«داعش» يتقهقر في الطبقة... وإسرائيل تسعى إلى عزل القنيطرة

• تل أبيب تقترح 5 بنود لوقف تمدد إيران
• إردوغان «حزين» بسبب التعاون الأميركي - الكردي

نشر في 30-04-2017
آخر تحديث 30-04-2017 | 21:55
مقاتلات من الوحدات الكردية يتقدمن مراسم تشييع قتلى الغارات التركية في مدينة دريك أمس الأول (رويترز)
مقاتلات من الوحدات الكردية يتقدمن مراسم تشييع قتلى الغارات التركية في مدينة دريك أمس الأول (رويترز)
بعد أسبوع على دخول قوات سورية الديمقراطية تحت غطاء أميركي إلى المدينة الواقعة على بعد 55 كلم غرب معقله الأبرز في الرقة، خسر تنظيم "داعش" نصف مدينة الطبقة الاستراتيجية، في حين هاجم سلاح الجو الإسرائيلي سرية تابعة للرئيس الأسد بريف القنيطرة، في خطوة تهدف إلى عزل هذه المحافظة عن مناطق الاشتباك المشتعلة.
في خطوة لفتح الطريق أمامها إلى الرقة، أحرزت قوات سورية الديمقراطية (قسد)، أمس، تقدماً على حساب تنظيم "داعش" في الطبقة، التي تضم السد المائي الأكبر في البلاد، وباتت تسيطر على أكثر من نصفها والقسم الأكبر من المدينة القديمة.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن "قسد"، ذات الغالبية الكردية المدعومة أميركيا، تواجه مقاومة شرسة من "داعش"، الذي، اعتمد منذ حصار المدينة على إرسال انتحاريين وسيارات مفخخة الى مواقعها في محاولة لإعاقة تقدمهما، وهو أسلوب يلجأ إليه في كل جبهة يخسر سيطرته عليها.

وأوضحت "قسد" أن مقاتلي عملية "غضب الفرات" حرروا في ساعات الفجر الأولى أمس 6 أحياء جديدة داخل مدينة الطبقة، هي حارة المهاجع، البوسرابة، أبو عيش، الكنيسة الآشورية، الكسارة، المسحر. ونشرت صورا تظهر أغراضا تم جمعها من هذه الأحياء من بينها أسلحة وذخائر وعلم لتنظيم ""داعش".

دعم الأكراد

في المقابل، انتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان دعم حليفته الولايات المتحدة لخصومه الأكراد في سورية، إذا اعتبر أن رؤية دوريات مشتركة مكونة من جنود أميركيين وميليشيات كردية "أمر محزن لتركيا"، مشددا على أنه سيناقش هذا الموضوع خلال لقائه نظيره الأميركي دونالد ترامب في الشهر المقبل.

وقبل توجهه إلى الهند، أكد إردوغان من مطار أتاتورك استمرار تركيا في ملاحقة "الإرهابيين" في العراق وسورية، بقوله: "ما حدث في سنجار وقره تشوك سيتواصل"، في إشارة إلى سلسلة غارات جوية نفذتها مقاتلات تركية الثلاثاء الماضي على مواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني شمال العراق ومواقع تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي شمال شرقي سورية، أسفرت عن مقتل العشرات.

قصف إسرائيلي

إلى ذلك، استهدفت غارات إسرائيلية ليل السبت- الأحد سرية تابعة للواء 90 في ريف القنيطرة، إضافة إلى مواقع لميليشيا "حزب الله" في المنطقة الجنوبية.

وفي تصريحات خاصة لـ "الجريدة"، كشفت مصادر مطلعة أن الغارات الجديدة هدفها عزل القنيطرة ومنع أي مظاهر عسكرية تهدد مناطق سيطرة الجيش الإسرائيلي، وكذلك قطع الطريق أمام قوات النظام وحلفائها من تحويل الشريط الحدودي إلى منطقة اشتباك.

