خاص

ما هي «الغرفة المشتركة» التي هددت ترامب في سورية؟

موسكو طلبت تشكيلها بعد هجوم خان شيخون

نشر في 11-04-2017
آخر تحديث 11-04-2017 | 00:10
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
فوجئت الأوساط المتابعة ببيان روسي - إيراني نشر أمس الأول في صحيفة سورية، موقع باسم «غرفة العمليات المشتركة بين روسيا وإيران والقوات الرديفة»، يهدد بالرد على أي عدوان أميركي جديد على سورية، ويلوح باستهداف القوات الأميركية في شمال دمشق. وهذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها اسم هذه الغرفة إلى العلن.

ورغم نفي الكرملين علمه بأي بيان بشأن الضربة الأميركية، فإن المتحدث باسمه ديميتري بيسكوف أقر، أمس، بوجود قيادة مشتركة إيرانية - روسية.

وعلمت «الجريدة»، من مصدر رفيع في رئاسة الجمهورية الإيرانية، أنه بعد زيارة الرئيس حسن روحاني لموسكو، ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تقرر تشكيل لجنة عسكرية مشتركة للتنسيق بين الوحدات المسلحة التي تدعم الحكومة السورية، أي الجيش الروسي ووحدات الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التي تعمل تحت إشراف إيران في سورية، وبينها «حزب الله».

وحسب المصدر، فإن المطالبة بهذه اللجنة بدأت عندما أبرم الروس اتفاق إخلاء شرق حلب مع الأميركيين والأتراك، وأبلغوا طهران ودمشق والميليشيات الشيعية بالاتفاق، لكن القوات السورية والإيرانية، التي كانت موجودة على الأرض، رفضت تنفيذ الاتفاق وعرقلته.

وأشار المصدر إلى أن الروس رفضوا أيضاً تأمين التغطية لعناصر من قوات «حزب الله»، وغيره من الميليشيات، سواء في تدمر أو حمص أو حماة، على أساس أن مقاتليهم لا يتلقون الأوامر إلا من قيادتهم، مبيناً أن الأمر وصل في إحدى المرات إلى تصادم بين الشرطة العسكرية الروسية وعناصر حزب الله، كان سيخرج عن السيطرة لولا تدخل سفارتي إيران وروسيا.

وأوضح أن تشكيل اللجنة وشروط عضويتها ومستوى تمثيل الأطراف كان قيد البحث حتى وقوع هجوم خان شيخون، فأصر الروس على تشكيلها فوراً، لأن القصف العسكري السوري تم دون علمهم، وكانت لديهم شكوك حول تنفيذ بعض الوحدات المسلحة، الموجودة في «خان شيخون»، عمليات عسكرية دون تنسيق كاف، في محاولة لوضع موسكو أمام أمر واقع.

وأكد أن أول اجتماع لهذه اللجنة عقد قبل الضربة الأميركية، وطلب الروس خلاله ألا تصدر طهران ودمشق تصريحات سياسية أو ميدانية عن الأزمة السورية، دون التنسيق مع الروس، وإلا فإن موسكو لن تغطي التصريحات، أو أي تداعيات تنجم عنها مهما كلف الأمر.

وأضاف المصدر: «في هذا الاجتماع أصر الروس على ضرورة أن تتولى الحكومة السورية والحرس الثوري الإيراني عملية التنسيق مع الميليشيات والوحدات العسكرية الرديفة والموالية لهم على الأرض، وأن الروس لن يجلسوا على الطاولة إلا مع الحكومة السورية والحرس الثوري، الذي يعد مؤسسة رسمية تابعة للدولة الإيرانية».

ولفت إلى أن الأمور تغيرت بعد الضربة الأميركية على قاعدة الشعيرات الجوية بحمص، حيث تقرر تشكيل غرفة عمليات مشتركة ثابتة بدلاً من اللجنة، مهمتها التنسيق الشامل المباشر مع الأطراف لضبط الفوضى.

وأفاد بأن هذه الغرفة تضم قياديي الوحدات المسلحة الموجودة على الأرض، وبينها حزب الله اللبناني وحركة النجباء العراقية، مضيفاً أنه لن يسمح بعد الآن لأي وحدة مقاتلة بالتحرك أو تنفيذ أي عملية دون التنسيق مع «الغرفة»، وإلا فإن الروس لن يؤمنوا غطاء جوياً للوحدات التي تتحرك منفردة، وإذا ضُربت من الطيران الروسي أو غيره فلا يمكن لأي طرف الاعتراض.

وطلب الروس أيضاً إجراء كشف شامل من قيادات العناصر التي تتحرك على الأرض، للتأكد من أنها لم تكن ضالعة في حادث خان شيخون، كي تتأكد موسكو من أن طلبها تشكيل لجنة تقصي حقائق في الهجوم الكيماوي لن يؤدي إلى إدانة دمشق أو إدانتها.

وأكدوا أنه بعد إلغاء مذكرة التنسيق في الأجواء السورية مع واشنطن فإن أي وحدات لا تتحرك دون تنسيق معهم يمكن أن تتعرض للضرب من الأميركيين وحلفائهم، أو حتى من الروس أنفسهم بالخطأ، على أساس أنهم أعداء.

back to top