علّمي أولادك مقاومة إغراء الإعلانات!

نشر في 19-05-2017
آخر تحديث 19-05-2017 | 00:00
No Image Caption
الإعلانات ليست ظاهرة جديدة. كبرنا جميعاً ونحن نشاهد الإعلانات ويمكن أن نكرر على الأرجح عدداً من أغانيها الشهيرة. لكن يتعلق الجانب الجديد بطريقة تكيّف المعلنين مع وسائل الإعلام الرقمية، لا سيما التطبيقات والمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي. لا يشبه بعض الإعلانات المعاصرة النسخ الإعلانية الاعتيادية، بدءاً من عرض المنتجات في الأفلام وعلى شاشات التلفزة وصولاً إلى المسابقات الإلكترونية والفيديوهات الرائجة على نطاق واسع و«روبوتات الدردشة» التي ترسل رسائل فورية. تكون هذه الإعلانات مصمَّمة بهذا الشكل. للتكيّف مع المشاهدين الذين يزدادون تطلباً وتقلباً، طوّر خبراء التسويق طرقاً للدمج بين الإعلانات ووسائل الترفيه، لذا يصعب أن نحدد أين ينتهي المحتوى «الحقيقي» ومتى يبدأ الإعلان. تُشجّعنا هذه التقنيات أيضاً على التفاعل (عبر النقر والمسح والتشغيل والدردشة)، وذلك يمنح المسوّقين بيانات عن عاداتنا وخياراتنا المفضلة.
ظلت بعض الحِيَل الإعلانية المهمة على حالها. ولا تزال الشركات تطبّق هذه التقنيات التسويقية الناجحة:

• توسيع الفئة العمرية التي يستهدفها المنتج لحث أصغر الأولاد وأكبرهم سناً على شرائه: تُستعمَل مقاربة بمنصات متعددة (إنترنت، تلفزيون، ألعاب، أفلام) لأن الأولاد سيميلون إلى شراء المنتج بعدما يشاهدونه بشكل متكرر.

• التأكد من وفاء العملاء للعلامات التجارية (يتحسن الوضع كلما كان المستهلكون أصغر سناً) لاستمالة الأولاد وضمان تعلّقهم بماركات معينة في أبكر مرحلة ممكنة.

• من الواضح أن الإعلانات لن تختفي يوماً. بل إنها تزداد ذكاءً وتعقيداً كي تستفيد من التقنيات الجديدة. لكن يكون الأولاد، لا سيما أصغرهم سناً، ضعفاء أمام الرسائل التسويقية. من خلال مساعدة الأولاد على فهم طريقة عمل الإعلانات، يمكن حمايتهم من الاستغلال. طبّقي هذه النصائح لمساعدة أولادك على تطوير مهارات قوية في مجال الثقافة الإعلامية كي يتحولوا إلى عملاء واعين.

نصائح لمرحلة ما قبل المدرسة

أبعدي أولادك عن الإعلانات قدر الإمكان. دعيهم يشاهدون البرامج التلفزيونية التي تخلو من الإعلانات أو استعملي مسجّل الفيديو الرقمي لتمرير الإعلانات.

علّمي أولادك أن يميزوا بين البرنامج التلفزيوني والإعلان. حددي الإعلانات واستعملي عداداً كي يفهم أولادك متى يبدأ الإعلان ومتى ينتهي. اطرحي الأسئلة كي يدرك الأولاد أن الإعلان يهدف إلى بيع المنتجات. اسأليهم مثلاً: «ما الذي يبيعه الإعلان؟».

اعرضي أمامهم إعلانات إلكترونية: استعملي هذه النصائح كي يجيد أولادك تحديد الإعلانات على الإنترنت.

نصائح للمدرسة الابتدائية

ساعدي الأولاد كي يتعرفوا إلى جميع أشكال الرسائل الإعلانية. شاهدي التلفزيون مع أولادك أو شاركيهم لعبة فيديو أو نزّلي تطبيقاً وحددوا معاً المنتجات والشعارات الدعائية. تحدثي إليهم أيضاً عن الرسائل التي تحاول حث الأولاد على شراء المنتجات.

