مونيكا بيلوتشي: أتعامل مع شيخوختي بذكاء ولا تزعجني علامات الزمن

اشترت منزلاً في لشبونة وتريد الاستقرار فيه

نشر في 12-05-2017
آخر تحديث 12-05-2017 | 00:00
تجذب مونيكا بيلوتشي الأنظار حتى لو لم ترغب في ذلك! لكنها تتذمر لأن الناس يتأملونها دوماً من دون أن يروا حقيقتها! مقابلة مع امرأة فاتنة...
للمرة الثانية، تم اختيارك كنجمة مهرجان «كان». في المرة الأولى حصل ذلك في عام 2003...

نعم لكني لم أستمتع بتلك اللحظات في المرة الأولى. حين صعدتُ على المسرح أمام جمهور مهرجان «كان»، شعرتُ بالتوتر بدل السعادة. لذا أردتُ هذه المرة أن أستمتع بالتجربة وأعيش اللحظة. أدين بالكثير لمهرجان «كان»! لولاه، ما كانت مسيرتي لتتخذ هذا المنحى. أعشق السينما وأنا مقتنعة بأن بعض الأفلام قد يغيّر مصيرنا عبر إعطائنا الأجوبة التي نبحث عنها.

عن أي أفلام تتكلمين؟

فيلم Ordinary People (أشخاص عاديون) لروبرت ريدفورد وفيلم American Beauty (الجمال الأميركي) لسام منديز. يعالج كل عمل منهما موضوع الجنون العادي بطريقته الخاصة.

يبدو أن موضوع الجنون يبهرك. هل سبق وفقدتِ صوابك، ولو للحظة، لدرجة أن تفكّري بقتل أحد الأشخاص؟

لا، مطلقاً! لكني لم أتردد يوماً في أخذ المجازفات، سواء في حياتي العاطفية أو في أعمالي السينمائية. في الوقت نفسه أدرك أن الانحراف عن المسار الصحيح ممكن لكن يكون هذا الجنون مبنياً على الخوف. أحب العبارة القائلة إن المجانين هم الأشخاص الذين خسروا كل شيء إلا عقلهم!

لكن يعتبرك كثيرون امرأة خطيرة!

لا أعرف إذا كنتُ امرأة منطقية لكني لست خطيرة! نخفي جميعاً بعض المسائل كي نصمد. أنا مقتنعة بأن شيئاً لا يحصل من باب المصادفة. لا يمكن أن نتقدّم إلا بفضل الأزمات الشخصية.

هذا ما حصل معك بعد طلاقك من فنسنت كاسل؟

نعم. في تلك المرحلة، شعرتُ بضياع تام. تبخّر كل ما بنيتُه بين ليلة وضحاها. بعد علاقة دامت حوالى عشرين عاماً، كان يجب أن أعيد بناء حياتي. لاستعادة حياة هادئة والمضي قدماً وتجنب المعاناة، يمكننا أن نحذف بعض المسائل ونركز على الجوانب الإيجابية إلى أن ندرك يوماً أننا محاطون بأشخاص لا يفيدوننا بالضرورة.

ماذا فعلتِ؟

عمدتُ إلى غربلة الأشخاص في حياتي. يمكن أن نخوض مسيرة طويلة مع شخص معيّن ثم ندرك يوماً أن كل شخص منا يجب أن يسلك طريقه الخاص. يبقى حب الحياة أقوى من النزعة التدميرية في حالتي. كانت يقظتي مؤلمة جداً لكنها مدهشة.

استغلال وواقعية

لطالما كنتِ امرأة واقعية. لماذا احتجتِ إذاً إلى هذه المدة كلها كي تدركي أن الوقت حان لتغيير حياتك؟

أنا لستُ آلة! بشكل عام أثق بحدسي لكن يمكن أن أخطئ. الهشاشة في الحب والصداقة تجعلاننا بشراً. شعرتُ بأن نظامي الدفاعي كان مخدّراً طوال سنوات. لا ألوم أحداً على أخطائي، لكني بدأتُ فجأةً أشكك بنفسي. حين نحترق لهذه الدرجة، تكون المسامحة العلاج الوحيد. أدرك أن الحياة دلّلتني لكني في أعماقي أشبه جميع الناس.

