يان لوكان... الرجل الذي يعلّم الآلات أن تفكّر!

نشر في 25-03-2017
آخر تحديث 25-03-2017 | 00:04
No Image Caption
يتولى الفرنسي يان لوكان (56 عاماً) إدارة مختبر الذكاء الاصطناعي في «فيسبوك» منذ أربع سنوات انطلاقاً من نيويورك.
بدءاً من عام 2013، يفكر المهندس في مستقبل هذه الشبكة الاجتماعية التي تشمل 1.3 مليار مستخدم.
من دونه، ما كان «فيسبوك» ليطلق منصات التواصل التي غيرت حياة الناس وما كان ليتعرف إلى الصور أو يقدّم خدمة الترجمة الفورية.
وقع الاختيار على المهندس الفرنسي يان لوكان لإدارة مختبر الذكاء الاصطناعي في «فيسبوك» لأنه أحد مخترعي مفهوم «التعلم العميق»: إنها شبكات من الخلايا العصبية الاصطناعية تُعلّم كيفية تقديم البيانات بطريقة هرمية. بعبارة أخرى، تتعلّم الآلات أن تفكر مثلما يتعلّم الأطفال اللغة والكلام واتخاذ القرارات في الوقت المناسب.

يريد رب عمله مارك زوكربيرغ ابتكار آلات تستطيع تحديد الكلمات وقراءتها على شاشة بدل الأشخاص المكفوفين أو مساعدة المصابين بالتوحد على تفسير تعابير الوجه.

يقوم يان بأعماله المتشعبة اليوم مع فريقه المؤلف من 90 باحثاً وطالب دكتوراه، ينتشرون بين سيليكون فالي ونيويورك وباريس، بدءأ من حاسوب «لونوفو» المزوّد بنظام التشغيل الحر «أبونتو لينوكس».

في سن المراهقة، شاهد يان فيلم 2001: A Space Odyssey (ملحمة فضائية: 2001) للمخرج ستانلي كوبريك وتأثر به كثيراً لأنه وجد فيه مواضيع تثير اهتمامه، لا سيما الرحلات الفضائية ومكانة البشر مستقبلاً... ثم تأثر أيضاً بالحوار الذي جرى في عام 1975 بين عالِم النفس السويسري جان بياجيه والعالِم اللغوي الأميركي نعوم تشومسكي حول الخصائص الفطرية والمكتسبة.

في الوقت نفسه، كان يان الشاب يتابع دراسة الهندسة وسرعان ما نال شهادة دكتوراه. في عام 1987، قصد جامعة تورنتو وبعد سنة انضم إلى مختبرات شركة الاتصالات الأميركية العملاقة AT&T. في عام 2016، أصبح محاضِراً في قسم المعلوماتية والعلوم الرقمية في كلية فرنسا طوال سنة.

التعليم المُوجّه

لطالما اهتم يان بظاهرة التعليم المُوجّه: تُعرَض أمام الآلة صورة فيل مثلاً ملايين المرات ثم تُقاس قدرتها على معرفة الحيوان بصرياً تزامناً مع إبلاغها بالأخطاء التي ترتكبها وإعطائها الجواب الصحيح. يجب أن تتدرب الآلة على فئات مختلفة أو تستكشف احتمالات لامتناهية من خلال تقييم السيناريوهات الممكنة كافة.

يتعلق مجال آخر بتعليم الآلة كيفية النجاح في اختبار «وينوغراد» الذي يقيّم مستوى ذكائها عبر طرح أسئلة لها قواعد معقدة. يسمح الاختبار للآلة بفهم خصائص اللغة البشرية، لكن هذه المهمة ليست ممكنة من دون استعمال شبكات عصبية اخترعها يان وتشبه في هندستها القشرة الدماغية لدى الثدييات.

اعتاد يان على أسلوب الحياة في نيويورك حيث يقيم منذ عام 2003 مع زوجته إيزابيل ويحب أن يعزف الموسيقى الإلكترونية في منزله. لقبول عرض مارك زوكربيرغ، اشترط عليه أن يتابع الإقامة في نيويورك وأن يبقى أستاذاً في جامعة نيويورك بدوام جزئي، فوافق على طلبه.

«وكالة الاستخبارات المركزية»

حين سُئل يان عن إمكان أن تستعمل «وكالة الاستخبارات المركزية» موقع «فيسبوك» للسيطرة على حياة الناس، أجاب: «يمكنكم متابعة مسار تقدم بحوثنا باستمرار على منصتنا المفتوحة GitHub». في ما يخص الخوف من تحرر الذكاء الاصطناعي، يقول يان إن هذا الذكاء مرادف لتوسيع مجال الخيارات المتاحة. لا داعي للقلق، بحسب رأيه، لأن الآلات لن تحمل يوماً رغبات أو انفعالات أو عيوباً شبيهة بتلك التي تطبع البشر. لكنها ربما تشعر بشكلٍ من الخيبة إذا لم تنفّذ المهمة الموكلة إليها.

هل ستتفوق الآلات على البشر في نهاية المطاف؟ يتبنى لوكان مقاربة تفاؤلية في هذا المجال ولا يظن أن الآلة ستطغى على حياة البشر. يوصي أولاده الثلاثة دوماً بتعلّم المعارف الأساسية التي لا تنتهي صلاحيتها كالرياضيات وأسس البرمجة وتطوير الإبداع الفني... ولا ينسى أهمية القراءة والابتسامة!

back to top