إيران تناور قرب الأسطول الخامس وتستأنف «حرب» تركيا

• روحاني يوبخ معارضيه ويسعى لولاية ثانية
• أنقرة تعتقل 30 وتقتل 10 من «الكردستاني»

نشر في 27-02-2017
آخر تحديث 27-02-2017 | 00:05
روحاني يحيي إيرانيات لدى حضوره فعالية في مركز الرازي للمؤتمرات بطهران أمس (إرنا)
روحاني يحيي إيرانيات لدى حضوره فعالية في مركز الرازي للمؤتمرات بطهران أمس (إرنا)
بدأت القوات البحرية الإيرانية أمس، مناورات بحرية تشمل مضيق باب المندب ومياه الخليج العربي، هي الأولى في ظل تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن، فيما واصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف التراشق الكلامي مع تركيا، واصفاً إياه بـ«الجار ناكر الجميل».
بينما تتصاعد التوترات بين الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة دونالد ترامب وإيران، أعلن قائد القوات البحرية الإيرانية، الأميرال حبيب الله سياري أن طهران بدأت تدريبات بحرية في الخليج والمحيط الهندي أمس.

وقال سياري، إن "المناورات البحرية السنوية ستجرى في مضيق هرمز وخليج عمان وباب المندب والأجزاء الشمالية من المحيط الهندي للتدريب على محاربة الإرهاب والقرصنة".

وذكرت وكالة "ارنا" الرسمية، أن "سفناً وغواصات وطائرات هليكوبتر تابعة للبحرية ستشارك في التدريبات التي ستجري على مساحة نحو مليوني كيلومتر مربع وسيستعرض أفراد مشاة البحرية مهاراتهم على الساحل الجنوبي الشرقي لإيران".

وتدور المناورات الإيرانية البحرية، التي تعتبر الأولى منذ تولي ترامب للسلطة، الذي سبق أن حذر طهران بعد أن أجرت تجربة على صاروخ باليستي يوم 29 يناير الماضي من أنها تلعب بالنار، في منطقة قريبة من تمركز الأسطول الخامس الأميركي، الذي يحمي الممرات الملاحية في الخليج والمياه المجاورة حيث تمر الملايين من براميل النفط يومياً متجهة إلى أوروبا والولايات المتحدة وآسيا.

والشهر الماضي أطلقت مدمرة أميركية طلقات تحذيرية على أربعة زوارق سريعة إيرانية قرب مضيق هرمز بعد أن اقتربت الزوارق بسرعة عالية. والزوارق تابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني الذي لا يشارك في المناورات الراهنة.

وقال ترامب في وقت سابق، فبراير الجاري، إنه وجه تحذيراً رسمياً لإيران بعد إطلاقها صاروخاً باليستياً وفرض بعد ذلك عقوبات جديدة عليها.

توبيخ وترشح

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام حكومية، أن الرئيس الإيراني حسن روحاني اتهم أمس، منتقديه المحافظين بأنهم يرغبون في حرمان الإيرانيين من المباهج الأساسية في الحياة وعزل البلاد، فيما قال مساعد للرئيس، إن روحاني قرر خوض الانتخابات سعياً لولاية ثانية.

وتجرى انتخابات الرئاسة الإيرانية في 19 مايو المقبل لكن روحاني وهو معتدل يحق له السعي لفترة ولاية ثانية مدتها أربع سنوات لم يصل إلى حد قول، إنه سيخوض الانتخابات للمضي قدماً في الإصلاحات، التي يقاومها المحافظون الأقوياء في البلاد.

وقال روحاني "قريباً ستحل رأس السنة الإيرانية فليشعر الناس ببعض السعادة".

وأضاف الرئيس، الذي يدعو إلى حريات اجتماعية أكبر في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة: "كيف يكون البكاء الكثير حلالاً والضحك حراماً"، في إشارة فيما يبدو للمحافظين الذين يسيطرون على الشرطة وأجهزة الأمن ويروجون لتفسير متشدد للإسلام.

وتابع روحاني، وهو رئيس براغماتي انتخب عام :2013 "نحن حكومة تقول، إنه يتعين علينا استخدام رأس المال الأجنبي".

