High Light: قصة نضال

نشر في 29-04-2017
آخر تحديث 29-04-2017 | 00:11
 د. حمود حطاب العنزي المناضل هو من يعلي القيم الإنسانية إلى حد التقديس الذي تستحقه، ويضحي بحريته من أجل الدفاع عن حرية الآخرين، فهو يعي جيداً معنى الحرية: حرية الفكر والمعتقد والضمير والتعبير بكل أشكاله، لذلك فإن المناضل شخص لا ينفصل عن الشعب قريب جداً من أفراده، يقاتل من أجلهم، يحمل همومهم، يخاف على مستقبلهم.

المناضل هو ضمير الأمة "مسلم البراك" الذي خرج من السجن على طريقة العظماء محاطاً بمؤيديه متوشحاً "بدلة" السجن مرفوعاً على الأعناق في مشهد حظي بتغطية إعلامية محلية وعربية وعالمية لافتة النظر، ويكفي أن نذكر وبالأرقام أن أكثر من مليون مستخدم تفاعل مع تغطية جريدة "الجريدة" للإفراج عن مسلم البراك لحظة بلحظة.

لذلك نقول: سواء اختلفنا أو اتفقنا معه، فالرجل يبقى صاحب قصة نضال مشرفة اجتمع عليه الناس من كل أطياف الشعب الكويتي؛ لتتكون له شعبية طاغية غير مسبوقة، فهو صاحب كاريزما وخطاب سياسي يتميز بالحماسة، لذلك أتى خطابه على مستوى الحدث عنيفا وعاطفيا، عبّر من خلاله عن شكره وامتنانه للشعب الكويتي بكل ملله ونحله على الوقفة المشرفة معه أثناء سجنه.

وأكد أنه باق على عهده من حيث الموقف والمبدأ، محارباً الفساد متصدياً للمفسدين، معرياً الإخفاقات الحكومية، لذلك هو يرى أن الحال لا تنصلح إلا بالحكومة المنتخبة التي تأتي من خلال صناديق الاقتراع، والتي لا تتعارض مع صحيح الدستور، ونحن نتفق معه تماما في هذا.

وكان البراك في خطابه امتدح الغضبة الشعبية في الانتخابات السابقة بإسقاط ثلاثين مندوباً، وتحدث كذلك عن الممارسات اللا إنسانية التي حدثت له داخل السجن في محاولة لإضعافه وتهديده، وكذلك تحدث عن الظلم الصريح والواضح بسحب الجناسي على خلفية المواقف السياسية، ولهذا أتوقع أن تكون الفترة القادمة فترة هدوء والتقاط للأنفاس سيتغير فيها الطرح من خطاب الغضب العاطفي إلى خطاب سياسي متزن تظهر فيه الحنكة، والتي ستنصب باتجاه فن الممكن ليتحقق الإنجاز دون الإخلال بالمواقف الثابتة التي تنتج عن قناعات في إطار القيم والمبادئ الراسخة.

توقعي هذا مرتكز على أساس أن "البراك" رجل دولة من الطراز الرفيع، وسياسي ذو باع طويل وخبرة امتدت سبعة عشر عاماً ماضية، تمكنه وبسهولة من قراءة معطيات الساحة السياسية الحالية، وبالتالي تحديد اتجاه البوصلة، ما من شأنه حسن التحرك والطرح بطريقة لا تضر بوعود إرجاع الجناسي، والتي حدد لها شهر من الآن.

وبذلك يتم دعم الجهود الحثيثة لبعض الإصلاحيين المشهود لهم بالنزاهة بانتهاج التهدئة المشروطة والمؤقتة مع الحكومة بهدف إرجاع الحقوق لأصحابها، وهذا النهج لا يعتبر تحصيناً لأحد إطلاقا من وجهة نظري، بل ذكاء وحنكة سياسية لإحداث المكسب ورفع الظلم.

لا يختلف أحد على وطنية مسلم البراك ورمزيته للشعب الكويتي وقوة تأثيره، ومع ذلك يرى أن نهج المجلس الحالي أفضل من مجلس 2012 ولاسيما على مستوى الإنجازات التي حدثت وفي وقت قصير، وتتمثل في استجواب وزير وإسقاطه، استقالة وكيلين بوزارة الصحة دارت حولهما الشبهات، المكرمة الأميرية بإعادة الجناسي وعودة سعد العجمي، رفع القيود الأمنية.

ختاماً: دعوتي للتهدئة من أجل الأسر المتضررة، وفترة شهر تعتبر قصيرة نسبياً في العمل السياسي؛ لهذا ألا يستحق السادة الأفاضل سعد العجمي وعبدالله البرغش وأحمد الجبر والشيخ نبيل العوضي وغيرهم ممن وقع عليهم الإعدام المدني أن نمهل هذه الحكومة شهراً، وإن لم تف بوعودها فالمحاسبة واجبة، والتي أتوقع أن يكون أحد أطرافها النائب جمعان الحربش... ودمتم بخير.

back to top