ابنتي المراهقة تعاني الانهيار... هل أقلق؟

نشر في 11-05-2017
آخر تحديث 11-05-2017 | 00:00
No Image Caption
ابنتك في الثالثة عشرة من عمرها وتعاني اضطراباً شديداً في المزاج. ربما تعتقدين لوهلة أن الأمر طبيعي في هذا العمر، ولكنك تتساءلين إن كانت تعاني انهياراً عصبياً أو إحباطاً ما. ما هو الفرق بين التصرف التقليدي لدى المراهقين وبين الانهيار العصبي لدى تلك الفئة؟ هل من إشارات ما عليك التنبّه إليها لدى ابنتك المراهقة لتفادي أي خطر محدق؟
لا شكّ في أن تغيّر المزاج أمر طبيعي لدى جميع البشر. فمزاجنا مرتبط بعوامل مختلفة تحصل حولنا، بالإضافة إلى عوامل مؤثرة عدة تتعلّق بماضينا. بالنسبة إلى المراهقين، يكون رد فعلهم حيال الأحداث مبالغاً فيه أو متطرفاً نوعاً ما. ولكن ذلك لا يعني أبداً وجود مشكلة فعلية على غرار الانهيار العصبي مثلاً.

إشارات

ثمة إشارات مهمة ينبغي التنبه إليها في حال وجود هذا النوع من الانهيار العصبي. إذا لاحظت مثلاً أن ابنتك تعاني إحباطاً ما، عليك أن تبادري بسؤالها حول الأمر. اسأليها مثلاً عما يزعجها، أو إن كانت تريد إطلاعك على أمر ما.

كوني مثلاً صديقة لها واطرحي أسئلتك بلطف وليس عبر إعطاء المواعظ أو التهديد، لأنّ ذلك سيجعلها تنفر منك ولا يؤدي إلا إلى مزيد من التوتر.

عليك أولًا أن تعرفي أن تبدّل المزاج لدى المراهقين والمراهقات أمر طبيعي للغاية بسبب التغيّرات، لا سيما الهرمونية منها، التي تطرأ على الجسد ومن ثم على النشاط الدماغي في هذه المرحلة من العمر. ولا شكّ في أن هذه التغيّرات تجعل من رد فعلهم مبالغاً فيه إزاء كل ما يجري حولهم. لا تنزعجي أو تتأففي إن بدت ابنتك متوترة، وإن كنت تعجزين عن التنبؤ بتصرفاتها.

دليل ملموس

في بعض الحالات، يكون الإفراط في التعبير عن المشاعر العارمة دليلاً ملموساً على وجود خطب ما، أو انهيار عصبي. راقبي ابنتك في فترات زمنية متباعدة إن لاحظت استمرار التوتر لفترة طويلة (أسابيع أو أشهر) لديها، من دون أي سبب حقيقي له. في هذه الحالة، يكون قلقك مبرراً.

هل تعاني ابنتك نوبات غضبٍ وبكاءٍ وصراخٍ؟ هل تبكي من دون سبب واضح؟ هل تعبّر عن سخطها الدائم، أو تجد نفسها غير صالحة لشيء، أو تلوم نفسها على كل شيء، أو تشعر بالذنب الدائم؟ هل تتحدث دوماً عن الماضي، ولا تتكلّم أبداً عن المستقبل؟ إن لاحظت هذه الأمور، فربما تمرّ ابنتك بانهيار عصبي.

يمكنك أن تتأكدي من الأمر إن لاحظت صعوبة لديها في أداء المهام الروتينية، كأن تستيقظ في الوقت المناسب للذهاب إلى المدرسة، أو أن تنهي فروضها المدرسية. من ضمن أعراض الانهيار العصبي الأخرى لدى المراهقين غياب الاهتمام المفاجئ بنشاطات كانوا يتمتعون بها سابقاً، وتغيير كبير في عادات النوم، وفقدان الشهية للأكل، وغياب النشاط والطاقة، فضلاً عن الصعوبة في التركيز وفي اتخاذ القرارات، وإهمال الشكل الخارجي، واللجوء إلى المخدرات، وهو أخطر انعكاسات الانهيار العصبي.

يتكلّم بعض المراهقين أحياناً بشكلٍ سلبي عن نفسهم أو عن شخصيتهم أو مستقبلهم، ويهددون برغبتهم في إلحاق الأذى بنفسهم. حتى أنهم قد يذهبون إلى حدّ التهديد بالانتحار.

إذا كانت لديك أية شكوك في أنّ ابنتك المراهقة تمرّ بظروفٍ عصيبة، وبأن تغيّرها المزاجي هو أكثر من مرحلة زمنية محددة، عليك أن تبادري بمفاتحتها حول الأمر. شاركيها قلقك. أما إذا كنت تعتبرين أن محاولتها الانتحار أمر وارد، عليك أن تسأليها حول الأمر بشكلٍ واضح. يخشى البعض القيام بذلك معتقدين بأن طرح السؤال يساهم في غرس تلك الفكرة لدى أولادهم، في حين أنها ربما لم تكن موجودة لديهم سابقاً. إن كنت تعتقدين ذلك فأنت مخطئة، لأن ابنتك المراهقة تعرف ما هو الانتحار وربما تفكر به، وهي تريد أن يفاتحها أحدهم بهذا الشأن.

ضرورة المساعدة

في هذه المرحلة، ابنتك بحاجة إلى مساعدة منك، لذا لا تترددي في إظهار عاطفتك وحنانك لها. قولي لها كم تحبينها وكم تحتاجين إلى وجودها قربك. أفهميها أنها إن ألحقت الأذى بنفسها فإنها تساهم بإلحاق أذى كبير بمن يحبونها ومن يحتاجون إليها.

إن لاحظت أن وجودك الحنون والعطوف إلى جانبها ليس كافياً، لا بدّ إذاً من استشارة الطبيب النفسي الاختصاصي في هذه الشؤون كي يخرجك من هذه المعضلة ويؤمن لك ولابنتك راحة البال والأمان العاطفي والفكري.

لا تتأخري في مراجعة الطبيب باكراً لأنّ أي تأخير يؤدي إلى تعقيد إضافي، وتكون نتائجه وخيمة.

كوني صديقة لابنتك واطرحي أسئلتك بلطف عبر إعطاء المواعظ أو التهديد
back to top