أمام الحكومة خياران

نشر في 21-03-2017
آخر تحديث 21-03-2017 | 00:09
الحكومة في موضوع الجناسي تواجه خيارين: الأول أن تصطف مع بعض النواب الكرام وتحقق مطالبهم وأهدافهم ومصالحهم مقابل أن يغضوا الطرف عن مساءلتها على مدار المدة الدستورية المتبقية من عمر المجلس، أما الخيار الثاني فهو أن تصطف مع الكويت وأهلها وعدم الخضوع للأصوات العالية.
 يوسف عبدالله العنيزي تمر البلاد وكالعادة ببعض القضايا والأزمات فهذه طبيعة الحياة البرلمانية في العالم، ولسنا بدعا من الدول وهي صفة المجتمعات "الحية" بما تمثله من اختلاف في الآراء ووجهات النظر، هذه طبيعة الحياة الديمقراطية في الكويت الغالية، فليس هناك تكميم للأفواه أو حجب للرؤى، فما يدور اليوم تحت الطاولة يتم بحثه في اليوم التالي فوق الطاولات.

من بين هذه القضايا والأزمات استوقفتني ما تعارف على تسميتها بأزمة "إعادة الجناسي"، وهنا يتبادر إلى الذهن تساؤل مشروع: لماذا سحبت الجناسي من بعض المواطنين؟ وهل هناك ظلم قد وقع على من سحبت منهم؟ وإن كانت سحبت بقرار صائب وبناء على أدلة وبراهين فلماذا تعاد؟ أليس من حق الشعب الكويتي أن يعرف الوقائع ومن المسؤول عن ارتكاب ذلك الظلم إن كان هناك ظلم قد وقع؟

من المؤكد أن الجنسية ليست هبة تمنح كالحيازات الزراعية والجواخير والشاليهات والمناقصات والتحويلات المالية وغيرها، الجنسية ولاء وانتماء وارتباط بالأرض لا ينفصل، فعلى أديمها درجت أقدام أهلها، وفي بطنها توسد أجدادنا ثراها.

قبل كتابة هذا المقال قرأت عدداً من المقالات، واستمعت إلى تصريحات بعض النواب، واستطلعت آراء بعض رجالات الكويت من الرعيل الأول، وقد توصلت إلى قناعة، وهذا رأيي الشخصي، بأن أمام الحكومة في مواجهة هذه القضية خيارين: الأول أن تصطف مع بعض النواب الكرام وتحقق مطالبهم وأهدافهم ومصالحهم مقابل أن يغضوا الطرف عن مساءلتها على مدار المدة الدستورية المتبقية من عمر المجلس، أما الخيار الثاني فهو أن تصطف مع الكويت وأهلها وعدم الخضوع للأصوات العالية، فلم تكن الكويت الغالية، وعلى مدى عقود من السنين تخضع للابتزاز أو تكون محلا للمساومة، ويشهد التاريخ على ذلك.

فقد عادت الجيوش والجماعات التي حاولت إيذاء الكويت من حيث أتت تجر أثواب الخزي والعار، فليس في الكويت مكان إلا لأهلها ممن أرخص الروح في سبيل عزتها وسلامة أرضها وأهلها، ولم يكن النظام في الكويت دكتاتوريا أو ظالما، وعلى الجميع أن يسعى إلى رفع الظلم عمن وقع عليه، ولكن هناك فرق شاسع بين السعي إلى رفع الظلم أو استغلال الحدث لتحقيق مصالح معينة، إذ يقول الحق سبحانه وتعالى "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى".

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

تهنئة

من القلب للدكتور حسين محمد العنيزي بمناسبة حصوله على شهادة الدكتوراه من جامعة "مانشستر" بالمملكة المتحدة وذلك في تخصص مادة التربية، ندعو الله للدكتور حسين بالتوفيق والمزيد من النجاح والانضمام إلى الهيئة التدريسية في جامعة الكويت، والتهنئة موصولة للوالد الغالي حفظه الله "وقرت عينك بو عبدالله".

back to top