الارتجاع المعدي المريئي... حلول مضادة

نشر في 20-03-2017
آخر تحديث 20-03-2017 | 00:05
No Image Caption
يمكن أن يصاب جميع الناس، أطفالاً وراشدين، بمشكلة الارتجاع المعدي المريئي. نادراً ما تكون الحالة خطيرة، لكنها قد تصبح مزعجة وتسبب مشاكل هضمية حقيقية. لذا من الأفضل معالجة هذا الاضطراب منذ البداية، نظراً إلى توافر علاجات تناسب كل حالة.
يتكرّر الارتجاع المعدي المريئي أحياناً ويسبّب ارتداداً حمضياً وشعوراً بالحرقة في الجهة الخلفية من الصدر.

تشير هذه الأعراض المزعجة إلى حاجة الجسم إلى علاج مضاد للارتجاع المعدي المريئي.

وتتطلب الحالة أحياناً إجراء فحوص إضافية رغم غياب المضاعفات الحادة غالباً.

عند الإصابة بالارتجاع المعدي المريئي، تنغلق العضلة العاصرة بطريقة شائبة، وقد يرتدّ جزء من محتوى المعدة نحو الأعلى.

تؤدي حموضة المعدة في نهاية المطاف إلى إزعاج غشاء المريء والشعور بحرقة مؤلمة.

5 قواعد ذهبية

بالنسبة إلى الأشخاص الذين يحملون قابلية مسبقة للإصابة بالارتجاع المعدي المريئي، قد تتخذ المشكلة طابعاً مزمناً. في المقام الأول، لا بد من تعديل أسلوب الحياة.

فقدان الوزن

تبيّن أن الوزن الزائد، لا سيما الكيلوغرامات التي تقع على مستوى البطن، ينعكس سلباً على عمل العضلة العاصرة داخل المريء. لذا يوصي الأطباء في المرحلة الأولى بالسعي إلى فقدان الوزن عبر الجمع بين نشاط جسدي منتظم وحمية غذائية مناسبة تحت إشراف اختصاصي التغذية. لكن لم يعد الأطباء اليوم يمنعون المرضى من استهلاك الطماطم أو الخل نهائياً، بل إنهم ينصحون الناس الآن بالإصغاء إلى أجسامهم وتحديد المأكولات التي لا تناسبهم واستبدال أخرى بها. تختلف هذه اللائحة من شخص إلى آخر.

مضغ الطعام جيداً

يجب أن تأكل طعامك ببطء، وسط جو هادئ. خذ الوقت الكافي لمضغ كل قضمة كي تزيد إنتاج اللعاب في فمك. لا يخفف اللعاب مستوى حموضة المعدة، لكنه يعزز مخزون البيكربونات على غشاء المريء، ما يعني أنه يحميه عبر إبطال مفعول الحموضة في المعدة.

عدم الاستلقاء بعد الأكل مباشرةً

من الأفضل أن تمرّ ساعة على الأقل بين نهاية وجبة الطعام وموعد الإيواء إلى الفراش. من خلال تناول العشاء في وقت مبكر وتجنب الوجبات الدسمة، تحصل المعدة على الوقت الكافي لتبدأ بتفريغ محتواها قبل اتخاذ وضعية الاستلقاء.

يمكنك الاستفادة من هذه الفترة للتنزه وتسهيل عملية الهضم.

تجنّب النوم بوضعية مسطّحة

للحد من الانزعاج خلال الليل، ضع دعامة بعلو 10 أو 15 سنتمراً تحت قدمَي الجزء العلوي من السرير. إذا رفعتَ أعلى جسمك، سيشكّل امتداداً لساقيك. لكن إذا وضعتَ وسائد عدة تحت رأسك، سيزيد الضغط على بطنك ويزداد احتمال حصول ارتجاع معدي مريئي.

الإقلاع عن التدخين

يشكّل التدخين واحداً من العوامل التي تعزز الارتجاع المعدي المريئي لسببين: أولاً تنعكس مادة النيكوتين سلباً على نشاط العضلة العاصرة. ثانياً، تُضعِف هذه المادة القدرات الدفاعية لغشاء المريء في وجه الحموضة بسبب تراجع إفراز اللعاب.

