رافقي طفلك في مختلف مراحله!

نشر في 04-03-2017
آخر تحديث 04-03-2017 | 00:00
No Image Caption
تختلف حاجات الطفل بحسب عمره، ولكل مرحلة من حياته مميزاتها وصعوباتها ووجوهها الجميلة. إليك أهم ما يجب أن تعرفيه كي ترافقيه في مراحل نموه، منذ الولادة حتى عمر السابعة، حين يبدأ بتعلّم الكتابة.

منذ الولادة حتى السنة: يضع كل شيء في فمه

الفم عضو أساسي بالنسبة إلى الطفل. منذ وجوده في رحم أمه، يستعمله لتذوق السائل من حوله ويمصّ إصبعه ثم يرضع بواسطته بعد ولادته. يستطيع بهذه الطريقة أن يهدّئ نفسه، وحين يتمكن من إمساك الأغراض، يضعها كلها في فمه. إنها مرحلة طبيعية من نموه، إذ يستكشف محيطه والعالم عبر فمه ويتعرّف إلى النكهات والأشكال والتركيبات الصلبة واللينة والباردة والساخنة...

في أول عشرين شهراً من حياة الطفل، يكون الفم أداة تحليلية أكثر دقة من اليدين.

لا يحمل الطفل أي أحكام مسبقة لذا يميل إلى تذوق كل ما يصادفه. دعيه يستكشف العالم على طريقته لأن فضوله محرك قوي. حين تكون التجربة سلبية، سيبكي ويحاول تقيؤ ما تذوّقه. لذا ساعديه على تنظيف فمه وامنعيه من أكل كل ما يراه. دعيه يضع الطعام في فمه بنفسه لكن لا تنتظري منه أن يحب كل ما يحبه الراشدون! يمكن اعتبار فم الطفل أداة استكشاف متطورة لكن من واجبك أن تبعدي عنه العناصر الخطيرة التي يمكن أن تخنقه مثل الحجارة والمكسرات.

بين السنة والسنتين: نوبات تشنّج أثناء البكاء

قد تكون أعراض هذه النوبات مخيفة، من بينها ازرقاق الوجه وانقلاب العينين والإغماء لفترة قصيرة... لكنها لا تنعكس على دماغه ولا تخفي أي مرض كامن. تتعلق المشكلة على الأرجح بعدم نضج الجهاز العصبي المستقل الذي يسيطر على الوظائف التنفسية والقلبية.

يمكنك أن تأخذي موعداً من طبيب الأطفال للتأكد من التشخيص مع أنه لن يقدم لك مساعدة كبرى. ما من خطوات عملية عند وقوع نوبات مماثلة.

سرعان ما يستعيد الطفل وضعه الطبيعي. وحتى لو توقف عن التنفس، لا داعي لهزّه ومحاولة إنعاشه عبر التنفس الاصطناعي. عند ظهور أولى المؤشرات، اكتفي بالتكلم معه بهدوء واحمليه بين ذراعيك كي لا يتأذى إذا أُغمِي عليه.

هل تخشين تجدّد هذه النوبات؟ حاولي ألا تركزي عليها لأن الطفل قد يستعملها في لاوعيه كوسيلة للضغط عليك، فرغبته في فرض سلطته أمر طبيعي في هذا العمر لكن يجب أن تجيدي التعامل معه. لا تسمحي له باستعمال النوبات كي يتجنب توبيخك أو يتجاوز الحدود التي تفرضينها عليه.

عموماً، لا تبالغي في حمايته ولا تتصرفي معه بصرامة زائدة ولا بتساهل مفرط. سرعان ما تتلاشى النوبات تدريجاً.

بين السنتين والثلاث سنوات: راقبي مستوى سمعه

في المدرسة، يتعلّم الطفل كلمات جديدة يومياً ويجب أن يصغي إلى الدروس بإمعان. أما إذا راودك أدنى شك بأن طفلك يعاني مشكلة في سمعه، لا تترددي في زيارة الطبيب. يكون فحص السمع أصلاً جزءاً من الفحوص الروتينية. لكن يتم الكشف عن الاضطرابات الحادة عموماً منذ السنة الأولى.

مع ذلك، قد يعاني الطفل من اضطراب خفيف من شأنه أن يبطئ اكتساب المعارف اللغوية. وتبرز المشكلة مع الشخص الذي يتكلم قليلاً ويعزل نفسه أو يصبح كثير الحركة. لذا يجب مراقبة الطفل الذي يصاب بالتهاب متكرر في الأذن: يكون هذا الاضطراب عابراً بشكل عام لكنه قد يعيق مسار تعلّم اللغات وإقامة العلاقات الاجتماعية. للحصول على نتيجة دقيقة، يستعمل الطبيب مسماعاً طبياً، فيضع على أذنَي الطفل سماعة تبث أصواتاً بقوة 30 أو 40 ديسبلاً. يجب أن يؤكد الطفل سماعه كل صوت. لكن قد يعطي الفحص نتيجة شائبة إذا كان الطفل خجولاً ولم يتعاون مع الطبيب.

