بقالة اليمني صالح

نشر في 30-04-2017
آخر تحديث 30-04-2017 | 00:20
 محمد الوشيحي صحيح أنها تحمل شكل البقالة، وتحتوي على كل ما تحتويه البقالات الأخرى، لكنها بالنسبة إلينا، مراهقي الصباحية، لم تكن بقالة فقط، كانت كل شيء، كانت العالم الخارجي، كانت الكويت.

هي نقطة الانطلاق إلى المناطق الأخرى، سواء من أجل مشوار أو للعب كرة القدم: "الوعد عند البقالة"، وهي نقطة الالتقاء قبل نشوب المعارك الدامية، التي غيرت مجرى التاريخ، فأصبح "بدر" لا يخرج من بيته إلا بصحبة أمه، كي لا نعترض نحن طريقه، وأضحى جلوسك على رصيف البقالة بمفردك دلالة على سيطرتك على الإقليم المحيط، ودلالة على امتلاكك حق الفيتو.

بقالة صالح اليمني هي ذكرياتنا، بحلوها ومرها، هي جائزتنا: "إذا حليت الواجب أخليك تروح لبقالة صالح"، هي عقابنا: "يا ويلك إذا شفتك عند بقالة صالح".

اختفت بقالة صالح، واختفت معها الكويت التي نعرف، وظهرت كويت أخرى عابسة، متشككة، طامعة، غير متزنة، قلقة، جدرانها مشققة، يتخللها صفير الرياح.

back to top