده الشاعر عصام إبراهيم فقيري أحد أوجه انتزاع المعنى الذي لا يتحقق إلا بوعي قيمة الحياة وغايتها القصوى. وهو وعي شاعرٍ يغزل القصيد ويحمّلهُ ألف معنى ومعنى ضمن لعبة لاشعورية خفية، لعبة قائمة على التجربة الشعورية الذاتية، فما يقوله الشاعر بالكتابة يخفي قولاً آخر غير الذي يضمرهُ فعلاً. وربما ذلك يعود إلى أن الذات/ الشاعرة تحتاج أحياناً إلى نقيضها لإدراك حقيقتها، ونقيضها هو الوجه الآخر لذاتها. يقول الشاعر في القصيدة المعنونة «دوَّامة المعنى»:

«مَا دُمْتَ فِي شفتي سُؤَالاً يستحيلُ عَلَى الإجابةْ

فَلِمَ اقترفُ الشِّعْرِ إنْ أضحتْ خطيئتيَ الكتابةْ؟

وَلِمَ انحصاركَ بينَ أبياتي وَأَنفاسِي المُذَابةْ؟

وَلِمَ ارتضيتَ بأنْ تذوقَ عذابَ منْ تهوى عذابهْ؟

من الواضح أن الشاعر فقيري صنع من هذه الأسئلة معياراً لأيّ شيءٍ يرغب في قوله بالشعر، ولأنه يدرك مثلما أدرك شعراء كثيرون من قبله أن الشِعر يتسع لكل المعاني التي تمنح الحياة سرّ وجودها؛ فقد منح نصه صوراً فنية، أو مفارقة لغوية تقوم مقام المعنى في الكتابة الشعرية، مع تكثيف لصور الفقد واللوعة والوداع والرثاء لأحبة رحلوا عن عالمه، وهو ما تؤكده تفاصيل الملفوظات الشعرية المتناثرة عبر هذا المنجز الشعري.

يضم الكتاب قصائد في الشعر العربي الموزون والمقفى وأخرى في الشعر العربي الحديث جاءت تحت العناوين الآتية: «تلويحة الأسف»، «ذهولٌ على بوابة الوداع»، «عائدٌ لم يجد نفسه»، «رأيتني أتهادى»، «تعويذة الرحيل»، «نظرةٌ تراقصُ الخيبة»، «مني إليَّ»، «متاهات الأسى»، «فلسفة الضياع»، «دوامة المعنى»، «سطوة الحرمان»، (...) وقصائد أخرى.

back to top