أثر الضغط النفسي

لا يزيد الضغط النفسي مستوى الحموضة كما يظن كثيرون. لكن من خلال تخفيض عتبة الحساسية الهضمية، قد يؤدي إلى زيادة التنبّه لما يحصل على مستوى غشاء المريء. لذا يمكن تخفيف حدة الأعراض عبر تقليص الضغط النفسي من خلال خطوات متعددة مثل ممارسة اليوغا أو التأمل أو أي نشاط رياضي بانتظام.

علاج لكل حالة

يمكن تخفيف حدّة الارتجاع المعدي المريئي بأدوية شائعة لكن يتطلّب بعض الحالات علاجات وفحوصاً أكثر تقدّماً. قد تبرز مؤشرات أخرى مثل صعوبة البلع وتعب غير طبيعي وفقر دم وتقيؤ الدم... في هذه الحالة، يجب اللجوء أولاً إلى الطبيب العام كونه يعرف تاريخ المريض وعوامل الخطر لديه ويمكن أن يوجّهه عند الحاجة إلى اختصاصي في أمراض الجهاز الهضمي.

لكن قد تستمر الحرقة رغم العلاج ولا تكشف الفحوص عن أي خلل واضح. في هذه الحالة، ينجم الاضطراب عن خلل في الجهاز العصبي ويمكن التفكير عندئذ بأخذ جرعة متدنية من مضادات الاكتئاب.

مضادات حموضة بعد الأكل

لتخفيف الارتجاع العابر سريعاً، يجب أن تحتفظ دوماً بمضاد للحموضة في منزلك. يمكن تناول معظم هذه الأدوية عند الشعور بالحرقة وارتداد الحمض من المعدة بعد وجبات الطعام. أو يمكن اللجوء إلى علاجات نباتية: نقيع من الحبق والمردقوش لتخفيف الأعراض.

علاج طبي للارتجاع المتكرر

لتقييم درجة الإصابات في المريء وتحديد سبب الاضطراب، يصف الطبيب تنظيراً للجهاز الهضمي العلوي، ثم يقضي العلاج الأساسي بأخذ مضاد للإفرازات لتخفيف إنتاج الأحماض في المعدة. يمكن شراء بعض الأدوية بلا وصفة طبية، لكن تتطلب منتجات أخرى وصفة من الطبيب مثل مثبطات مضخة البروتون، علماً أن موانع استعمالها كثيرة. يُفترض أن تبدأ بتخفيف الأعراض خلال بضعة أيام. يمكن أخذها على شكل علاجات تمتد على أسابيع عدة سنوياً أو يمكن أخذ جرعة متدنية منها بشكل دائم. إذا لم تعطِ أي نتيجة خلال أسبوع، من الأفضل إجراء فحوص إضافية.

الجراحة إذا استمر الألم

تكون الجراحة الملجأ الأخير لأنها قد تعطي آثاراً مزعجة (نفخة، صعوبة في البلع...). إذا كان الارتجاع حاداً جداً، تهدف الجراحة إلى تحسين وظيفة العضلة العاصرة، وتقضي بِطَيّ الجزء الأعلى من المعدة حول الجزء السفلي من المريء.

يمكن تحقيق أفضل النتائج إذا تجاوب المرضى مع مثبطات مضخة البروتون، التي تهدف إلى الحد من أخذ الأدوية.

الارتجاع والأطفال

العلاج ليس ضرورياً دوماً مع الأطفال

في الشهر الرابع، يصاب نصف الأطفال بالارتجاع المعدي المريئي وتبقى المشكلة محدودة بشكل عام. لكن لا بد من التمييز بين الارتجاع الطبيعي والارتجاع المَرَضي.

لماذا يكون الارتجاع المعدي المريئي شائعاً بين الأطفال؟

قبل الشهر السادس، لا تكون العضلة العاصرة الواقعة في أسفل المريء حيوية لتؤدي وظيفتها على أكمل وجه، ما يعني أنها لا تنقبض بما يكفي كي تمنع ارتداد جزء من محتوى المعدة إلى المريء. لا يمكن معالجة الوضع عبر الغذاء السائل ووضعية التمدد.

هل يكون التقيؤ البسيط مزعجاً؟

في معظم الحالات، يكون التقيؤ ظاهرة فيزيولوجية طبيعية ويتكيّف معه الأطفال ولا ينزعجون منه، وقد يتابعون الابتسام.

