زبدة الهرج: ترامب التاجر

نشر في 20-05-2017
آخر تحديث 20-05-2017 | 00:08
 حمد الهزاع عندما انطلقت شرارة الأزمة السورية وأخذت تطرق أبواب الحارات لتطوي أرواح قاطنيها كطي السجل للكتب، عندها تدخل أمراء الحرب، وتجار السلاح واصحاب المصالح الضيقة والواسعة، وأصبحت سورية ملعباً للهواة والمحترفين، وجماهير تشجع فريقين، والضحية هي الشعب السوري الذي بات بين قتيل ومعتقل ومشرد.

وعندما قررت الجامعة العربية تعليق عضوية سورية، وانقسمت الدول العربية إلى فسطاطين بين مؤيد للحكومة السورية في الخفاء ومعارض يسعى لإسقاط النظام بشدة، ومع عجز الجامعة عن إيجاد حل للقضية، ولكثير من القضايا العالقة على الأقل في السنوات السبع العجاف الأخيرة التي ضربت الوطن العربي، تمنينا أن يتحول مبنى الجامعة العربية إلى مول تجاري تتوزع أرباحه السنوية على دولها المحتاجة.

عندئذٍ قرأ الروس سيناريو الأحداث جيداً، وقد علموا أن خطوط أوباما ما هي إلا حبر على ورق، وأن الأمم المتحدة أشبه بالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال، لذلك قرروا الدخول في معمعة الأزمة لمصلحة بشار، وأبحروا إلى السواحل السورية بحاملة طائراتهم الوحيدة التي كادت تقف في منتصف الطريق بسبب تهالكها، واستلموا زمام أمور المبادرات، وأصبحوا يضعون الاتفاقيات والقرارات ويلزمون الأطراف المتناحرة بها، ويغضون الطرف عن انتهاكات النظام، ولم تكن قرارات «جنيف 1» عام 2012 إلا ذَراً للرماد في العيون، ومن بعدها توالت «الجنيفات»، والنظام السوري يرتكب الجرائم والفظائع بحق المدنيين، إلى أن تم الكشف مؤخراً عن أفران في سجن صيدنايا لحرق المعتقلين وعلى المتضرر «الشكوى لله».

وما مفاوضات «أستانا 1» عنا ببعيدة، فقد مرت مرور الكرام دون إحداث أي تغيير لإنهاء معاناة الشعب السوري، وبعد ذلك جاءت «أستانا 2» واتفاق ما يسمى بالمناطق الآمنة الخالية من الطيران والنظام السوري كل يوم طائراته تخترق الهدنة على مرأى ومسمع من الدول الثلاث الراعية، وكأنها ترمي زهوراً وشوكولاته فوق رؤوس العزل، وبناء على كل ما ذكرته من أحداث دراماتيكية، يتضح لنا أن بوادر حل الأزمة السورية ليست في القريب العاجل... لأن الخصم والحكم واحد.

ثم أما بعد:

الاجتماع القادم للرئيس ترامب مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض ستكون فاتورته باهظة، لأن ترامب سيتكلم بلغة التاجر الشديد البخل الذي كل شيء عنده بسعر، ولا ننسَ أنه هدد دول الخليج إبان حملته الانتخابية بدفع فاتورة حرب تحرير الكويت.

back to top