خاص

اغتيال معارض إيراني في إسطنبول ومقتل كويتي برفقته

• المواطن اجتمع معه لعقد اتفاقية إعلامية
• مالك شبكة «جم» الواسعة الانتشار كان يعد لقناة إخبارية
• كاريميان تعرض لمحاولة اغتيال قبل مدة وطلب من حراسه عدم مرافقته... وشقيقه يتهم طهران

نشر في 01-05-2017
آخر تحديث 01-05-2017 | 00:12
لقطة تلفزيونية لمحققين أتراك في موقع عملية الاغتيال بالجانب الأوروبي من إسطنبول مساء أمس الأول و في الأطار رجل الأعمال الكويتي محمد الشلاحي
لقطة تلفزيونية لمحققين أتراك في موقع عملية الاغتيال بالجانب الأوروبي من إسطنبول مساء أمس الأول و في الأطار رجل الأعمال الكويتي محمد الشلاحي
اغتال مسلحون مجهولون، مساء أمس الأول، المعارض الإيراني سعيد كاريميان، الذي يحمل الجنسية البريطانية، ومدير ومالك شبكة «جم» التلفزيونية، الناطقة بالفارسية، والأكثر مشاهدة في طهران، والمواطن الكويتي رجل الأعمال محمد متعب الشلاحي، الذي كان برفقته.

وقال مصدر مطلع، لـ«الجريدة»، إن الأجهزة الأمنية الكويتية ومسؤولي السفارة في تركيا، تواصلوا مع القيادة المشرفة على سير التحقيق بالحادث، موضحاً أن الشهود أفادوا بأن 3 أشخاص ملثمين اعترضوا السيارة التي كان كاريميان والشلاحي يستقلانها، وأطلقوا النار عليهما، في منطقة مسلك الراقية، بالجانب الأوروبي من إسطنبول.

وأصيب كاريميان بـ27 رصاصة، ما أدى إلى وفاته فوراً، في حين لفظ الشلاحي أنفاسه الأخيرة في المستشفى متأثراً بإصابته.

وعلمت «الجريدة» من سكرتيرة كاريميان أن الشلاحي اجتمع بالإعلامي الإيراني في مكتبه، لعقد اتفاقية إعلامية مع شبكته التلفزيونية، ثم قررا الخروج للعشاء، ووقع الهجوم في طريقهما إلى أحد مطاعم إسطنبول.

وأوضحت السكرتيرة أن مدير الشبكة كان لديه حراس مسلحون يرافقونه دائماً، لاسيما بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها منذ مدة قصيرة، «لكن احتراماً لضيفه الكويتي، طلب منهم عدم الحضور إلى المطعم».

واتهم هادي، شقيق كاريميان، في اتصال مع «الجريدة»، الأجهزة الأمنية الإيرانية بالتورط في عملية الاغتيال، مؤكداً أن أخاه تعرض لتهديدات عدة منها، خلال الأعوام السابقة، واتهمته بالعمالة للأجهزة الأمنية التركية والسعودية والإسرائيلية.

وحكمت المحكمة الجزائية رقم 22 لمدينة طهران، منذ 3 أعوام، غيابياً، على كاريميان بالسجن 6 أعوام، و100 جلدة، بسبب التعاون مع الأعداء وترويج الفساد.

وكان أحد اتهامات كاريميان عضويته في تنظيم «مجاهدي خلق» المعارض، لكن الإعلامي الإيراني نفى، في رسالة متلفزة، أي علاقة بين شبكته والمنظمة.

ووالد سعيد كان من أنصار «مجاهدي خلق»، وقتل في عمليات «مرصاد» عام 1988، وأقام سعيد في معسكر أشرف بالعراق 8 سنوات، حتى استطاع أخوه هادي، الذي كان يعيش في الولايات المتحدة، ترتيب انتقاله إلى هناك عبر سويسرا.

وبعد انتقاله إلى الولايات المتحدة، عمل سعيد في إذاعة «صوت إيران»، التي أسسها معارضون لإسقاط النظام، مدة عام، ثم عمل في تلفزيون تابع لـ«مجاهدي خلق» باسم «سيماي آزادي»، حيث تعرف على زوجته رويا رضائي، ابنة أحد أكبر زعماء المنظمة، وانفصل عنه عام 2005 ليؤسس شبكة فضائية اجتماعية باسم «جم» في تركيا.

واشتهرت الشبكة بترجمة المسلسلات والأفلام التركية، وبث أحدث الموسيقى الإيرانية إلى إيران، ثم تحولت فجأة إلى مجموعة «جم» الإعلامية منذ نحو 3 سنوات، وبدأت زيادة برامجها وتنويعها، حيث زادت شبكاتها على الخمسين، وبدأت منافسة التلفزيون الإيراني في برامجه.

ولم تضم المجموعة أي شبكة إخبارية أو سياسية، وكان مقرراً بدء العمل على ذلك قبل نهاية 2017، وبدأت بالفعل إعلانات لجذب مذيعين ومذيعات، ما أثار غضب السلطات الإيرانية وتخوفها.

في المقابل، نفى مصدر أمني إيراني، رفض ذكر اسمه، لـ«الجريدة»، أي ارتباط لإيران بالحادث، واتهم «مجاهدي خلق» بتصفية كاريميان، إثر خلافات تنظيمية داخلية.

وبدأت السلطات الأمنية التركية التحقيق في الحادث، ورفضت اتهام أي جهة قبل انتهاء التحقيقات، مشيرة إلى أنها وجدت السيارة، التي استقلها منفذو العملية، محترقة بالكامل.

back to top