«زري أشكناني»

نشر في 21-05-2017
آخر تحديث 21-05-2017 | 00:10
فيلم «زري» للمخرج حبيب حسين نموذج فني يجب أن يكون مادة للأنشطة الثقافية لسفاراتنا في الخارج لبيان الرقي الذي وصلت إليه الحركة الفنية التشكيلية عبر أكثر من 6 عقود.
 مظفّر عبدالله أول العمود:

بشرنا مسؤول في هيئة البيئة أن 76 مجرور أمطار تلوث جون الكويت بشكل مستمر، ونصح بعدم السباحة في الشواطئ لفساد مياهها. أي استهتار تقوم به الحكومة في حياة الناس؟

***

العنوان هو اسم فيلم للمخرج المبدع حبيب حسين يوثق فيه حياة الفنان المميز محمود أشكناني، الفيلم احتضنته مكتبة الكويت الوطنية الأربعاء الماضي برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

بعد 38 دقيقة هي مده الفيلم خرجت بالمحصلة الأولية التالية:

يملك هذا الوطن سفراء حقيقيين للخارج تفوق قيمتهم كثيراً من الدبلوماسيين، فمحمود أشكناني فنان قدير يستطيع اختزال صور ومشاعر وانطباعات كثيرة ليحولها إلى تجريد يؤدي إلى عشرات التفسيرات الذهنية، بدأ في الخمسينيات بشخابيط (غرافيتي) الجدران، ولازم عشقه الأوحد- والدته التي غادرت الدنيا- فكان يرسم لها خطوطاً على الثوب لتخطه بأناملها بالزري فتخرج قطعه فنية جميلة.

هذا الرجل يبدو هادئا، قليل الكلام متأملا ومفكرا، وحين يرغب في التعبير تعمل فرشاته وألوانه الكثير، برع في النحت والتصوير كما في الرسم الذي يقول إنه كان سببا في شفائه من المرض، حيث كان يتشافى بالكيماوي عام 2011 في لندن، المرأة وأزياؤها وهمومها مصدر إلهامه، والغزو والأسرى والربيع العربي انعكست كثيرا على أعماله التي لم تكن تحمل أسماء في محاولة منه لعدم فرض رؤاه على جمهوره.

انغمس حد العشق بمدينته الكويت، وتفاعل بأدق تفاصيلها، لكنه لم يكن فنانا مباشراً، بل حول كلاسيكيات بيئته التي ألفتها العيون إلى رؤى تجريدية تحفز العقل والشعور لرؤية الذات بمنظور واسع كوني لا أسوار تقيده.

لو قدر لأمثال المخرج حبيب حسين أن يوثق لعمالقة الفن في الكويت بمثل ما أنتج لمحمود أشكناني لخدم الحركة الفنية أيما خدمهة، وما يمكن أن يقدم له تقديرا لدوره في الإخراج السينمائي أن تطوف أعماله عواصم الدول عبر سفاراتنا في الخارج، فالثقافة والفن خير بضاعة للدول الصغيرة الضعيفة كالكويت فبها تقوى.

فيلم "زري" توثيق رائع لفنان جميل من مخرج عودنا على الرفعة والسمو في أعماله رغم ظروف السينما الصعبة، فشكرا له وشكرا للظروف التي صنعت لنا محمود أشكناني، وشكرا للمؤسسة الأولى المسؤولة عن الثقافة في الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والقائمين عليه، والتي عودتنا على رعاية الجمال والرقي.

back to top