أخبري أولادك بألا ينقروا على أي إعلان أو يملؤوا أي استمارة من دون طلب الإذن أولاً. غالباً ما تكون المسابقات والمقاطع الترويجية مجرّد حِيَل تستعملها الشركات للحصول على البريد الإلكتروني وأرقام الهواتف.

طوّري مهاراتهم في مجال الثقافة الإعلامية: اسألي أولادك إذا كانوا يعرفون من ابتكر إعلاناً معيناً أو اطلبي منهم أن يذكروا أي كلمات أو صور أو أصوات استُعملت لجذب انتباههم. ما الذي شعروا به بعد مشاهدة الإعلان؟

فسّري «الحِيَل» التي يستعملها المعلنون في الإعلانات. غالباً ما يستعمل المعلنون مثلاً الفازلين كي تبدو وجبات البرغر شهية! تكلمي مع أولادك عن الهدف الحقيقي من الإعلانات الترويجية وتنزيل البيانات وروابط الألعاب والمواقع الإلكترونية والهواتف الخلوية. يجب أن يعرف الأولاد أن الحِيَل أو الألعاب تبقى مجرّد إعلانات مهما بدت ذكية.

تحدّثي إليهم عن دعم المشاهير للإعلانات: هل يرغب أولادك في شراء منتج معين إذا ظهر نجمهم المفضل في الإعلان؟ ساعدي أولادك على فهم ما يحصل كي يدركوا طريقة التأثير عليهم.

نصائح للمدرسة المتوسطة والثانوية

أزيلي أي غموض مرتبط بالعلامات التجارية: تبيع العلامات التجارية الصور للأولاد بقدر ما تبيع المنتجات. تجيد الشركات اختلاق ماركات جاذبة سيرغب أي ولد في شراء منتجاتها. ساعدي أولادك كي يفهموا أنّ مقتنياتهم ليست أهم ما لديهم.

تكلّمي مع أولادك عن إعلانات السجائر العادية والإلكترونية. ساعدي المراهقين والمراهقات تحديداً على تجنب حملات تسويق المنتجات التي لا تناسب أعمارهم. ناقشي معهم مختلف الطرق المستعملة لتسويق السجائر الإلكترونية (في المتاجر، على الإنترنت، في مواقع التواصل الاجتماعي). أخبريهم أيضاً بأن هذه الأساليب تستهدف معطياتهم الديمغرافية بشكل خاص.

ناقشي معهم الإعلانات التي تظهر على الهواتف الذكية وفي التطبيقات: يدفع بعض المعلنين الأولاد إلى تقديم معلومات شخصية مقابل مكافآت مجانية مثل المشروبات الغازية والسكاكر. يستطيع المسوّقون أيضاً أن يحصلوا على معلومات عن الأولاد عبر تطبيقات مراسلة مثل Kik و Snapchat، فيرسلون لهم إعلانات نصية.

اشرحي لهم طريقة عمل الإعلانات المبنية على تحديد المواقع: من خلال استعمال نظام تحديد المواقع العالمي (وبيانات أخرى) على الهاتف، ترسل الشركات نصوصاً مستهدفة لتسويق منتجات وخدمات مجاورة. يمكن إطفاء نظام تحديد المواقع على الهاتف ورفض تلقي أي إشعارات مماثلة في التطبيقات.

علّميهم أن يقاوموا ضغط نظرائهم: تتّكل إعلانات كثيرة على ضعف الأولاد تجاه ضغوط نظرائهم. ذكّري أولادك بأن المعلنين يتكلون على نقطة الضعف هذه لبيع منتجاتهم.

طوّري مهاراتهم في مجال الثقافة الإعلامية: علّمي أولادك أن يشككوا بكل ما يشاهدونه على الإنترنت وفي التطبيقات، إذ لا تخضع هذه المنصات للقواعد التسويقية المستعملة في عالم التلفزيون. ما الهدف من هذا الإعلان؟ ما هي خصائصه والرسائل التي يريد توجيهها؟ ما هي المعلومات التي يقدمها وتلك التي يغفل عنها؟

*مارولين كنور

أبعدي أولادك عن الإعلانات قدر الإمكان

فسّري «الحِيَل» التي يستعملها المعلنون في الإعلانات
back to top