إذا كان طفلك معرّضاً لالتهاب حاد في الأذن، قد يسجّل الاختصاصي منحنى ذبذبات طبلة الأذن. إذا كان مسطحاً، يعني ذلك أن الطبلة لا تتذبذب كثيراً. وإذا تكررت المشكلة، يمكن استعمال جهاز لتهوئة الطبلة وحماية السمع. يبقى فحص السمع أساسياً في الظروف كافة لأنه يؤثر في مسار التعلّم والانطباع الأولي الذي يُكَوِّنه الطفل عن المدرسة.

بين الثالثة والرابعة: حكّة مزعجة

تستدعي الحكة في المنطقة التناسلية استشارة الطبيب في هذا العمر لحماية منطقة الفرج لأن أبسط اضطراب قد يسبب التهاباً: يكون التهاب الأغشية في هذه الحالة حميداً لكنه مؤلم. تبرز المشكلة في الصيف تحديداً بسبب نزهة على الدراجة الهوائية أو الاحتكاك بالرمل أو ارتداء ثوب سباحة مبلّل لفترة طويلة...

تكون المشكلة جلدية غالباً، لذا من الأفضل غسل هذه المنطقة بصابون مفرط الشحم أو منتج خاص بنظافة المنطقة التناسلية صباحاً ومساءً. تبرز الحاجة أيضاً إلى استعمال الإيوزين المُطَهِّر إذا كان الالتهاب حاداً. تحدّثي إلى الطبيب إذا استمرت الحكة لأكثر من يومين. تتطلب الإكزيما علاجاً مناسباً لأنها قد تسبّب الالتهاب أيضاً. في هذه الحالة، يصف الطبيب كبسولات مهبلية أو أقراصاً مضادة للالتهاب في حالات نادرة.

تتراجع هذه النوبات مع مرور الوقت لكن يجب الحد من عوامل الخطر. شجّعي ابنتك على دخول الحمّام بشكل متكرر وعلّميها أن تتخذ الوضعية المناسبة كي لا يتراكم البول في منطقة الفرج واطلبي منها أن تمسح تلك المنطقة من الأمام إلى الخلف. على صعيد آخر، يجب أن ترتدي ملابس داخلية قطنية غير ضيقة.

بين الرابعة والخامسة: مشكلة الثآليل

تتركز الثآليل الشائعة على ظهر اليدين والأصابع، بالقرب من الأظفار. تكون هذه النتوءات الرمادية المائلة إلى الاصفرار خشنة ومُعدِية جداً. في المقابل، تنمو ثآليل القدم على قوس القدم ويكون شكلها محدداً ومحصوراً وقد تصبح مؤلمة أحياناً. أما الثآليل المسطحة، فتظهر دوماً على مستوى الوجه وظهر اليدين. بالكاد تكون مرئية لأنها صغيرة وملساء.

تتعدد العلاجات المحتملة. في معظم الحالات، تختفي الثآليل تلقائياً خلال سنتين، لكن تبقى الانتكاسة ممكنة. يشمل العلاج خلطات موضعية تُدهَن على الثآليل مباشرةً طوال ستة أسابيع على الأقل. قد تتألف الخلطة من أحماض الساليسيليك واللبنيك أو النيتروجين السائل. لتجنب أي حساسية إضافية، لا تلمسي البشرة السليمة. إذا استمرت الثآليل رغم هذه العلاجات، من الأفضل استشارة اختصاصي الجلد. قد يستعمل الأخير النيتروجين مجدداً لحرقها على مر جلسات عدة، بحسب حجمها.

بين الخامسة والسابعة: صعوبة في الكتابة

في هذا العمر، لا يتمتع الطفل بالنضج النفسي والحركي الكافي كي يكتب ببراعة. لذا تكون كتابته بطيئة وعشوائية.

يشعر بضغط حين ندعوه إلى تعلّم الكتابة سريعاً، فيرتكب الأخطاء ويبدو خطّه سيئاً وغير مفهوم. تتطلب الكتابة مستوى من النضج الاجتماعي والعاطفي لأنها جزء من النمو وكسب الاستقلالية والانفصال عن الأم، ولا يكون هذا الوضع سهلاً على جميع الأولاد.

إذا كان الخط سيئاً جداً، يمكن الاستفادة من جلسات العلاج بالكتابة. لكن في معظم الحالات، تتعلق المشكلة بصعوبة التعلّم. يجب أن يتقن الطفل القراءة قبل أن يجيد الكتابة ويجب أن يفكر بكل كلمة يكتبها.

يجب أن تصبح الكتابة ممتعة بالنسبة إلى الطفل لكن لا يلحظ المعلّمون دوماً سوء وضعية القلم أو جسم التلميذ والأوجاع التي يمكن أن يشعر بها. هكذا تصبح الكتابة مصدر ألم له، فينغلق على نفسه ويشعر بالإحباط. يجب أن يستعيد الثقة بقدراته في المقام الأول ويسترخي ويتعلم الوضعية الصحيحة. كوني على ثقة بأن أداءه سيتحسن بعد ثلاث جلسات علاجية وسرعان ما يتغير سلوكه كله ويستعيد الرغبة في التقدم.

لا تبالغي في حمايته ولا تتصرفي معه بصرامة زائدة ولا بتساهل مفرط

تنمو ثآليل القدم على قوس القدم ويكون شكلها محدداً ومحصوراً وقد تصبح مؤلمة أحياناً
back to top