Wilson... وودي هارلسون لا ينصف رواية دانيال كلوز

نشر في 08-04-2017
آخر تحديث 08-04-2017 | 00:00
مشهد من الفيلم
مشهد من الفيلم
ربما يكون دانيال كلوز أحد أعظم وأذكى العاملين في مجال الروايات المصورة اليوم، فهو ابتكر شخصيات مريرة على نحو مدهش وكانت مشاكلها الكثيرة وأساليبها الملتوية في تعاطيها مع المسائل الفلسفية لتبدو مأساوية أو مثيرة للشفقة لو لم تكن مضحكة في الوقت نفسه.
المخرج كريغ جونسون تولى إخراج فيلم Wilson الذي يرتكز على أحد كتب كلوز.
يمكن اعتبار دانيال كلوز نسخة أميركية من أنطون تشيخوف المتعالي. حافظت النسخ السينمائية التي اقتبسها تيري زويغوف من الروايتين المصورتين Ghost World (عالم الأشباح) (2001) (من بطولة تورا بيرش وسكارليت جوهانسون قبل أن يسطع نجمها) وArt School Confidential (مدرسة الفن السرية) (2006) على أسلوب كتب كلوز وإيقاعها وذكائها.

صدر أخيراً فيلم Wilson للمخرج كريغ جونسون الذي أخرج سابقاً Skeleton Twins (توائم الهيكل العظمي) عام 2014. لكنه يرتكز هذه المرة على سيناريو كلوز في كتاب يعود إلى عام 2010.

لا ينجح الفيلم كثيراً في ترجمة صفحات الرواية المصورة. حتى الأشخاص الذين يضحكون أحياناً على الشتائم التي يلقيها بطل القصة (وودي هارلسون) في الاتجاهات كافة ربما يتساءلون عن الجوانب المميزة في الكتاب الأصلي.

كانت الجوانب الممتعة في الرواية المصورة كثيرة، بدءاً من أنماط الرسم المتبدّلة التي اعتمدها كلوز (رسم المشاهد في كل صفحة بأساليب جمالية غريبة كتلك التي تُميّز الكتب الهزلية). نجح فيلم Wilson بكل بساطة في سرد الأحداث بما يتماشى مع تلك المشاهد المصوّرة.

بعد موت والد ويسلون، يبقى بطل القصة وحيداً مع كلبه «بيبر»، ثم يتواصل مجدداً مع زوجته السابقة بيبي التي كانت عرضت ابنتهما للتبني قبل سنوات. تمهّد هذه الظروف لنشوء حبكة شائبة تشمل كلاً من ويلسون وبيبي وابنتهما الفظة كلير، وحُكم بالسجن، وإعادة اندماج ويلسون في المجتمع، وعلاقته بجليسة كلبه السابقة، وإدراكه أخيراً أن الحياة لا تقتصر على التفاعلات الاجتماعية الانتحارية وتبادل مشاعر الضغينة.

جوانب ركيكة

الكتاب عالي الجودة، أما الفيلم فيشمل جوانب ركيكة وباهتة (تجاهله النقاد بدرجة معيّنة عند عرضه للمرة الأولى هذه السنة في مهرجان «صاندانس» السينمائي). يريد المخرج جونسون أن يحسّن المزاج السائد في الفيلم خوفاً من عدم تحقيق إيرادات عالية. يتمسّك هارلسون بالتعابير نفسها ولا يتجاوزها على مر الفيلم. في دور بيبي، تبدو تفاعلات لورا ديرن المذعورة على كلام ويلسون الغريب أبرز جانب مضحك في معظم المشاهد. وتبلي إيزابيلا أمارا حسناً بدور المراهقة الوحيدة التي يدعوها ويلسون وبيبي إلى رحلة عائلية. لكن من بين الممثلين البارزين في الفيلم، تقدّم جودي غرير المدهشة، بدور جليسة كلب ويلسون، أفضل أداء طبيعي يعكس أسلوب كلوز التلقائي.

لا زخرفة مفرطة

يستفيد فيلم Wilson من خبرة المصور السينمائي (فريديريك إيلمز) فيتجنب أي زخرفة مفرطة في المشاهد، وتبدو مقاطع «الخطر» الساخرة للملحن جون بريون لافتة. لكن يتعلق أكبر عائق بطريقة إدارة الممثلين. عدا المشهد المضحك السريع الذي يظهر فيه ويلسون مع مجموعة بالونات خلال رحلة إلى حديقة الحيوانات، يبالغ جونسون في التشديد على اللقطات الكوميدية ويجد صعوبة في نقل الجوانب العاطفية.

تؤدي دوافع الشخصيات (أو غيابها) إلى تعثر مشاهد الحركة بطريقة لم تحصل في الرواية المصورة (تبدو شخصية ديرن غبية بالكامل لأنها توافق على تصرفات ويلسون الشبيهة بشخصية كلارك غريسوولد الخرقاء). ربما كان المخرج الجريء والمثير للجدل أليكس روس بيري (من أعماله Listen Up Philip اسمع يا فيليب) لينقل جوهر الشخصية العنيدة التي ابتكرها كلوز.

حاول جونسون أن يؤجج المادة الأصلية لكنّ هذه المحاولة لا تزيد العمل دفئاً بل تجعله مبالغاً فيه بكل بساطة.

أكبر عائق في الفيلم يتعلّق بطريقة إدارة الممثلين
back to top