ورش التمثيل... تدعم الموهوبين أم تحتال عليهم؟

نشر في 01-05-2017
آخر تحديث 01-05-2017 | 00:00
قبل سنوات كانت ورش التمثيل محدودة، كذلك عدد المتقدمين إليها، ونجح بعض خريجيها في أن تكون لهم بصمتهم سواء سينمائياً أو تلفزيونياً، وفي مقدمتهم خريجو «مركز الإبداع» التابع لوزارة الثقافة من أمثال بيومي فؤاد، ومحمد عز، وهشام إسماعيل، وحسام داغر وغيرهم. لكن أخيراً، انتشرت هذه الورش بشكل لافت، ويتصدّر التدريب فيها مجهولون أو أسماء مغمورة في عالم الفن، أو قاربت على الاعتزال، أو غير مرغوبة من المخرجين والمنتجين، كذلك أسعار التدريب تصل أحياناً إلى مبالغ ضخمة.
قال نقيب المهن التمثيلية في مصر د. أشرف زكي إن ثمة مخرجين وممثلين فاشلين يبيعون الوهم للشباب بمبالغ ضخمة بحجة تدريبهم في ورش التمثيل وإيجاد فرص عمل لهم، ويخدعون المواهب التي تبحث عن فرصة للظهور والشهرة.

كذلك أكّد أنه يحارب هذه الظاهرة، وهي ضمن أولوياته كنقيب، وأنه أرسل خطابات إلى شركات الإنتاج بضرورة عدم قبول أي فرد ليس له موقف نقابي وإلا ستتخذ النقابة إجراءات قانونية ضده، مستثنياً من القرار بعض مكاتب «الكاستينغ» المعروفة والمتميزة في عملها، والتي تدرّب الشباب ولا غبار عليها.

الفنان محمد عز الذي قام بدور «يحيى العطار» في مسلسل «الأب الروحي» أكّد أنه التحق بورش تمثيل عدة قبل ورشة «مركز الإبداع الفني» مع المخرج خالد جلال، وأهمها ورشة «مروة جبريل» وكان المدرب فيها وسام باهر، وتابع: «كنت أريد أن أعرف هل لدي موهبة أم لا كي لا أضيع وقتي، فاكتشف جبريل موهبتي، وبقيت في الدورة أشهراً عدة، ومن خلالها صرت مهيأ لورشة مركز الإبداع».

وأضاف عز أن ورشة «مركز الإبداع» مكان معتمد استمر فيها سنتين ونصف سنة للدراسة والتدريب مع المخرج خالد جلال، وهو مدرب مخلص وفنان كبير، خرّج مواهب متميزة، ومركزه بعيد عن كل سبل النصب أو المتاجرة، مشيراً إلى أنه تعلم في المركز الوقوف على المسرح وماذا يعني التمثيل ولغة الجسد والمشاعر، وكيف يستخدم أدواته كممثل.

كذلك أوضح الفنان أنه لم يكن يوماً أحد ضحايا المراكز التي تهدف إلى النصب على المتقدمين بحكم عمله في التصوير الفوتوغرافي، إذ كان يصوّر الورش والفنانين الشباب المشاركين فيها، ومن خلال خبراته المتراكمة يستطيع أن يحدّد المراكز الجادة والقادرة على إفادة الممثل الجديد، وأيها عبارة عن مراكز للنصب.

رأي النقد

ترى الناقدة السينمائية ناهد صلاح أن ورش التمثيل ضرورية جداً، وهي موجودة على مستوى السينما العالمية، وكثير منها خرّج نجوماً مثل مارلون براندو، وفي السينما المصرية خرّج «مركز الإبداع» وجوهاً شابة حاضرة اليوم في الدراما التلفزيونية والسينما وبكثرة، مثل بيومي فؤاد الذي يبرز في أعمال عدة رغم دخوله إلى مجال التمثيل في سن متأخرة. كذلك محمد صبحي أقام «استوديو الممثل» مع لينين الرملي في التسعينيات وتخرجت فيه منى زكي وغيرها. وأضافت صلاح أن من الطبيعي وجود ورش مهمة فيما أخرى لا فائدة منها وهدفها تجاري فحسب، ولكن كثرة الورش تصبّ في صالح الفن عموماً.

الناقد السينمائي طارق الشناوي رفض اتهام الورش بأن هدفها الربح فحسب، مؤكداً مثلاً أن ورشة أحمد كمال إحدى أبرز الورش الفنية كونه في الأساس أستاذ تمثيل وفناناً جميلاً ومبدعاً نجح في أن تكون له بصمته الخاصة على الساحة رغم قلة أعماله.

وأشار الشناوي إلى أن موهبة الأستاذ في هذه الورش يجب أن تكمن في قدرته على إيصال المعلومة، وليس شرطاً أن يكون قامة تمثيلية كبيرة، مشيراً إلى أن ورش «الربح المادي» نوع من الفساد تماماً مثل الأفلام والأغاني السيئة والتي ربما تتفوّق في عددها على الأفلام والأغاني الجيدة.

back to top