فنزويلا مهددة بحرب أهلية

نشر في 07-05-2017
آخر تحديث 07-05-2017 | 20:15
ناشطون من المعارضة الفنزويلية يسيرون في كراكاس
ناشطون من المعارضة الفنزويلية يسيرون في كراكاس
تقف فنزويلا إحدى الدول المنتجة للنفط على شفا حرب أهلية، على خلفية أزمة سياسية بين الرئيس اليساري الشعبوي التشافيزي نيكولاس مادورو الذي يسيطر على معظم مفاصل الدولة تحت عنوان "الثورة"، وبين المعارضة وهي ائتلاف من الأحزاب يتضمن أطيافاً من اليسار إلى يمين الوسط يسيطر على البرلمان.

أزمة سياسية

وكانت المعارضة حاولت عزل الرئيس، من خلال استفتاء يسمح به الدستور، وتمكنت من جمع ملايين التواقيع، لكن مؤسسات الدولة عرقلت استكماله بسبب خضوعها لـ"التشافيزيين" نسبة إلى الرئيس الراحل هوغو تشافيز، الذي رسم سياسات اشتراكية شعبوية خاصة بفنزويلا.

بعد ذلك، أصبحت المعارضة تطالب خصوصاً بإجراء انتخابات مبكرة قبل أن تنتهي ولاية مادورو في ديسمبر 2018، الأمر الذي رد عليه الرئيس بمزيد من التمسك بالسلطة.

ونهاية مارس قامت المحكمة العليا الموالية لمادورو بتجريد البرلمان المنتخب من سلطاته، قبل أن تتراجع عن الأمر، وهو ما اعتبره المعارضون "انقلاباً".

وآخر خطوة قام بها مادورو الأربعاء الماضي كانت إصدار مرسوم يدعو إلى انعقاد جمعية تأسيسية مهمتها إعادة النظر في دستور 1999. وشكلت هذه الخطوة الشرارة التي أشعلت موجة التظاهرات الراهنة.

أزمة اقتصادية

وبالتزامن مع الأزمة السياسية اندلعت ازمة اقتصادية غير مسبوقة. ويعاني البلد نقصاً خانقاً في السلع الغذائية والأدوية، إضافة إلى تضخم هائل توقع صندوق النقد الدولي أن يبلغ 720 في المئة نهاية هذا العام. واقتربت العملة الفنزويلية في ظلها من أن تكون بلا قيمة.

ووصل معدل التضخم إلى ثلاثة أرقام، كما أن الحد الأدنى من الأجور أصبح يساوي الآن ما قيمته 10 يورو في الشهر، وصارت المتاجر الكبرى "السوبرماركت" خالية من الزبائن بينما تعاني المخابز نقص الدقيق اللازم لصناعة الخبز، ومن ناحية أخرى صار ثمن المياه أغلى بشكل متزايد من البنزين، الذي يتم دعمه بشدة ليصبح الأرخص سعراً في العالم.

ومع استمرار تفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية، بلغ الاستياء الشعبي حداً غير مسبوق، إذ إن سبعة فنزويليين من عشرة يأملون أن يتنحى مادورو فوراً بحسب استطلاع أجراه مركز "فينيبارومترو".

رئيس غرائبي

ويفسر مادورو أسباب الأزمة الاقتصادية الحادة بأنها نتيجة لاستراتيجيات الحرب الاقتصادية، التي تشن ضد فنزويلا من الخارج، والتي أصبحت أكثر حدة بسبب انخفاض أسعار البترول.

ويقوم مادورو بتلطيخ سمعة المتظاهرين بوصفهم بأنهم دمى "إرهابية" تستخدمهم الولايات المتحدة، وبأنهم يتآمرون للقيام بانقلاب.

ووسط انقطاع التيار الكهربائي بشكل متزايد طالب الرئيس النساء بالامتناع عن استخدام مجففات الشعر، غير أنه يرتدي من آن لآخر حذاء الرقص لأداء رقصة السالسا، والتي تذاع من القصر الجمهوري.

وكلف مادورو الجيش بمسؤولية توزيع حصص المواد الغذائية، وطالب متلقي الأغذية بأداء قسم الولاء له، وظهر نائبه على القائمة الدولية التي تصدرها الولايات المتحدة لكبار مهربي المخدرات.

قتلى وميليشيات

وقتل 36 شخصاً في التظاهرات خلال نحو شهر، وتتهم المعارضة سلطات الأمن بقمع التظاهرات، لكنها تحمل المسؤولية الأكبر في القتل لميليشيات مؤيدة للنظام.

وكان آخر ضحية شاب يدعى كارلوس مورينو، في الثانية والعشرين من عمره، وانهى لتوه في دراسة علم الاقتصاد منذ شهر، بجامعة "فنزويلا المركزية" بالعاصمة كاراكاس.

وقتل مورينو في تظاهرة جرت في مدينة فالنسيا بشمال البلاد، ويقول زملاؤه، إنه قتل على يد أفراد ميليشيات مسلحة يستقلون دراجات نارية، وهذه الميليشيات موالية للحكومة الاشتراكية في البلاد. وتم رصد هؤلاء الأفراد في جميع التظاهرات.

وأعلن مادورو يوم الاثنين الماضي خططاً لتوسيع أعداد الميليشيات الحكومية، التي تسمى "الدفاع الشعبي" لتصل إلى نصف مليون فرد، ما يعني فعلياً تسليح نصف مليون مدني للدفاع عن حكمه.

انشقاقات؟

ورغم أن الجيش كان موالياً بالكامل لتشافيز ونظامه، أكد زعيم المعارضة هنريك كابريليس الذي خسر أمام مادورو في انتخابات 2013 الرئاسية، أن الجيش أخذ ينأى بنفسه من السلطة، لافتاً إلى أن 85 جندياً تم سجنهم لأنهم أعلنوا رفضهم للقمع.

تظاهرات نسائية

وتظاهرت آلاف الفنزويليات بلباسهن الأبيض أمس الأول ضد مادورو، والقمع الذي يقوم به نظامه ضد المعارضة التي تطالب بالديمقراطية.

في المقابل، تظاهرت آلاف من مؤيدات مادورو أمام مقر "الدفاع الشعبي" في وسط العاصمة أيضاً. وقالت إحداهن وتدعى زولاي روميرو "نحن ندافع عن نيكولاس (مادورو) وعن الثورة".

back to top