انقطاع الطمث... أحدث العلاجات والابتكارات

نشر في 17-05-2017
آخر تحديث 17-05-2017 | 00:00
No Image Caption
تبلغ ملايين النساء مرحلة انقطاع الطمث سنوياً. تكون هذه المرحلة الحاسمة سلسة في بعض الحالات، لكنها تسبب المعاناة في حالات أخرى. في مطلق الأحوال، يمكن اللجوء إلى حلول فاعلة لتجاوز هذه الفترة بأفضل طريقة ممكنة.
انقطاع الطمث ليس مرضاً لكنه يترافق مع أعراض مزعجة في ثلاث حالات من أصل أربعٍ. يقضي الحل باستعمال العلاج الهرموني لانقطاع الطمث. لا يكتفي هذا العلاج بمحو الاضطرابات كلها بل إنه يَعِد أيضاً بإبطاء شيخوخة البشرة والعظام وبالحفاظ على الرغبة الجنسية من دون حصول جفاف في المهبل. لكن أثبت بعض الدراسات في عام 2002 ارتباط هذا العلاج بزيادة حالات احتشاء عضلة القلب والحوادث الوعائية الدماغية والانسداد الرئوي وسرطان الثدي. لذا لم تعد نسبة كبيرة من النساء تثق بهذا العلاج. يبرز بعض الخيارات البديلة لكنها ليست فاعلة بالقدر نفسه. عموماً، يجب أن تتخذ كل امرأة قرارها بحسب وضعها وحدّة الاضطرابات التي تواجهها.

آثار تراجع الهرمونات النسائية

يؤدي تراجع مستويات الأستروجين والبروجستيرون إلى اضطرابات مختلفة. في هذه المرحلة، ستكتشف كل امرأة أن دور الهرمونات النسائية لا ينحصر في المنطقة التناسلية بل إنها تؤثر أيضاً في العظام والبشرة والمزاج والنوم...

• تراجع الكتلة العظمية: يكون هذا التراجع أكثر حدة في بداية انقطاع الطمث، ثم يستقر في المرحلة اللاحقة، إلا إذا ظهرت مشكلة هشاشة العظام لأنها قد تعزز مخاطر الكسور.

• نوبات حر متكررة: تصيب هذه المشكلة نحو %50 من النساء ويقتصر الاضطراب أحياناً على تعرّق ليلي يعيق النوم. يمكن أن تظهر نوبات الحر في أي وقت.

• ضعف الغشاء التناسلي: بين عمر الخامسة والأربعين والستين، تصاب %36 من النساء بجفاف مهبلي، ما يؤدي إلى أعراض مزعجة مثل الحساسية والاحمرار وزيادة الألم خلال العلاقة الجنسية ومشاكل بولية مثل التهاب المثانة أو تسرب البول.

• تعكّر المزاج: لا يرتبط الانفعال المفرط أو سرعة الغضب أو تراجع المعنويات بانخفاض مستوى الهرمونات فحسب بل تتوقف هذه الاضطرابات أيضاً على قدرة كل امرأة على التكيف مع وضعها الجديد.

في الأربعين: ما قبل انقطاع الطمث

لا يبدأ انقطاع الطمث بين ليلة وضحاها بل تشهد الهرمونات تقلبات مستمرة خلال بضع سنوات، وتكون هذه المرحلة المضطربة مزعجة. لكن يمكن تجاوزها بسلاسة لحسن الحظ.

في هذه المرحلة تضطرب الدورة الشهرية، وقد تترافق مع تجدد متلازمة ما قبل انقطاع الطمث أو زيادة حدتها: تشنج وألم في الثديين، نفخة في البطن، تورم الساقين والوجه، تعب... يعطي هرمون البروجستيرون مفعولاً مهدئاً لذا يؤدي تراجع مستوياته إلى إضعاف القدرة على مقاومة الضغط النفسي.

في هذا العمر يظهر أيضاً بعض المشاكل النسائية المرتبطة بنشاط الهرمونات، وقد تصبح الدورة الشهرية غزيرة جداً، حتى أنها قد تسبب التعب وفقر الدم أحياناً. كذلك قد يحصل نزف قوي لأن بطانة الرحم تزداد سماكة. كذلك يمكن أن تنمو أورام حميدة أو ليفية في الثدي مثلاً. تبقى هذه الاضطرابات حميدة في معظم الحالات، لذا لا داعي للهلع. مع ذلك من الأفضل أن تستشيري الطبيب النسائي في أسرع وقت للاستفادة من أفضل العلاجات الممكنة.

حلول دقيقة

• أقراص بروجستين: لتخفيف الأعراض المزعجة، خذي هذه الأقراص طوال عشرة أيام في الشهر أو طوال ثلاثة أسابيع من كل شهر إذا كنت تأخذين حبوب منع الحمل. تتعدد أنواع البروجستين، وقد يغيّر الطبيب الدواء بشكل متكرر قبل إيجاد أنسب علاج.

