«التل العليا»... «فسحة» رائحتها «تنبك» لأبناء البلد

نشر في 28-02-2017
آخر تحديث 28-02-2017 | 00:05
لم تتبدل ملامح مقهى "التل العليا" القائم وسط مدينة طرابلس اللبنانية منذ أن بنته الدولة العثمانية عام 1870 في القرن التاسع عشر. ومازالت هذه "الفسحة" المفتوحة على مداها والمقسمة إلى أجزاء عدة المتنفس المحوري في حياة أبناء المدينة والقرى المجاورة لها.

يقال إن الهدف من بناء "الفسحة" كان في البداية تحويلها صرحاً بلدياً، ولكن في إثر مشكلة بين القيمين عليها تم تحويلها إلى مقهى.

وتسمية المقهى التاريخي تعود إلى وجوده على تلة تشرف على مدينة طرابلس وساحة منطقة التل تحديداً بازدحامها وشعبيتها ومحالها التجارية وعشرات العربات المنتشرة في أزقتها عارضة المنتجات المحلية المتنوعة والجذابة في تغليفها الخارجي.

تميز المقهى لأنه يضم صالة سينما صيفية في الهواء الطلق، وكانت الأفلام تعرض في ساعات المساء الأولى ويتابعها الرواد وهم يتناولون وجبة العشاء ويدخنون النراجيل المحضرة على الأصول بواسطة "التنبك" الأصلي الملقب بالأصفهاني ويحتسون "الكازوزة البيضاء" و"الزهورات" بأنواعها.

ومع الوقت، تطور المقهى ليصبح مطعماً في الوقت عينه يقدم المأكولات اللبنانية عموماً والطرابلسية الشعبية خصوصاً، على اعتبار أن "ابن البلد" (الطرابلسي يطلق على مدينته تسمية البلد) يستسيغ الجلسات الطويلة في المقهى، ويمكن أن تستمر الجلسة الواحدة ثلاث ساعات.

وكان المقهى الشاهد على العديد من الثورات التي ولدت في "فسحته"، كما كان أبناء المجتمع المدني يخططون لمظاهراتهم وهم يدخنون النرجيلة أو يحتسون كوباً من "الزهورات".

back to top