آمال : الجنسية... ولسان الحكومة

نشر في 28-03-2017
آخر تحديث 28-03-2017 | 00:25
 محمد الوشيحي القصة قصيرة. قصيرة جداً. مجموعة من النواب قابلوا سمو أمير البلاد، وناشدوه رفع الظلم الواقع على مجموعة من الأسر المسحوبة جنسياتها، فوافق سمو الأمير، وكلف رئيسَي الحكومة والبرلمان تنفيذ أوامره، فشكر النواب سمو الأمير وخرجوا إلى الشعب يبشرونه بما تم.

ومن هنا بدأ الجزء المضحك المبكي في القصة، إذ تسللت الأيام تباعاً من بين الأيدي، ولا نتيجة، فتساءل الناس عن سبب التأخير و"المطمطة"، فاستخدمت الحكومة عقليات تلميذ المدرسة البليد، كثير التأخر والغياب: "تعطلت سيارة أمي"، "أمي مريضة"، "تعرض منزلنا للسرقة"، ووو...

كل نهار عذر جديد، وكل مساء تطل الحكومة من زاوية الحارة، وتخرج لسانها للناس، وتضع إبهاميها في أذنيها وتهز أصابعها كما يفعل الطفل الشقي المزعج، وتهرب.

لا حاجة، بالطبع، للحديث عن عدم اهتمام الحكومة بنفسيات تلك الأسر المظلومة ولا بنتائج التأخير اليومي. لكن الغريب هو مغامرة الحكومة وإعلانها، غير المباشر، الاستعداد للصدام مع البرلمان بدلاً من التهدئة التي "خرمت" آذاننا من كثرة ترديدها.

وإن صدق حدسي، فسيتم حل البرلمان، ويأتي برلمان أقوى منه، انتخبه أناس غاضبون، وتدخل الدولة في صراع داخلي يشغلها عن النظر إلى أنياب السباع المحيطة بها خارجياً. وأزعم أن هذه المرحلة من أخطر المراحل التي مرت على الكويت. أراها مرحلة فارقة، تبعاتها مؤلمة، لن تزول إلا بعد عقود.

back to top