Born in China يخطف الأنفاس!

نشر في 02-05-2017
آخر تحديث 02-05-2017 | 00:05
الباندا «يايا» وصغيرها
الباندا «يايا» وصغيرها
Born in China (مولود في الصين) أحدث جزء من سلسلة Disneynature للأفلام الوثائقية. إنه أشبه بنسخة من Planet Earth (كوكب الأرض) لكنه يستهدف المشاهدين الأصغر سناً. مع ذلك سيستمتع محبو الطبيعة بهذا العمل وسيندهشون تحديداً بالتصوير السينمائي المذهل.
بينما ركزت الأجزاء الأخرى من Disneynature على أجناس وأنظمة بيئية محددة، يطرح Born in China للمخرج لو تشوان رؤية شخصية وعميقة عن عدد من الأجناس الفريدة من نوعها في الصين (حيوانات الباندا، والنمور الثلجية، وطيور الكركي، وظباء شيرو، والقرود الذهبية).

يتابع فريق تشوان هذه الحيوانات المدهشة خلال مختلف المواسم وعلى مر دورة الحياة، تزامناً مع عرض الأفكار الروحية الصينية عن الحياة والموت.

يبذل جون كراسينسكي قصارى جهده بدور الراوي في Born in China مع أنه لا يضفي عليه خليطاً استثنائياً من الجاذبية والمرح كما فعل سير ديفيد أتنبورو في الفيلمَين الكلاسيكيين عن الطبيعة Life (الحياة) وPlanet Earth. مع ذلك تبدو نبرة صوت كراسينسكي مريحة على نحو مثالي وتنجح في تعريفنا إلى حياة تلك الحيوانات المميزة.

تخطف المشاهد في الفيلم الأنفاس نظراً إلى الطريقة العميقة التي يسلّط فيها الفيلم الضوء على هذه الكائنات المدهشة. ويُقدّم بعض المقتطفات خلال عرض أسماء المشاركين في العمل لمحة عن عملية الإنتاج التي تشمل كاميرات سرية ثابتة تتصل بالصخور ومثيلاتها، فضلاً عن فِرَق الإنتاج التي تتجول في البرية لالتقاط الصور. كذلك تبدو المعلومات المرتبطة بأجواء ما وراء الكواليس مشوّقة لدرجة أننا سنرغب في أن يتمحور الفيلم الوثائقي كله حول هذه العملية.

دراما لافتة

على صعيد آخر، تبدو الجوانب الدرامية في الفيلم لافتة، بدءاً من مواجهات النمور الثلجية وصولاً إلى الخطوات الأولى التي يخطوها صغير الباندا وتصرفات مجموعة من القرود الذهبية الشابة، مع أن جزءاً من هذه التفاعلات يشتق بكل وضوح من إبداع المسؤولين عن المونتاج لرفع مستوى المتعة في سرد القصة.

يطرح المسؤولون عن المونتاج قصصاً يمكن إيجادها في أي فيلم كلاسيكي من إنتاج «ديزني»: يتعرّض القرد الذهبي «تاو تاو» للصدّ من عائلته بعد ولادة شقيقته الصغرى ولا يقدم له نظراؤه، «الفتيان الضائعون»، أية مواساة. في الوقت نفسه، تتابع النمرة الثلجية «داوا» مطارداتها الشرسة لتأمين الغذاء لجرائها، لكن هل سيكون ما تفعله كافياً؟ أما الباندا «يايا» فتوجّه صغيرها «ماي ماي» بحذر في مراحل نموه.

يبدو «ماي ماي» و«يايا» ظريفين ومرحين جداً، لكن تسرق القرود الذهبية الأضواء من الجميع. تحمل هذه الكائنات الغريبة فرواً ذهبياً ووجهاً رمادياً يميل إلى اللون الأزرق وعينين كبيرتين ومعبّرتين جداً. تبدو تعابيرها وحركاتها بشرية على نحو صادم وتتعدد الجوانب الشخصية والدرامية التي تدعم قصتها، من بينها إقدام «تاو تاو» على ترك عائلته ثم العودة إليها بعد إنقاذ شقيقته الصغرى من صقر.

«يوم الأرض»

تَصدر أفلام Disneynature دوماً في تاريخ قريب من «يوم الأرض» وتسعى إلى توعية المشاهدين حول أهمية الحفاظ على الطبيعة. أعلنت إحدى الرسائل التي انتشرت قبل العرض أن مشاهدة الفيلم في عرضه الأول ستساهم في جمع التبرعات لإنقاذ تلك الحيوانات. لكن لما كان Born in China يتمحور حول الطبيعة، فلا مفر من أن يبقى محصوراً في منطقته وموضوعه.

بعد رؤية الفيلم، لن يعرف المشاهدون إذا كانت تلك الحيوانات معرّضة للمخاطر أو التهديدات بسبب تطور البشر أو الحيوانات المفترسة أو التغير المناخي. تركّز رسالته الأساسية على مسائل روحية ترتبط بدورة الحياة، لكنها لا تدعو المشاهدين إلى التحرك شخصياً لحماية تلك الحيوانات. من الواضح أن الفيلم فوّت فرصة ممتازة لإطلاق تلك الدعوة!

back to top