• لولب البروجستين: ينشر هذا اللولب الهرمونات موضعياً ويخفف الدورة الشهرية النزفية. يستطيع هذا الجهاز منع الآثار الجانبية التي ترتبط أحياناً بأقراص الدواء (اكتساب الوزن، نعاس...). لكنه قد يؤدي في المقابل إلى تفاقم أوجاع الثدي وتعكّر المزاج. لذا قد يتطلب إيجاد العلاج المناسب تجارب عدة.

• نباتات غنية بجزيئات لها مفعول البروجستيرون: يمكن أخذها في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث للتعويض عن تراجع مستوى ذلك الهرمون، أبرزها شجر العفيف وزهرة يارو لتخفيف الدورة الشهرية الغزيرة والمؤلمة. يمكن إيجادها على شكل خلاصات نباتية طازجة تُباع في المتاجر العضوية والغذائية. ويمكن خلطها أيضاً مع تركيبات جاهزة في الصيدليات، وقد تترافق مع مضادات أكسدة ومهدئات.

في الخمسين: انقطاع الطمث نهائياً

حين يرتاح المبيضان، يتراجع إفراز الأستروجين بعد البروجستيرون، لذا قد تنشـأ اضطرابات جديدة. إليك أفضل الحلول للمشاكل الأكثر شيوعاً.

اضطراب النوم

حل تقليدي: يتماشى أخذ الهرمونات مع وتيرة الاضطرابات ويطلق العلاج الأستروجين في نهاية اليوم.

علاج نباتي: وفق دراسة برازيلية، تحسّن مواد الإيزوفلافون نوعية النوم عند أخذ الخلطة صباحاً ومساءً. يمكن إيجادها على شكل مكملات غذائية.

نصيحتان إضافيتان:

• خذي حمّاماً بارداً قبل النوم لاستعادة الهدوء.

• يخفف النشاط الجسدي نوبات الحر والتعرّق الليلي عبر تحسين قدرة الجسم على مقاومة تغيرات الحرارة. كذلك يسمح النشاط بتفريغ الضغط النفسي وينتج شعوراً صحياً بالتعب ويسهّل النوم شرط تنظيم حصة رياضية قبل العشاء.

حساسية مفرطة

• حل تقليدي: يمكنك أن تأخذي مضادات اكتئاب بجرعات صغيرة لأنها تستهدف نوبات الحر وتعالجها بدرجة معينة. أما العلاج الهرموني الخاص بانقطاع الطمث، فيستهدف أيضاً اضطرابات النوم.

• علاج نباتي: تساهم نبتة سانت جون في رفع المعنويات، ويمكن استعادة مزاج مستقر بفضل خلطات زهرة الآلام والناردين وبلسم النحل والخزامى (ملعقة صغيرة في كمية قليلة من الماء صباحاً ومساءً طوال شهر). أو يمكن أخذ هذه الخلطات على شكل تركيبات جاهزة تجمع نباتات عدة.

نوبات الحر

• حل تقليدي: يمكن أن يستهدف العلاج الهرموني أقوى نوبات الحر خلال فترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع. لكن لا يوصى بهذا العلاج عند وجود إصابات سابقة بسرطان الثدي أو مشاكل في الأوردة والشرايين أو أمراض قلبية أو ارتفاع حاد في ضغط الدم أو حالة معقدة من السكري. كذلك يستهدف دواء آخر نوبات الحر: يخفف الحمض الأميني «بيتا لاكتامين» («أبوفين») المصنوع من الغلوتين توسّع الشرايين على مستوى البشرة. رغم أن نتائجه ليست دائمة فإنه يستحق التجربة.

• علاج نباتي: لا يعطي الأستروجين النباتي مفعولاً قوياً بقدر الهرمونات لكنه يخفف نوبات الحر إلى النصف لدى امرأة من كل اثنتين. يمكن إيجاد عناصر إيزوفلافون الصويا الأكثر شيوعاً تحت أشكال مختلفة. تصل الجرعة القصوى إلى ميليغرام مقابل كل كيلوغرام من وزن الجسم، أي ما يساوي 60 ملغ يومياً لامرأة وزنها 60 كلغ. يمكن الاستفادة أيضاً من نقيع نبات المريمية، لا سيما أن «الوكالة الأوروبية للأدوية» اعترفت بأثره ضد نوبات الحر.

• نصيحة إضافية: يزيد الضغط النفسي والعواطف القوية حدّة نوبات الحر. في المقابل، تساهم تقنيات الاسترخاء، مثل اليوغا والتدليك والتنفس العميق وتقنية تماسك القلب، في تهدئة تلك الضغوط السلبية.

55 وما فوق: حافظي على نوعية حياتك

تزداد حدة الاضطرابات خلال سنتين أو ثلاث سنوات، ثم ينشأ توازن جديد وتشعر المرأة بتحسن واضح شرط أن تتقبل التغيرات المستجدّة وتحسّن أسلوب حياتها.

تصالحي مع النوم

• لا تسارعي إلى استعمال الأدوية المنوّمة لأن هذه العلاجات تُضعِف نوعية النوم، ويسهل أن يعتاد عليها الجسم.