وفي محاولة لرفع الحرج عن النظام، الذي توعد مرارا بالرد على أي انتهاك لسيادته، نفت مصادر عسكرية سورية أي هجوم على مواقع تابعة للواء 90.

وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي، الذي دمر يوم الخميس مستودعا لتوريد الأسلحة من إيران لـ "حزب الله" قرب مطار دمشق الدولي، اعتراض دفاعاته "هدفا جويا" فوق مرتفعات الجولان، قادما من سورية، بينما قالت مصادر إنه طائرة من دون طيار.

نفوذ إيران

في السياق، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن "وزير النقل والاستخبارات إسرائيل كاتس قدم لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وثيقة لوقف النفوذ الإيراني في سورية"، مبينة أن "الاقتراح يتضمن خمس نقاط رئيسية تهدف في مجملها إلى تشديد الخناق على إيران ومنع تمددها في العراق وسورية ولبنان".

وأكدت الصحيفة أن "من بين النقاط الواردة في مذكرة التفاهم، اعتراف أميركي بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، وهي منطقة احتلتها إسرائيل في حرب 1967، وضمتها إليها في عام 1981"، إضافة إلى "معارضة عامة للوجود العسكري الدائم لإيران في سورية، وفرض عقوبات لحملها على وقف المساعدات العسكرية والمالية لحزب الله".

حماة منكوبة

وفي ظل استمرار التصعيد من قبل قوات النظام بمساندة سلاح الجو الروسي في حماة، الذي أسفر أمس عن مقتل 8 مدنيين، أعلن مجلس المحافظة الحرة جميع مناطق الريف الشمالي مدنا منكوبة بشكل كامل، جراء استهداف المدنيين بشتى أنواع الأسلحة وقصف جميع المنشآت الحيوية، بما فيها مشافي اللطامنة وكفرزيتا والفرن الآلي ومركز الدفاع المدني في كفرزيتا.

وذكر المجلس أن قوات الأسد وميليشيات إيرانية شنت منذ بداية الشهر الماضي حملة عسكرية ضخمة مدعومة بالدبابات والراجمات، وتحت غطاء جوي من روسيا اتبعت فيها سياسة الأرض المحروقة، فلم يسلم منها لا الحجر ولا البشر.

معارك الغوطة

ورغم دعوات أطلقتها فعاليات مدنية والثورية في مدينة عربين بوقف الاقتتال وسحب المظاهر المسلحة، تواصل الاشتباكات لليوم الثالث على التوالي بين "جيش الإسلام" من جهة و"فيلق الرحمن" و"هيئة تحرير الشام" من جهة أخرى في عدة مدن وبلدات بالغوطة الشرقية.

وأفادت مصاد ميدانية وناشطون بأن الاقتتال بلغ أشده أمس في مدن حزة، سقبا، وجسرين، مما أسفر عن سقوط أكثر من 120 قتيلا خلال 48 ساعة الماضية بينهم مدنيون، موضحين أن "جيش الإسلام" سيطر على بلدتي أفتريس والأشعري بشكل كامل، قبل أن يمهل "فيلق الرحمن" 24 ساعة لتسليم سلاحه ومسلحيه بقرية حمورية بالغوطة الشرقية.

اتفاق الوعر

وفي حمص، خرجت أمس دفعة جديدة من المسلحين وبعض أفراد عائلاتهم الرافضين لاتفاق المصالحة من حي الوعر باتجاه مدينة إدلب بإشراف الهلال الأحمر وقوى الأمن الداخلي والشرطة العسكرية الروسية.

وأشار محافظ حمص طلال البرازي إلى أن الدفعة السابعة تضم 1800 شخص، من بينهم 400 مسلح، مشيراً إلى أن "الدفعة الأخيرة من المتوقع خروجها في منتصف الشهر الجاري، ليتم إعلان حمص مدينة خالية من السلاح والمسلحين".

سابع دفعة تترك حي الوعر والأخيرة في منتصف الجاري... واستمرار حرب الفصائل بالغوطة
back to top