خاص

الفنانة جوليا قصّار: جماهيرية الفيلم اللبناني واسعة وأنتظر دوراً درامياً يحرّك شغفي

نشر في 17-05-2017
آخر تحديث 17-05-2017 | 00:00
الفنانة جوليا قصّار
الفنانة جوليا قصّار
يدور نشاطها في السنوات الأخيرة في فلكي السينما والمسرح، بعيداً عن الدراما التي لم تستطع بعد تحريك شغفها وحماستها الفنيين.
جوليا قصار بين البطولة والمشاركة تركت بصمة جميلة في 4 أفلام لبنانية «يلا عقبالكن شباب» (لنيبال عرقجي) «محبس» (لصوفي بطرس)، «نور» (لخليل زعرور) و{ربيع» (لفاتشيه بولجورجيان) الذي نالت عنه جائزة أفضل ممثلة في مهرجان دبي 2017. عن أعمالها وفنّها تحدثت جوليا قصار إلى «الجريدة».
ما أهمية جائزة أفضل ممثلة التي نلتها في مهرجان دبي عن فيلم «ربيع»؟

تألفت اللجنة من شخصيات عربية وغربية، وبالتالي أعتبر أن هذه جائزة عالمية تقديرية لمجمل عطاءاتي الفنية.

حضر لبنان بقوّة في هذه الدورة؟

طبعاً، فإضافة إلى فيلم «ربيع» نالت ثلاثة أفلام أخرى جوائز عن فئتي الفيلم القصير والوثائقيات، وهذا أمر مهم جداً للبنان.

هل يمكن اعتبار هذه الجوائز دلالة على انطلاق عجلة الصناعة السينمائية اللبنانية؟

تحتاج الصناعة إلى تمويل كبير يؤسس البنى التحتية القوية للسينما اللبنانية. نشهد منذ سنوات عرض أفلام لبنانية بلغت العالمية ونالت جوائز تقديرية، كذلك تلفتنا جماهيرية الفيلم اللبناني مهما كان نوعه، فضلاً عن توزيع بعض الأفلام في الصالات العربية أيضاً، وها هو «ربيع» عُرض في صالات فرنسية. هذا واقع مشرّف للسينما اللبنانية.

بركات جبّور بطل فيلم «ربيع» يؤدي للمرة الأولى دوراً تمثيلياً، ما رأيك في أدائه؟

نشعر بحماسة كبيرة عندما نقف للمرة الأولى أمام الكاميرا، عدا عن أن توافر مخرج قوي يعلم كيف يدير الممثل أمر مهم جداً أيضاً. الإحساس الموسيقي العالي لدى بركات سهّل الأمور كثيراً، كذلك كان محترفاً في أدائه وذا طاقة إيجابية كبيرة في موقع التصوير، وهو يتمتع بقوة سمعية هائلة فتابع التفاصيل الصغيرة بدقة. صراحة، شعرت بمتعة أثناء التصوير.

غياب وحضور

هل يعوّض حضورك المسرحي والسينمائي غياب التلفزيون؟

المسرح والسينما أهم من التلفزيون، لذا لا أشعر بنقص معيّن. صحيح أن الدراما تطاول شريحة أوسع من الجمهور، ولكن إذا لم تتوافر أدوار تحمّسني فلن أشعر بأنني خسرت شيئاً بسبب هذا الغياب. أفضّل السينما على التلفزيون إلا في حال عُرض عليّ دور لذيذ ممتع أطلّ من خلاله كما يجب على الجمهور. على كلٍ من يعمل في السينما والمسرح يشعر بأنه يحقق حلماً، لذا لا أشعر أبداً بالنقص.

لكنّ الدراما اللبنانية تتحسّن وتدخل المنافسة الرمضانية أيضاً، ألا يمكن أن يبدّل ذلك موقفك؟

لا موقف لديّ تجاه التلفزيون إنما أنتظر دوراً يحرّك شغفي ويحمّسني أسوة بأدواري السينمائية. صراحة، عاتبة أنه لم يُكتب من أجلي دور جميل يحمّسني ويجدّد اندفاعي نحو الدراما.

