Catfight... كوميديا سوداء جامحة

نشر في 04-04-2017
آخر تحديث 04-04-2017 | 00:00
ساندرا أوه وآن هيشي في الفيلم
ساندرا أوه وآن هيشي في الفيلم
الكوميديا السوداء معروفة لكن تبرز أيضاً الكوميديا السوداء الجامحة. يدخل فيلم Catfight (عراك النساء) في هذه الخانة.
يطرح Catfight مجموعة قصص ذكية ومضحكة وساخرة، تترابط في ما بينها عبر البطلتين ساندرا أوه وآن هيشي علماً بأنهما تجعلان الأداء الأسطوري في فيلم Fist Fight (مشاجرة بالأيدي) يبدو ركيكاً. لو بدأ وودي آلن بإضافة حلقات من Raging Bull (الثور الهائج) إلى المقاطع السخيفة المرتبطة بالطبقة العليا في المدن، كان الأداء ليصبح مشابهاً.

بقدر ما كانت تلك الحلقات ناجحة، يتّسم عمل الكاتب والمخرج أنور توكيل بدرجة إضافية من التميّز، بدءاً من أداء نجومه المدهش.

فيرونيكا (ساندرا أوه) زوجة رجل أعمال غنيّ في مدينة نيويورك يكاد يصبح أكثر ثراءً بفضل العقد الذي أبرمه لتنظيف الأنقاض التي ستنتجها الحرب الأميركية المقبلة. إنها امرأة متغطرسة وأنانية وغير متزنة وتميل إلى المبالغة في شرب النبيذ الأحمر.

أما آشلي (هيشي)، فترسم رسوماً متحركة لكنها ليست ناجحة في عملها. حين نشاهدها، سنفهم سبب فشل مسيرتها المهنية: تتكل آشلي على الدعم المالي من شريكتها ليزا (أليسيا سيلفرستون)، متعهدة حفلات تساعدها أحياناً في المناسبات الخاصة الفاخرة.

خلال واحدة من تلك الأمسيات، تتقابل آشلي سريعة الغضب وفيرونيكا المغرورة وتتذكّران أنهما كانتا تعرفان بعضهما من أيام الجامعة. في الماضي البعيد، كانتا تستفزان بعضهما بعضاً إلى حد السخط التام وكانت كل واحدة منهما تخبر الأخرى بأن حياتها ليست ناجحة بقدر ما تدّعي.

تتبادل المرأتان الإهانات ثم اللكمات فتدخل واحدة منهما في غيبوبة طوال سنتين. بعد تعتيم الشاشة للحظات، تستيقظ تلك المرأة في عالم معاصر صاخب وجنوني تبدو فيه سياستنا الخارجية أسوأ من نظام الرعاية الصحية الذي يشهد تدهوراً متسارعاً. من كان ليتوقع ذلك؟

تتألف القصة من خطوط ذكية متعددة وتتطور على مر ثلاثة فصول من شأنها أن تُحسّن الوضع الاجتماعي للشخصيتين أو تُضعفه.

دعابات مدهشة

بفضل الدقة الشديدة والدعابات المدهشة والنكات الناجحة، يتفوق توكيل على الأفكار التقليدية التي نشاهدها في الأفلام المرتبطة بالتضامن بين النساء. يُعتبر الفيلم في جوهره كوميديا مرعبة لكن تتمثل فيه الوحوش المخيفة بامرأتين متغطرستين ومتباعدتين.

إنه شكل غريب من الفكاهة وقد يجد بعض المشاهدين صعوبة في استيعابه لكن سيلاحظ كل من يتقبّله أنه أسلوب مشوّق ومبتكر جداً. لذا يُعتبر هذا الفيلم جاذباً ويستحق المشاهدة ولا يمكن مقارنته بأي عمل آخر.

لم أفهم أهمية مشاهد العراك المفصّلة بين أوه وهيشي مع أن شجارهما الشفهي المستمر لا يُقاوَم. لا تعطي مشاهد العراك الطويلة الأثر القوي المنشود. لكن إذا أرادت «أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة» أن تقدّم في السنة المقبلة جوائز عن أفضل مشاهد خطيرة تشمل كدمات العين وتشقق الشفاه ولكم الأنف، فلا شك في فوز هذا الفيلم.

إذا شاهدنا هذه السنة عملَين أو ثلاثة أعمال كوميدية تشبه هذا الفيلم المضحك جداً، سنتمكن حينها من اعتبار السنة ناجحة.

back to top