تقولين دوماً إنك تتجنبين الرجال. هل تفعلين ذلك لأنهم حاولوا استغلالك؟

لم أتعرّض يوماً لاستغلال جسدي لكني واجهتُ عنفاً ضمنياً. يمكن أن تكون المنافسة السليمة بين شخصَين مثمرة جداً لكنها قد تكون مخادعة أيضاً.

تجيدين التحكم بصورتك وتعطين الآخرين ما يتوقعونه منك لا أكثر.

أحاول دوماً أن أنظر إلى نفسي بطريقة موضوعية وألا أخلط بين حقيقتي وعملي. لطالما تساءلتُ عما يدفع الناس إلى تحقيق الشهرة لكني لم أجد الجواب. في الوقت نفسه أعرف أن الممثل يعبّر عن فنّه وهذا ما يجعلنا ضعفاء لهذه الدرجة. لكن كيف يمكن رسم الحدود؟ أثبتت تجارب ممثلات مدهشات من أمثال رومي شنايدر وجان سيبرغ ومارلين مدى صعوبة الفصل بين العالمَين.

في فيلم On the Milky Road (على درب التبانة)، كما في المسلسل الأميركي Mozart in the Jungle (موزار في الأدغال) حيث تؤدين دور مغنية أوبرا، ما عدتِ مجرّد وجه جميل على الشاشة. بل تنبثق منك معالم أكثر سلاسة وتأثيراً...

«أنا الفتاة التي كنتُ عليها في الماضي ولم تعد موجودة اليوم»! إنها واحدة من العبارات التي أقولها في فيلم المخرج كوستوريكا... أبلغ اليوم 52 عاماً وأدرك أن شكلي الخارجي يختلف عن أفلامي الأولى. أصبحتُ امرأة أخرى. لا شك في أن الجمال يحمينا لكننا قد نرغب في كسره أيضاً. سأكذب إذا قلتُ إنني مسرورة بالاقتراب من عمر الشيخوخة والموت. لكني أحاول أن أتعامل مع الوضع بذكاء. الشيخوخة ليست غاية بحد ذاتها ولا تزعجني علامات الزمن.

حتى لدى الرجال؟

حين كنت أصغر سناً، كنت أهتم كثيراً بشكلي الخارجي وكنت أخرج مع رجال من عمري وأفضّل أن يكونوا وسيمين. اليوم أعتبر الرجل الذي يحمل التجاعيد أكثر إثارة للاهتمام. تعجبني علامات الزمن على وجهه وجسمه لأن التجارب التي عاشها هي التي تزيد جاذبيته. من خلال تجاعيد الجسم، يمكن أن نرى الروح! أكثر ما أحبّه في فيلم المخرج كوستوريكا هو سرد قصة حب بين شخصين تجاوزا عمر الشباب.

حياة خاصة

حول وجود رجل في حياتها حالياً، تقول بيلوتشي: «نعم... لن أقول المزيد. يجب أن أحتفظ ببعض المسائل الخاصة لنفسي. لقد أحبني الآخرون في السابق لكني لم أكن مستعدة دوماً لتقبّل ذلك الحب. خلال فترة طويلة، وجدتُ روابط قوة مثيرة للاهتمام. اليوم أبحث عن وضع مختلف. بدأتُ مرحلة جديدة من حياتي.

وعن التغيرات التي طرأت على حياتها، توضح: «في فترة طلاقي، في عام 2013، بقي أبو ابنتيّ في البرازيل. اخترتُ أنا الاقامة في باريس. في السنة الماضية، اشتريتُ منزلاً في لشبونة وأريد أن أستقر فيه. أحب هذه المدينة لأنها تحمل طابعاً دولياً ومحلياً في آن. سيكون العيش فيها مدهشاً بالنسبة إلى ابنتيَ لأن الحياة هناك أكثر هدوءاً.

وفيما يتعلق بطريقة تربيتها لابنتيها قالت: أتمنى أن أكون أماً صالحة وأن أنقل الحب إلى ابنتيَ. هذا ما قدّمته لي والدتي. كان والداي شابين جداً حين وُلدتُ. كانت أمي تبلغ 20 عاماً بالكاد. كل من يعتقد أن الحياة تتطلب إثارة الجدل ومعارضة القواعد دوماً يجازف بأن يعيش مراهقة متأخرة طوال حياته! كنت محظوظة لأنني تمتعتُ بكامل الحرية. لو لم يعطوني حريتي، كنتُ لآخذها بنفسي!

يبقى حب الحياة أقوى من النزعة التدميرية في حالتي
back to top