بطولة وتقنيات

يختلف مستوى الأدوار التي تؤدينها سينمائياً بين البطولة والمشاركة، كيف تبلغين مرحلة قبول العرض؟

يهمنّي النص أولاً حتى إن اقتصر دوري فيه على مشهد. في فيلم «يلا عقبالكن شباب» خُيّرت بين دورين، فاخترت شخصية الجارة المصابة بألزهايمر التي تطل في ثلاثة مشاهد فقط، ذلك لأنها مهضومة ونصّها مكتوب بشكل خفيف ولذيذ. من جهة ثانية، أولي أهمية إلى فريق العمل الذي أتعاون معه لأن الأساس هو التواصل الإنساني والفني بيننا ومدى انسجامنا في هذا الإطار، ونجاح العمل يتطلب أجواء ملائمة لتكون النتيجة جميلة، والدليل أن الأعمال التي تميّزت جاءت نتيجة طبيعية لتوافر هذه الأمور.

هل تنظرين أيضاً إلى مستوى التقنيات السينمائية المستخدمة؟

صحيح أنني عندما أقف أمام الكاميرا أركّز على أدائي وأتقيّد بما هو مطلوب مني، ولكن يهمّني أيضاً استخدام التقنيات العالية. لأننا عندما نشير إلى فريق عمل كامل متكامل، فذلك يعني توافر مدير تصوير ومدير إضاءة مجتهدين أيضاً لأن ذلك ينعكس على نوعية الصورة والمشهدية كلها.

ما أهمية إدارة الممثل خصوصاً بالنسبة إلى الممثل الآتي من خلفية درامية ومسرحية؟

أصف المخرج بالعين التي نثق فيها ونلتزم بتعليماتها حتى النهاية. يعلم الممثل الفارق بين أنواع الأداء: الدرامي أو السينمائي أو المسرحي واختلاف الوسائل بينها، إنما ما يجمعها هو الصدق والحقيقية وقوة الإقناع، ويبدأ ذلك باقتناعه أولاً بشخصيته وبالقصة.

أدوار وقضايا

كيف تصفين المرأة التي أديتها في «محبس» و{ربيع» و{نور»؟

عندما قرأت شخصية «تيريز» التي أؤديها في «محبس» ضحكت كثيراً. أحببت حقيقتها وتطرّفها وتمسّكها بما تؤمن به. أضحكتني المقالب البريئة التي قامت بها لتفرقة ابنتها عن خطيبها الشاب السوري، كذلك حزنت لهدرها حياتها الزوجية وعلاقتها بابنتها بسبب حدادها غير المنتهي على شقيقها الذي قُتل بقذيفة سورية. من جهة أخرى، أحببت كيف استطاعت أن تتغيَّر وتعيش الحاضر وتتفاعل مع محيطها مع دخول خطيب ابنتها إلى حياة الأسرة.

بالنسبة إلى شخصية «سمر» في فيلم «ربيع»، أحببت أمومتها لشاب كفيف ليس ابنها البيولوجي، فهي لم تتعامل معه كشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة بل كولد طبيعي ضحّت من أجله وأحبته كثيراً وبنت علاقة قوّية جداً بينها وبينه، حتى أن كتمانها الحقيقة سبب لها مرضاً، خصوصاً لشعورها بصراع داخلي من أجل الحفاظ عليه، فتحمّلت أخطاء الآخرين وصبرت. عايشت حزنها وحبها لابنها والقهر الذي عانته.

أمّا فيلم «نور»، فعلى رغم أن المؤلف والمخرج خليل زعرور عالج زواج القاصرات والتعنيف الأسري، فأنه نقلنا إلى عالم المراهقة والطبيعة والأحلام. ووسط هذه الأجواء كافة، تقرّر «منى» والدة «نور» تزويج ابنتها القاصر وهدم أحلامها من أجل الماديات ظنّاً أنها مثلها محدودة الطموح ولا أحلام لديها.

