التعاطف مع الآخرين... كيف تطوّره؟

نشر في 12-03-2017
آخر تحديث 12-03-2017 | 00:04
التعاطف مع الآخرين
التعاطف مع الآخرين
تكشف أحدث البحوث عن اكتساب صفة التعاطف حين تنضج شخصيتنا على مر الحياة. حان الوقت للعمل على تطويرها! لكن لا يسهل تبني هذا الموقف مع أن النتيجة تستحق العناء لأن العطف يفيد الصحة ويجمّل الحياة.

ضع قواعد محددة

يميل الناس بطبيعتهم إلى التحدث عن الآخرين في غيابهم فينتقدون أذواقهم الغريبة أو خياراتهم المشبوهة وعيوبهم الصغيرة... لكن يولّد فينا هذا الميل الطبيعي إلى النميمة شعوراً بالانزعاج. لتجنب هذه العادة السيئة، تقضي أفضل طريقة بأن نتخيل الشخص الذي نتكلم عنه أمامنا. لا تمنع هذه المقاربة توجيه الانتقادات لكنها تجعلها بنّاءة وتفرض علينا استعمال مفردات محترمة. باختصار، ستتمكّن بهذه الطريقة من التكلم بإنصاف عن الآخرين وستشعر بأنك صادق ووفيّ معهم، ما يسمح لك بتطوير تعاطف خاص تجاه نفسك أيضاً.

تصالح مع نفسك

كيف يمكن أن تتعاطف مع الآخرين وترى أفضل ما لديهم إذا كنت تمضي الوقت بتحقير نفسك وتشعر بذنب متواصل وتطلق أحكاماً خاطئة في المواضيع كافة؟ يجب أن تبدأ بالتعاطف مع نفسك بقدر ما تريد التعاطف مع الآخرين. لإسكات صوتك الداخلي الاستبدادي، خصّص خمس دقائق في كل مساء لتدوين النشاطات التي نجحت في إتمامها واستمتع بكل إنجاز حققته. إنه تمرين مفيد كي تتساهل مع نفسك. هكذا كلما زاد مستوى تصالحك الداخلي، ستتمكن من التعاطف مع غيرك وستفتخر بنفسك.

افتح عينيك

لاكتساب صفة التعاطف، يجب أن تتنبه جيداً إلى حاجات الآخرين. راقب محيطك بدقة وركز على الجوانب الإيجابية في الناس. إذا لاحظتَ وجود خطب ما في الطرف الآخر، تكلم معه بأسلوب إيجابي للاستفسار عن وضعه. حتى لو رفض الإفصاح عن مشكلته، لن يشعر بأنه وحيد وسيعرف أنه يستطيع الاتكال عليك.

كن متطلباً في علاقاتك

رؤية الصفات الحسنة في الناس مقاربة إيجابية طبعاً لكنها لا تعني الموافقة على كل ما يقولونه أو يفعلونه. يجب أن تتخذ موقفاً صادقاً وعادلاً مع الشريك والأصدقاء وتتجرأ على التعبير عن مشاعرك لتجنب سوء التفاهم والأحقاد. عبّر بكل هدوء عن السلوك الذي لا يعجبك وحدد في الوقت نفسه الجوانب الإيجابية والنقاط التي تطرح مشكلة. بهذه الطريقة ستسمح له بتطوير نفسه وتحسين وضعه ولن تقع ضحية علاقة شائبة تخلو من المشاركة الحقيقية.

اعتد بعض التمارين

نميل بطبيعتنا إلى التحدث عن المسائل التي تزعجنا. لذا يتطلّب تغيير هذه النزعة جهداً حقيقياً: لا تفوّت أي فرصة لشكر الآخرين ومجاملة المحيطين بك. إنه شكل من التعاطف المُعْدي لأنه يبث السعادة ويدفع الناس إلى تبني السلوك الإيجابي نفسه. يمكنك أن تطلب من المقربين منك على العشاء أن يعبّروا عن الإنجازات التي يفتخرون بها ويذكروا إيجابيات الآخرين. يساهم هذا التمرين في تغيير النظرة إلى الذات وإلى الآخرين. ستكون النتيجة مدهشة على نحو مفاجئ!

أَقِمْ علاقات في حيّك

إذا كنت تقيم في مدينة كبيرة، لا يمكن أن تتقرب من جميع الناس الذين تصادفهم! لكن يمكنك أن تبدأ بإقامة الروابط مع الناس في الحي الذي تسكن فيه عبر توزيع الابتسامات والخدمات الصغيرة وبعض الكلمات اللطيفة أو المناقشة معهم في مواضيع مثيرة للاهتمام.

انزل عن عرشك

إذا واجه جارك مشاكل مالية أو عاطفية، ساعده بحسب قدرتك واقترح عليه بعض النشاطات مثلاً كي لا يغرق في الكآبة. لكن لا يحق لك أن تعلّمه الدروس أو تطلق عليه الأحكام أو تنتقد أسلوب حياته. لا تنطبق أولوياتك على جميع الناس. تجنّب السلوكيات التي تنم عن ازدراء بالآخر لأنها ستنسف أي مبادرة لطيفة تتخذها.

التعاطف مرادف للوثوق بالآخرين

يعني التعاطف أن تحمل نوايا حسنة تجاه الآخرين. تسمح هذه العملية بتخفيف التركيز على الذات واحترام حاجات الآخرين. حين تُسقِط رغباتك على الناس، تظن أنك تعطف عليهم لكنك تجبرهم فعلياً على قبول قيمك. ستستفيد دوماً من الانفتاح على رأي الآخرين واعتبار قيمك نسبية. كي تتمكّن من احترام رغبات الناس التي تختلف عن رغباتك، يجب أن تمرّ بمسيرة شاقة لكنها ستُغنيك وتزيد فضولك تجاه الآخرين وتجعلك تترقّب الدروس التي ستتعلّمها منهم. يعني التعاطف أيضاً أخذ المبادرات تجاه الآخرين والوثوق بهم. يسمح هذا الموقف بالانفتاح على شكلٍ فاعل من التفاؤل.

back to top