سكّري الحمل... لا داعي للهلع!

نشر في 15-04-2017
آخر تحديث 15-04-2017 | 00:04
No Image Caption
يسبب السكري الذي يظهر خلال فترة الحمل مضاعفات للأم والطفل معاً. لكن لا داعي للهلع لأن تدابير رعايتهما والاهتمام بصحتهما باتت منظّمة وفاعلة.

ما معنى سكّري الحمل؟

يشير سكّري الحمل إلى مشكلة في تحمّل الغلوكوز. خلال الحمل، تتغيّر عملية الأيض في جسم المرأة ويعجز البنكرياس عن التكيّف مع الوضع المستجد. لذا تصبح الخلايا مقاوِمة لهرمون الأنسولين الذي ينتجه البنكرياس تزامناً مع زيادة حاجات الأم المستقبلية بدءاً من الربع الثاني. نتيجةً لذلك، يرتفع معدل السكر في الدم بشكل غير طبيعي، تحديداً بعد وجبات الطعام.

بعد الولادة، يختفي سكري الحمل عموماً لكنه قد يكشف أحياناً عن مشكلة كامنة لم تعرف بها المرأة قبل الحمل، فيستمر النوع الثاني من السكري في هذه الحالة. لذا من الضروري أن تستشير المرأة التي تخطط للإنجاب طبيبها قبل الحمل للتأكد من عدم إصابتها بالسكري.

فئات أكثر عرضة له

تتعدد العوامل التي تزيد خطر الإصابة بسكري الحمل: العمر (أكثر من 35 عاماً)، الوزن الزائد (مؤشر كتلة الجسم أعلى من 25)، البدانة (مؤشر كتلة الجسم أعلى من 30)، إصابات عائلية بالنوع الثاني من السكري، الإصابة بالسكري في تجارب الحمل السابقة، إنجاب طفل سمين سابقاً (أكثر من 4 كيلوغرامات).

هل من عواقب على الطفل؟

ينمو الجنين ويسمن سريعاً لأن فائض السكر في دم أمه ينتقل إلى مجرى دمه عبر المشيمة. لذا قد تزداد الولادة تعقيداً أو تبرز مشاكل تعيقها: بعد خروج رأس الطفل، يعلق كتفاه لذا تبرز الحاجة إلى مناورات إضافية لاستكمال الولادة.

هل من مخاطر على الأم المستقبلية؟

أصبحت الولادة القيصرية أكثر شيوعاً من أي وقت مضى ويزداد احتمال تسمّم الحمل أيضاً. يشير هذا المرض المرتبط بالحمل إلى ارتفاع ضغط الدم وظهور وذمات ورصد بروتينات في البول، وقد يؤدي في حالات نادرة إلى تشنّجات حادة.

كيف يمكن الكشف عن الخلل؟

توصي الجهات الصحية بإجراء الفحص الذي يكشف عن اضطرابات الحمل لدى النساء الأكثر عرضة للخطر. يكفي أن يظهر عامل خطر واحد كي يصبح الفحص ضرورياً. يقضي الفحص بسحب الدم على الريق خلال الربع الأول من الحمل للكشف عن ارتفاع مؤشر سكر الدم الذي يمكن أن يشير إلى النوع الثاني من السكري. ويمكن تشخيص سكري الحمل إذا كان المعدل أعلى من 0.92 غرام/ليتر على الريق.

ما العمل عند الكشف عنه؟

لا بد من تطبيق حمية متوازنة. يجب أن تقصد الأم المستقبلية اختصاصياً بالغدد الصماء أو اختصاصي تغذية للحصول على حمية تناسب حاجاتها. ويجب أن تركز بشكل أساسي على تناول الألياف والمأكولات التي يقلّ فيها مؤشر سكر الدم (خضراوات خضراء، خبز كامل، أرز كامل، عدس، حمص...) مقابل التخلي عن السكريات السريعة.

يجب أن تمارس أيضاً نشاطاً جسدياً منتظماً ومناسباً للحوامل: مشي، سباحة، تمارين بدنية سلسة... كذلك، يجب أن تراقب المرأة مؤشر السكر في دمها قبل وجبات الطعام وبعدها عبر جهازٍ يحلل الدم المأخوذ من طرف إصبعها.

في معظم الحالات، يكون تغيير أسلوب الحياة كافياً للحفاظ على معدل مقبول. إذا لم يستعد مؤشر سكر الدم مستوىً متوازناً بعد عشرة أيام على بدء النظام الجديد، قد يصف الطبيب حقن الأنسولين. يبدأ العلاج في المستشفى ويُستكمَل في المنزل حتى موعد الولادة.

لكن من الأفضل ألا تأخذ المرأة الحامل الأقراص المضادة للسكري.

ماذا يحصل بعد الولادة؟

يجب أن يأكل الطفل سريعاً بعد ولادته ولا بد من قياس مؤشر سكر الدم في جسمه بعد أول جلسة رضاعة. لا داعي للقلق في معظم الحالات لكنه قد يعاني أحياناً نقص السكر ويحتاج إلى استهلاك قليل من السكر أو الأنسولين.

إذا أصيبت المرأة بسكري الحمل، يزداد احتمال أن تتكرر المشكلة في تجربة الحمل اللاحقة بنسبة 50%. لذا يجب أن تتابع قياس السكري من وقت إلى آخر وتتخذ تدابير وقائية (حمية متوازنة ونشاط جسدي). في هذه الحالة، يزداد خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري في عمر الخمسين تقريباً بسبعة أضعاف! يتولى حينها فريق طبي متعدد الاختصاصات (طبيب عام، طبيب توليد، طبيب سكري، اختصاصي تغذية، اختصاصي في أمراض الغدد الصماء) الاعتناء بالمرأة المصابة بالسكري.

إذا أصيبت المرأة بسكري الحمل ازداد احتمال أن تتكرر المشكلة في تجربة الحمل اللاحقة
back to top