وهاجم روحاني بشدة كذلك منتقديه المحافظين، الذين اتهموا المسؤولين بالتوسع في شراء "كماليات" بعد أن أبرمت إيران صفقات مع شركتي "إيرباص" و"بوينغ" العام الماضي لشراء نحو 180 طائرة ركاب.

وقال "نقول إنه إذا كان أسطول طيراننا بحاجة لطائرات جديدة، فإنه يتعين علينا أن نشتريها. لكن البعض يقول، إن من الشرف استخدام المعدات القديمة".

وشدد على "نحن متمسكون بمبادئنا ولا نفرط فيها لكن يتعين أن نتحدث مع العالم ونتعامل ونتعاون معه".

ورفض اتهامات بأن سياساته تصل إلى حد التخلي عن مبادئ الثورة الإسلامية في 1979.

وكانت هذه أول صفقات مباشرة تبرمها إيران لشراء طائرات مصنوعة في الغرب منذ نحو 40 عاماً بهدف تحديث أسطولها القديم.

من جانب آخر، نقلت وكالة "ارنا" عن نائب الرئيس للشؤون البرلمانية، حسين علي أميري، قوله: "في الأسابيع الماضية توصل السيد روحاني إلى نتيجة، وهي أنه سيخوض الانتخابات الرئاسية".

تراشق

إلى ذلك، تواصلت الحرب الكلامية بين المسؤولين الإيرانيين والأتراك بشأن الأوضاع التي تشهدها دول الشرق الأوسط، ووصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنقرة بأنها "جارة ذاكرتها ضعيفة وتنكر الجميل".

ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية أمس عنه القول: "يبدو أن ذاكرة أصدقائنا ضعيفة، فهم يتّهمون الجمهورية الإسلامية بالطائفية وكأنهم تناسوا موقفنا في ليلة حدوث الانقلاب العسكري الأخير، وكيف أننا بقينا نتابع الأوضاع حتى الصباح، رغم أنها ليست حكومة شيعية. إن ذاكرتهم ضعيفة وينكرون الجميل الذي قدمه لهم من يؤازرهم ويتعامل معهم بمودة".

واعتبر أن سياسة الجمهورية "في المنطقة ناجحة"، وأضاف: "الكل يعلم أن سياستنا الخارجية فاعلة ومصيرية في المنطقة، في حين الأطراف الذين فشلت سياساتهم في المنطقة يثيرون ضوضاء على أمل توجيه السياسة التي يتبناها الرئيس الأميركي".

وقال: "الجميع يعلم أن الأوضاع الراهنة في منطقتنا في غاية الخطورة، وسياساتهم هي السبب في ذلك".

وكانت الخارجية الإيرانية استدعت الاثنين الماضي السفير التركي لدى طهران رضا هاكان تكين للاحتجاج على "التصريحات غير البناءة الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب إردوغان ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو".

وكان إردوغان، قال خلال زيارة للبحرين، إن "إيران تسعى إلى تقسيم العراق وسورية وتتصرف من منطلقات قومية"، فيما قال أوغلو، إن "الدور الإيراني في المنطقة، يزعزع الاستقرار، خصوصاً أن طهران تسعى إلى نشر التشيع في سورية والعراق".

اعتقالات وقتل

على صعيد منفصل، أعلنت السلطات التركية، مساء أمس الأول، أن القوات الأمنية اعتقلت 30 شخصاً في 26 مدينة على خلفية الاشتباه بانتمائهم لما يسمى منظمة "الكيان الموازي" التي تتهمها الحكومة بالوقوف خلف محاولة الانقلاب الفاشل.

وكانت السلطات الأمنية التركية اعتقلت أكثر من 40 ألف شخص لصلتهم بما يسمى "الكيان الموازي" منذ المحاولة الانقلابية وقامت بفصل حوالي مئة ألف شخص من أعمالهم.

من جهة أخرى، أفادت السلطات التركية بأن قواتها تمكنت من قتل عشرة عناصر تابعين لحزب العمال الكردستاني في مدينة بتليس شرقي البلاد خلال اليومين الماضيين.

back to top