ما العمل إذا تكرر الارتجاع المعدي المريئي؟

إذا تكررت هذه المشكلة، قد تزعج غشاء المريء وتتحوّل إلى ارتجاع مَرَضي، لذا لا بد من تخفيف وتيرتها. يجب التأكد أولاً من أن الطفل لا يفرط في الأكل. وحين يبكي من الجوع، قد تمتلئ معدته سريعاً بالحليب ثم يتقيأ. خلال الأسابيع الأولى، علينا تحديد الكمية التي تناسبه، سواء كان يرضع أو يتناول الحليب في زجاجة. أو يمكن اللجوء إلى حليب سميك ومضاد للارتجاع بعد استشارة الطبيب.

هل يجب أن نجعل الطفل يتجشأ ونُميل سريره؟

يستفيد الطفل دوماً من التجشؤ خلال الرضاعة وبعدها. لكن يتجشأ بعض الأطفال في حالات نادرة ولا يشعرون بأي انزعاج. في مطلق الأحوال، احمليه بوضعية عمودية بعد الأكل لكن لا تترددي في تمديده إذا شعر بالنعاس. لا يمنع التقيؤ تمديد الطفل على ظهره.

متى تدعو الحالة إلى القلق؟

يطرح الارتجاع مشكلة حين يبكي الطفل أثناء الرضاعة أو تناول زجاجة الحليب أو يوقف الأكل. تشير مؤشرات الانزعاج هذه إلى التهاب المريء: تؤدي الحموضة في هذه الحالة إلى التهاب جدار المريء وتسبب الألم. وتصبح المشكلة مزعجة وتمنع الطفل من اكتساب الوزن. لتجنب تفاقم الوضع، يمكن استكمال التدابير التي تمنع التقيؤ بعلاج دوائي.

هل يصف الأطباء أدوية كثيرة لمعالجة الارتجاع لدى المواليد الجدد؟

مثبطات مضخة البروتون ليست خطيرة بل تعطي نتائج جيدة عند التأكد من وجود ارتجاع مَرَضي. لكن لا يجب استعمالها إلا لمعالجة التهاب المريء، ما يعني ضرورة القيام بتنظير للأولاد بعد عمر السنة. يبقى هذا الفحص غازياً ويحصل تحت تخدير عام، لذا يبحث الأطباء عن حل آخر.

كيف نستعمل العلاجات المتاحة بأفضل طريقة؟

يُفترض أن تبدأ مثبطات مضخة البروتون بإعطاء مفعولها بعد ثلاثة أو أربعة أيام. إذا حصل ذلك، يطيل الطبيب مدة العلاج لفترة تتراوح بين ستة وثمانية أسابيع كحد أقصى ثم تتراجع الجرعات تدريجاً خلال الأسبوع الأخير قبل وقف الدواء نهائياً.

إذا لم يعطِ العلاج أي نتيجة، يجب التخلي عنه. يمكن الاشتباه حينها بحساسية تجاه بروتينات حليب البقر. وإذا جاءت نتائج جميع الفحوص طبيعية، قد يكون الأطفال مصابين بدرجة حساسية زائدة تجاه الحموضة. في هذه الحالة، يمكن استعمال ضمادة هضمية إلى أن يبدأ الطفل بتناول مأكولات صلبة ويتمكن من الجلوس بوضعية مستقيمة.

ماذا عن العلاج بتقويم العظم؟

يمكن أن يستهدف الخبراء في هذا المجال الجهاز العضلي العظمي لدى الطفل لتحفيز الأعصاب المرتبطة بالجهاز الهضمي. يهدف العلاج إلى تحسين وظيفة العضلة العاصرة أو المعدة لتسهيل تفريغ الأمعاء. تأتي النتائج إيجابية عموماً، لكن لم تؤكدها أي دراسات عيادية حتى الآن.

يحتاج الصغار عموماً إلى جلستين تتراوح مدة كل واحدة منهما بين 20 و30 دقيقة، بعد ساعة على الأقل من تناول وجبة الطعام، مع ترك فترة فاصلة تصل إلى 15 يوماً. إذا لم يُسجَّل أي تحسّن، لا داعي لمتابعة العلاج.

اللعاب لا يخفف مستوى الحموضة لكنه يعزز البيكربونات على غشاء المريء فيبطل مفعول الحموضة

الارتجاع يطرح مشكلة حين يبكي الطفل أثناء الرضاعة أو تناول زجاجة الحليب أو يوقف الأكل

التدخين أحد العوامل التي تعزز الارتجاع المعدي المريئي
back to top