بانتظار ترامب ووعوده!

نشر في 15-05-2017
آخر تحديث 15-05-2017 | 00:24
 صالح القلاب قبل أن يأتي إلى المنطقة، حيث سيكون بانتظاره برنامج حافل جداً، أطلق الرئيس دونالد ترامب تصريحين في غاية الأهمية فعلاً؛ الأول أنه أبلغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عندما كان في زيارة غير مريحة إلى العاصمة الأميركية، بأن واشنطن مصرة على "قطع رأس" رئيس النظام السوري ونحو عشرين من مساعديه. والثاني، وفق مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت مكماستر، أن سيد البيت الأبيض سيعلن خلال جولته الشرق أوسطية، التي ستبدأ بالمملكة العربية السعودية، دعمه حق تقرير المصير للفلسطينيين.

والمؤكد أن ترامب عندما يتحدث عن حق تقرير المصير للفلسطينيين، للشعب الفلسطيني، فإنه يعني إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل على حدود ما قبل الخامس من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وحقيقة، إنْ تحقق هذا، فإن هذا الرئيس الأميركي، الذي هو الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة الأميركية، سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه، لأنه فعل ما لم يفعله غيره من كل الذين سبقوه إلى البيت الأبيض منذ بداية هذا الصراع، الذي بقي محتدماً منذ إنشاء إسرائيل في الجزء الأكبر من فلسطين عام 1948 وحتى الآن.

ويقيناً بإمكان ترامب تحقيق هذا الوعد، رغم كل هذه الصعوبات والمشاكل والإشكالات التي تنتظره، فالعالم الفاعل والمؤثر كله "زهق" من هذا الصراع و"ملَّه"، والولايات المتحدة الأميركية لم يعد بمقدورها الوقوف إلى جانب إسرائيل، التي تحتل أرضاً ليست لها، هي أرض الشعب الفلسطيني، سواءً أكانت ظالمة أم مظلومة، ولم يعد بإمكانها تحمُّل كل هذه الادعاءات التاريخية التي يتحدث عنها بنيامين نتنياهو ومعه عتاة التطرف الإسرائيلي... فهذه الأكاذيب غدت مكشوفة للأميركيين كلهم، وغير مقبولة حتى بالنسبة للأكثر تعاطفاً مع هذه الدولة، التي يبدو أنها لم تعد الطفل المدلل، استمراراً لوجع الضمائر، بعد كل ما حصل لليهود في ألمانيا النازية.

ولعل ما يعطي أبعاداً جدية لهذا الوعد... وعد دعم حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، الذي لا يمكن إلا أن يعني دعم الدولة الفلسطينية المنشودة التي اعترفت بها الأمم المتحدة دولة تحت الاحتلال، أنَّ ترامب سيشمل بجولته الشرق أوسطية، بالإضافة إلى إسرائيل، الضفة الغربية... أي السلطة الوطنية، وهنا فإننا نتمنى لو أن هذه الزيارة شملت رام الله، بالإضافة إلى بيت لحم، لأن زيارة كنيسة القيامة في هذه المدينة المقدسة تعني في كل الأحوال أنها زيارة دينية، فيما زيارة رام الله تعني وفي كل الأحوال أيضاً، أنها زيارة سياسية.

هذا بالنسبة للوضع الفلسطيني، حيث نتمنى أن يدعم ترامب فعلاً حق تقرير المصير لهذا الشعب الذي عانى ما لم يعانه شعب آخر على مدى حقب التاريخ البعيدة والقريبة. أما بالنسبة لقطع رأس رئيس النظام السوري ومعه 20 من مساعديه، فإننا نقول:

في حكمة الله آية... لكل ظالم نهاية.

وشرَّفت يا ترامب: نزلت أهلاً ووطئت سهلاً.

back to top