ماكماستر يدحض نظريات ترامب... وبيريز يقود الديمقراطيين

الرئيس يقاطع مراسلي البيت الأبيض... وإدارته تدرس الانسحاب من «حقوق الإنسان»

نشر في 27-02-2017
آخر تحديث 27-02-2017 | 00:04
احتجاجات في سياتل دعماً لحقوق المرأة ومناهضة ترامب أمس الأول (رويترز)
احتجاجات في سياتل دعماً لحقوق المرأة ومناهضة ترامب أمس الأول (رويترز)
خالف الجنرال الأذكى بالجيش الأميركي، مستشار الرئيس دونالد ترامب للأمن القومي، إتش. آر. ماكماستر، نظريات إدارة البيت الأبيض، نافياً علاقات الإسلام بالإرهاب، وبأن الأمر مرتبط بصراع الحضارات. من جانبه، أعلن ترامب مقاطعته لحفل العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض، في تصرف مثّل خرقاً لتقليد يكون فيه الرئيس ضيفاً للشرف. كما وصف انتخابات الحزب الديمقراطي التي فاز فيها توم بيريز الساعي إلى طرد ترامب من البيت الأبيض بعد 4 سنوات بـ "المزورة".
بعد أن كان له رأي مختلف بشأن حرب فيتنام، أعرب مستشار الرئيس دونالد ترامب للأمن القومي الجنرال إتش. آر. ماكماستر عن رفضه للرؤية التي يتبناها مستشارون آخرون لترامب، حول الجماعات الإرهابية. وقال إن المسلمين الذين يرتكبون أعمالا إرهابية ينحرفون عن تعاليم دينهم.

وقال ماكماستر، في أول اجتماع له مع فريق مجلس الأمن القومي الخميس، مرتديا بزته العسكرية، إن عبارة "الإرهاب الإسلامي المتطرف" غير مجدية، لأن الإرهابيين "لا إسلاميين"، وفقا لما نقلته صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر كانت حاضرة في الاجتماع.

من جهته، قال العقيد المتقاعد في الجيش والذي خدم مع ماكماستر في العراق عام 2007 بيتر منصور إن ماكماستر لا يرى الإسلام عدوا على الإطلاق، وأعتقد أنه يعارض النظريات التي طرحت في البيت الأبيض بأن الأمر متعلق بصراع الحضارات، ويجب التعامل معه من هذا المنظار".

ورأت الصحيفة في موقف الجنرال ماكماستر الذي سبق أن خدم في العراق، مؤشرا إلى أنه قد ينأى بالمجلس عن الآراء الأيديولوجية لسلفه مايكل فلين، الذي استقال بعد إقراره بتضليل مايك بنس نائب الرئيس ومسؤولين آخرين، بشأن اتصالات مع دبلوماسي روسي.

تجدر الإشارة إلى أن ماكماستر كان ضابطا في الجيش الأميركي، وعرف بأدواره في حرب الخليج الثانية 1991، وغزو العراق 2003، والعمليات العسكرية التي أطلقتها الولايات المتحدة في حربها على أفغانستان.

ومن خلال كتابه "إهمال الواجب"، يرى ماكماستر أن الخسائر التي تكبدها الجيش الأميركي في فيتنام تعود إلى خداع الإدارة الأميركية لهيئة الأركان المشتركة والكونغرس والأميركيين. ووصفت مجلة سلايت ماكماستر بـ "الجنرال الأذكى" بالجيش الأميركي.

وبعد أيام على منع صحافي مؤسسات معارضة لسياسات ترامب صحافيين بالمشاركة في لقاءات البيت الأبيض الإعلامية، صعد ترامب خلافه الحاد مع وسائل الإعلام، أمس الأول، معلنا أنه لن يشارك في العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض. كما هاجم، أمس، صحيفة نيويورك تايمز في تغريدة بالقول "الصحيفة الفاشلة نيويورك تايمز ستقبل بإعلان "سيئ" في محاولة منها لإنقاذ سمعتها المنهارة"، داعيا الصحيفة إلى محاولة تغطية الأخبار بدقة إلى حد ما.

ويشكل امتناع ترامب عن حضور حفل 29 أبريل خرقا لتقليد يكون فيه الرئيس ضيف الشرف الذي يتعرض لانتقادات حادة من الصحافيين في قالب كوميدي، في إطار حفل يحضره كثير من المشاهير.

