تعقيدات تحويل الأموال إلى الخارج

نشر في 11-03-2017
آخر تحديث 11-03-2017 | 00:00
 ذي إندبندنت تنطوي عملية تحويل أموال الى الخارج على تعقيدات قد تتطلب الحصول على شهادة دكتوراه في الاقتصاد لحلها، وتبرز هذه التعقيدات في ثلاثة عوامل عالمية تتعلق بسعر صرف العملات الرئيسية والبريكست والسياسة في أوروبا اضافة الى وصول دونالد ترامب الى البيت الأبيض.

وبينما قد يكون من المهم دائماً أن تكون لديك معرفة بالأخطار التي تشتمل عليها هذه العملية – بما في ذلك الاطلاع على التكلفة الخفية وطريقة حسابها، فمن المهم أيضاً معرفة ما يجري في العالم وكيفية تأثير ذلك على المبلغ الذي تنوي تحويله.

«البريكست»

من الواضح أن تطورات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست) سوف تترك أثراً كبيراً على معدلات الصرف بين الجنيه الاسترليني والعملات الاخرى. ولكن بسبب ما قد يعنيه خروج بريطانيا من الاتحاد بالنسبة الى بقية دول أوروبا فإن تلك التطورات تنطوي على امكانية احداث تباين في سعر اليورو صعوداً أو هبوطاً.

وتوجد وجهات نظر مختلفة تماماً حول الخروج الصعب من الاتحاد وهي الطريقة التي يبدو أن بريطانيا قد التزمت بها الآن مع ما سوف يعنيه ذلك بالنسبة الى العملة وبالتالي الى تحويل الأموال الدولية.

وبكلمات اخرى، فقد شهدنا الجنيه الاسترليني يهبط بشدة عند حدوث أي نوع من الشك وعدم اليقين في الأسواق، ويرجع ذلك الى ميل المستثمرين الذين يشترون كميات كبيرة من العملة يرفضون عمل ذلك عندما يكونون أقل ثقة في قيمتها في المستقبل، ويمكن أن يؤثر ذلك بدوره على أسواق تحويل الأموال الدولية التي تركز بقدر أكبر على التجزئة.

هبوط «الإسترليني»

لقد هبط الجنيه الاسترليني بأكثر من 10 في المئة مقابل الدولار منذ الاستفتاء الذي جرى في شهر يونيو الماضي وفيما يظن البعض أن ذلك سوف يشكل في الوقت الراهن فرصة لعقد صفقة وتغيير الدولارات التي تملكها الى الاسترليني فإن البعض من الاقتصاديين وخبراء الاستراتيجية يقولون إن الجنيه سوف يشهد مزيداً من الهبوط.

ويقول البعض إن النسبة سوف تصل الى 1.1 مقابل الدولار وهذا ما يعني التروي قبل القيام بعملية تحويل جديدة.

سوف يؤثر هذا الجانب بشكل رئيسي على أي تحويل مالي الى اليورو وعلى سبيل المثال من أجل شراء عقار في الخارج، كما أن الانتخابات المقبلة في فرنسا وألمانيا وهولندا قد تطرح شكوكاً في مستقبل منطقة اليورو.

ومن جديد سوف تلقي الشكوك بثقلها على اليورو وبمجرد أن يحيط الغموض بمستقبل العملة في الاتحاد الأوروبي بصورة عامة سوف ينعكس ذلك على معدلات الصرف وأسواق التحويل الدولية.

وتعتبر اليونان مصدر قلق أيضاً وقد تعثر اليورو خلال عمليات انقاذ اليونان السابقة نتيجة المخاوف من تخلف اليونان عن السداد أو خروجها من منطقة اليورو، وهكذا يتعين عليك الحذر بشدة لأن ما يحدث في بروكسل وأثينا أو برلين قد يبدو أنه يثير اهتمام وقلق التجار والمستثمرين ولكن ذلك قد يعني أيضاً الكثير بالنسبة اليك عندما ترسل الأموال الى الخارج.

دونالد ترامب

وأخيراً، أثر وصول دونالد ترامب الى البيت الأبيض على أسواق العملات، وفيما قد يكون الدولار العملة التي تتفاعل بصورة واضحة مع كل ما يقوله الرئيس الأميركي الجديد فإن من الأفضل الانتباه الى عملات اخرى مثل البيزو المكسيكي اذا كنت تفكر في قضاء عطلة في الخارج.

لقد وعد ترامب بإنفاق واسع على البنية التحتية بشكل دفع بعض الاقتصاديين الى توقع حدوث ارتفاع كبير في قيمة العملة الأميركية، ولكن القواعد ذاتها تنطبق هنا، ومادامت الشكوك قائمة عليك توقع عثرات عندما يتعلق الأمر بمعدلات الصرف وتحويل الأموال الى الخارج.

وبشكل عام يمكن القول ان العملات التي قد تعتبر استثمارات مستقرة خلال أوقات تقلب الأسواق تشمل الين الياباني والفرنك السويسري.

بمجرد أن يحيط الغموض بمستقبل العملة في الاتحاد الأوروبي سوف ينعكس ذلك على معدلات الصرف وأسواق التحويل الدولية
back to top