تتأثرين كثيراً بالشخصيات التي تؤدينها؟

الأفلام الثلاثة مختلفة ومعالجة بطريقة متنوعة وواقعية. عندما يكون النص مكتوباً بطريقة حقيقية وصادقة، نعشقه ونصدّقه فنتبنى الشخصية التي نقرأها ونؤديها بصدق ليقتنع الناس بها.

عالجت هذه الأفلام قضايا اجتماعية عميقة، هل تفضّلين هذا النوع من النصوص؟

السينما تحكي قصّة من واقعنا وبيئتنا وشارعنا وثقافتنا وحياتنا، فبمقدار ما تكون القصة حقيقية يحبّها الناس كونها مرآة تعكس حياتهم ومجتمعهم.

«محبس» فكاهي فيما «نور» تراجيدي، كذلك «ربيع». هل يختلف تلّقف الجمهور الرسالة بحسب قالب الفيلم؟

فوجئت بحماسة جمهور «محبس» لمشاهدة «ربيع» و{نور»، ما أشعرني بأن ثمة مصالحة تحققت بين الجمهور اللبناني وبين السينما المحلية، فهو يعلم مسبقاً قالب الفيلم ورغم ذلك يتفاعل مع الأنواع كافة، وهذا دليل على تعطّشه لمشاهدة ما يعكس واقعه ومجتمعه.

خبرة وخليط

أية خبرة تحملينها من فيلم إلى آخر؟

إنها عملية تراكم خبرات من عمل إلى آخر، ما دامت الشخصيات متنوّعة، وتتطلب كلٍّ منها بحثاً جديداً واكتشافاً مغايراً وإضافة.

ارتكز فيلم «محبس» على التعاون المنطقي بين السوري واللبناني، هل ترين أن هذا الخليط العربي مبرّر أيضاً في الدراما؟

بداية، فرضت قصة الفيلم هذا الخليط لأنها قائمة على علاقة بين عائلتين سورية ولبنانية. من جهة أخرى، أعتبر أن السينما والمسرح والدراما مختلفة تراتبياً لديّ، لذا لا أقارن بينها، ولا أرى أن ما ينفع في واحدة من الضروري أن يتوافر في أخرى. في رأيي، يبقى التلفزيون منبراً ترفيهياً أكثر، ورغم ذلك علينا تقديم أعمال جميلة تشبهنا، فإذا حتّمت القصة مشاركة عربية معيّنة كتصوير الحياة في دبي حيث الخليط الاجتماعي المتنوّع والجنسيات المختلفة فلا مانع بشرط ألا تكون التركيبة مصطنعة.

هل من مشاريع مرتقبة أخرى؟

ثمة مشاريع لم تبصر النور بعد، من بينها فيلم «الإهانة» للمخرج زياد دويري، وgo home الذي أشارك فيه لجيهان شعيب.

مسرح

حول تفاصيل عملها المسرحي «قريب من هون»، تقول جوليا قصار: «هي مسرحية للكاتب والمخرج روي ديب أداء لينا سحّاب، ساندي شمعون، ليليان شلالا، فؤاد عفره، بشار فرّان، سنى رومانوس، ريكاردو كليمانتي، كريكور جابوطيان وروي ديب. عرضناها للمرة الأولى في مارس الماضي في التظاهرة الثقافية التي نُظّمت في معهد الشارقة للفنون المسرحية وهي تحكي قصة أمّ تريد إقامة جنازة لابنها قبل ذهابه إلى الحرب في مدينة لم يبق فيها سوى القناص، فتدعوه ليشهد على هذه الجنازة».

أما واقع المسرح اللبناني فهو بحسب رأيها «بألف خير»، وتتابع: «ألاحظ أنه على رغم غياب الدعم الرسمي والتمويل ووفرة الأزمات في هذا البلد ثمة في المقابل إبداع وحماسة وتصميم على الاستمرار».

المسرح اللبناني بألف خير

يهمنّي النص أولاً حتى إن اقتصر دوري فيه على مشهد
back to top