وكتب في تغريدة "لن أشارك في عشاء رابطة مراسلي البيت الأبيض هذا العام". وأضاف: "أطيب التمنيات للجميع، وأرجو أن تمضوا ليلة سعيدة"!

وأكدت الرابطة التي بدأت تنظيم هذا العشاء السنوي في 1921 بهدف جمع أموال من أجل منح صحافية، أن العشاء سيعقد كما كان مقررا.

وقال رئيسها جيف ميسون على "تويتر" إن العشاء "كان وسيبقى احتفالا بالتعديل الأول (للدستور، يضمن حرية الصحافة) والدور المهم الذي تلعبه صحافة إخبارية مستقلة في جمهورية سليمة".

من جهته، كتب الممثل والمخرج المشهور زاك براف في صفحته على موقع تويتر "أليك بالدوين لقد حان الوقت لتغيير الملابس" للظهور بمظهر ترامب.

وكانت صحيفة ايل ناشيونال الصادرة في جمهورية الدومنيكان ارتكبت خطأ، أخيرا، عندما نشرت صورة الممثل الأميركي أليك بالدوين الذي قلد ترامب على أنها صورة ترامب.

مقرب من أوباما

من جانبهم، انتخب الديمقراطيون، أمس الأول، في أتلانتا توم بيريز المقرب من باراك أوباما زعيما جديدا لهم، بجدول أعمال واضح يقضي بالتصدي لترامب وإعادة تنظيم صفوف الحزب لخوض انتخابات 2018 و2020.

وسارع ترامب إلى تهنئة الديمقراطيين بسخرية على خيارهم، فكتب على "تويتر": "لا يمكن أن أكون أكثر سرورا له وللحزب الجمهوري!". وبعدها بساعات وصف الانتخابات بالمزورة، قائلا "السباق على رئاسة الحزب الديمقراطية كان مزورا بشكل كامل. رجل بيرني وكذلك بيرني لم يحظيا بفرصة، بل أتى بيريز الذي أرادته كلينتون".

وبذلك أصبح بيريز المتحدر من جمهورية الدومينيكان، والذي كان وزيرا للعمل في إدارة أوباما، في سن الخامسة والخمسين أول رئيس للجنة الوطنية الديمقراطية متحدر من أميركا اللاتينية.

وعمد بيريز الذي تم انتخابه بـ235 صوتا (من أصل أصوات 435 ناخبا) فور إعلان فوزه إلى مد اليد إلى جناح الاشتراكي بيرني ساندرز داخل الحزب، من خلال تسميته منافسه الرئيسي عضو الكونغرس المسلم كيث إيليسون الذي نال مئتي صوت، في منصب نائب لرئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية.

ووجه بيريز الذي كان مرشحا لمنصب نائب الرئيس خلال الحملة الرئاسية للمرشحة الخاسرة هيلاري كلينتون، نداء إلى الوحدة، مشيرا إلى أن الحزب يمر بمرحلة خاصة من تاريخه سيدرسها الأميركيون بعد سنوات عدة.

وقال: "سيسألوننا أين كنتم في 2017 عندما كان لدينا أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة؟ وسيكون بوسعنا أن نجيب بأننا قمنا بلم شمل الحزب الديمقراطي، وبأن هذا الرئيس لم يحكم سوى ولاية واحدة".

خلاف جمهوري

من ناحية أخرى، برز خلاف خلال المؤتمر السنوي الذي يعقده اليمين المحافظ في الحزب الجمهوري الأميركي حول إلغاء قانون الرعاية الصحية الخاص بالرئيس أوباما (أوباما كير)، وكيفية التأكد من أن الولايات الجمهورية التي تتقاضى أموالا فدرالية لتقديم خدمات صحية لذوي الدخل المنخفض توفر الخدمات الصحية للجميع.

حقوق الإنسان

وفي سياق آخر، يدرس البيت الأبيض إمكان الخروج من مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بسبب عدم فعاليته بحسب تعبيره. ووفق مصادر في البيت الأبيض، أن الإدارة الأميركية تشك في فاعلية عمل مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بشكل عام، وفي ضرورة مشاركة الولايات المتحدة في نشاط المجلس، الذي يعمل فيه ممثلون عن دول ذات أنظمة حكم متشددة، بحسب الإدارة الأميركية. ويتعلق القرار النهائي بشأن عضوية الولايات المتحدة في هذه الهيئة الأممية بترامب، ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، والمندوبة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هيلي.

back to top