• احترمي إيقاعك البيولوجي: أطفئي الشاشات كافة قبل ساعة من النوم على الأقل، واذهبي إلى الفراش عند ظهور أول مؤشرات النعاس (وخز في العينين، تثاؤب...).

• استعيني بخلطات نباتية: إذا لم يكفك شرب نقيع من البابونج وزهر البرتقال، يمكنك أخذ خلاصات بنبات الناردين أو خلطات جاهزة من النباتات الطازجة التي تباع في المتاجر العضوية والغذائية.

حافظي على قوة عظامك

• لا تطيلي فترة الجلوس. يشكّل النشاط الجسدي أفضل حلّ ضد هشاشة العظام. مجرّد الوقوف يكفي لتقوية الهيكل العظمي.

• ركّزي على استهلاك الكالسيوم: تناولي ثلاث حصص من مشتقات الحليب يومياً. لكن قد يصبح فائض الكالسيوم مضراً إذا لم يترافق مع جرعات كافية من الفيتامين D الذي يسمح بامتصاصه. ينتج الجسم هذا الفيتامين تحت تأثير الشمس، لذا ستستفيدين من التعرّض للشمس بين 15 و20 دقيقة يومياً، في منتصف النهار. وإلا من الأفضل أن تقيسي معدّله في جسمك وتأخذي مكملات عند الحاجة.

• تناولي البروتينات لأنها مواد أساسية لحماية العظام وتساهم في تشكيل نسيج الكولاجين الذي يتّصل بالكالسيوم لبناء العظام.

عالجي جفاف المهبل

• لا تعتبري جفاف المهبل مشكلة ثانوية نظراً إلى تراجع حياتك الجنسية. قد يؤدي تغيّر البيئة المهبلية إلى تكاثر الالتهابات واشتداد الحكة وظهور أوجاع دائمة. يصنّف الطبيب هذه الأعراض كلها في خانة «المتلازمة التناسلية البولية» في مرحلة انقطاع الطمث.

• ليس تنظيف المنطقة التناسلية سلساً دوماً. يمكن أن تنظّف هذه المنطقة نفسها بنفسها. لذا يكفي أن تستعملي بعض الماء من دون أن تفركي المنطقة بقوة.

• مواد التشحيم لا تعطي مفعولاً مرطّباً: تُسهّل هذه المواد العلاقة الجنسية، ولكنها لا تعالج الاضطرابات. يجب أن تحرص المرأة التي لا تأخذ أي علاج هرموني على ترطيب المناطق الحساسة.

• نصائح إضافية: تتعدّد الخيارات التي تسمح بترطيب المهبل بانتظام: بويضات هرمونية، بويضات مصنوعة من حمض الهيالورونيك، هلام طويل المفعول، بويضات مصنوعة من محفزات حيوية تحافظ على توازن البيئة المهبلية، كريمات للمنطقة الحساسة (يمكن اختيار أنواع مناسبة للبشرة الحساسة أو أنواع ملطّفة للاستعمال اليومي).

احتمي من أوجاع المفاصل

• لا تظني أن المشكلة في هذا العمر تقتصر على الروماتيزم، إذ تتعدد الاضطرابات المحتملة. يظهر الفصال العظمي والتهاب المفاصل الروماتويدي في هذه المرحلة ويمكن أن تستفيد المرأة من إجراء بعض الفحوص في هذا المجال. لكن قد يكون قياس جرعة الفيتامين D أكثر فحص مفيد لأن النقص في هذا الفيتامين يؤدي إلى أوجاع عضلية.

• زيدي استهلاك الأوميغا 3: يحتوي زيت الكولزا والأسماك الدهنية على هذا الحمض الدهني الأساسي الذي يعطي مفعولاً مضاداً للالتهابات.

• خذي علاجات بالمغنيسيوم: يحسّن المغنيسيوم صحة المفاصل والعظام، لكن للأسف يستهلك معظم الناس كمية صغيرة منه عموماً. يمكن إيجاده في مأكولات عدة مثل اللوز والشوفان وثمار البحر والخبز الكامل...

اكتساب الوزن حتميّ؟

بين عمر الخامسة والأربعين والخامسة والخمسين، تكسب ثماني نساء من أصل عشر ما معدّله 7 كيلوغرامات. يتراجع مستوى حرق السعرات في جسم المرأة خلال هذه المرحلة بينما تبقى شهيّتها على حالها. إذا أردتِ الحفاظ على رشاقتك، يجب أن تخففي نسبة السعرات التي تستهلكينها.

احرصي أيضاً على زيادة حركة جسمك للحفاظ على عضلاتك. السمنة المحدودة ليست سلبية على جميع المستويات لأن الدهون تنتج كمية صغيرة من الأستروجين. لذا تكون المرأة النحيفة أكثر عرضة لنوبات الحر، فيما لا تواجه المرأة الممتلئة أو الرياضية المستوى نفسه من الاضطرابات.

تناولي البروتينات لأنها مواد أساسية لحماية العظام وتساهم في تشكيل نسيج الكولاجين
back to top