الممثل جيم برودبانت... ذكريات ومسيرة مهنية خالدة

نشر في 04-04-2017
آخر تحديث 04-04-2017 | 00:03
جيم برودبانت
جيم برودبانت
هو أحد أفضل الممثلين الأحياء الذين لم يأخذوا حقهم. فاز بجائزة «أوسكار» وسعى إلى التعاون معه كل من وودي آلن ومارتن سكورسيزي وستيفن سبيلبرغ وتيري غيليام، ومخرجون أسطوريون آخرون.
إنه اسم ثابت في الأعمال الترفيهية الشهيرة، من بينها Game of Thrones (صراع العروش) وبعض أجزاء سلسلة Harry Potter.
نتكلم عن جيم برودبانت الذي فاز بجائزة «أوسكار» عن فيلم Iris وظهر في أفلام Gangs of New York (عصابات نيويورك)

وIndiana Jones and Kingdom of Crystal Skull (إنديانا جونز ومملكة الجمجمة البلورية) وBullets Over Broadway (رصاص فوق برودواي) وTime Bandits (سارقو الوقت).

يشارك الممثل راهناً في فيلم The Sense of an Ending (معنى النهاية) المقتبس من رواية جوليان بارنيز وتتمحور قصته حول رجل مسن مطلّق وفظ يتلقى إرثاً غامضاً يدفعه إلى استرجاع ماضيه. في خضم ذلك، يدرك أن ذكرياته مجرّد أفكار خيالية ترتكز في معظمها على أسطورة بناها في لاوعيه خدمةً لمصالحه. بعبارة أخرى، إنها وقائع بديلة.

حول دوره قال برودبانت عبر الهاتف حديثاً: «إنه خط قوي جداً في القصة وأستغرب من عدم تطويره بدرجة إضافية في الفيلم. ينطبق المبدأ نفسه على الحياة. إذا قابلنا شخصاً من الماضي وتكلّمنا عن أحداث مشتركة، سندرك فوراً أننا نناقش تجربتين مختلفتين بالكامل. سنكون ذاتيين في الخيارات التي نقوم بها عند تذكّر الأحداث. إنها ظاهرة مدهشة».

يبدو هذا الدور مناسباً بالنسبة إلى برودبانت الذي يزيد صلابة الفيلم، ويتغير الشخص الذي يؤدي دوره (في مرحلة يكون فيها التغيير صعباً) بعدما يضطر إلى إعادة النظر في أحداث بارزة من الماضي ومقاربتها من وجهة نظر أشخاص مهمّين في حياته (زميلة السكن القديمة تشارلوت رامبلينغ، وزوجته هارييت والتر، وابنته ميشيل دوكري).

«علبة الغداء»

يتعاون برودبانت أيضاً مع المخرج ريتيش باترا الذي يقدم أول فيلم له منذ عمله المؤثر الأول The Lunchbox (علبة الغداء).

«يسألني الناس عن تجربتي مع مخرج شاب مثله. لا يمكن أن يلاحظ أحد أنه يفتقر إلى الخبرة لأنه يتمتع بصفات المخرجين العظماء ويتنبه إلى أدق التفاصيل ويبدو مرتاحاً جداً في موقع التصوير ويثق بعمله. يحبّ الممثلون هذه الصفات»، قال برودبانت.

حين سُئل برودبانت الذي عمل مع عدد كبير من المخرجين (شارك في 153 فيلماً وعملاً تلفزيونياً) عن صفات المخرج البارع، أجاب: «عندما يسألني الناس إذا كنت أحب الإخراج، أجيب بالنفي. يبدي المخرجون البارعون التزاماً عميقاً ولا أستطيع أن أضمن المستوى نفسه. يجب أن يكونوا مجانين بدرجة معينة».

هل كان يفكر بغيليام حين قال ذلك؟ ضحك برودبانت وأضاف: «أعني أن يكون المخرج مجنوناً بطريقة إيجابية كونه يلتزم بهذا النوع من المشاريع المدهشة التي تتطلب وقتاً طويلاً ويصبح مسؤولاً عن كل تفصيل ويشعر بالشغف تجاه عمله».

كبار المخرجين

يحب برودبانت العمل مع كبار المخرجين وهو شعور متبادل. في هذا السياق، قال باترا: «يشرّفني أن أعمل مع جيم. يستطيع الأخير أن يأخذ جزءاً عميقاً من داخله ويربطه بالشخصية، كذلك يشيد بالآخرين لأنهم جزء من هذا التعاون المشترك. في الوقت نفسه، يستطيع أن يستعمل عوامل من البيئة الخارجية ويستفيد من طاقة الممثلين الآخرين. لديه قدرة نادرة على فعل هذه الأمور كلها».

نتيجةً لذلك، لطالما انشغل برودبانت بالأعمال السينمائية والتلفزيونية (مع أن المسرح يبقى حبه الأول وبدأ التمثيل عليه في عمر الخامسة) وينسب وضعه إلى انفتاحه على الأدوار كافة: «وسّعتُ شبكة معارفي على مر السنين. أدركتُ في مرحلة مبكرة نسبياً أنني سأمثل شخصيات مركّبة وغريبة وسأقوم بأدوار مختلفة. أحب هذا الجانب من عملي. لا أمانع أيضاً أن أبدو سخيفاً أو أضع أطرافاً اصطناعية. سأجسّد أي دور. لستُ متعجرفاً».

في عمر الخامسة والستين، يدرك برودبانت أيضاً أنه لن يفوز بعد الآن بعدد كبير من أدوار البطولة البارزة: «منذ فترة قصيرة أدركتُ فجأةً أنني بدأتُ أنتقل إلى فئة الأقلية لأنني أصبحتُ متقدماً في السن بالنسبة إلى عالم التمثيل. تقلّ الأدوار التي يمكن أن يؤديها رجل في وضعي. لن يرغب أي ممثل في حصر نفسه بأدوار الجدّ. سبق وأدّيتُ دور سانتا كلوز مرتين».

في الفترة الأخيرة، يخصص برودبانت وقتاً إضافياً لممارسة هواياته، أي النجارة والنحت بالطين (كان والداه نحاتَين وممثلَين هاويَين). ختم قائلاً: «أصبحتُ أكثر انتقائية في خياراتي وربما أتخذ في النهاية قرار التقاعد».

يشارك راهناً في The Sense of an Ending المقتبس من رواية جوليان بارنيز
back to top