إيران تتاجر بـالنووي ووعيد ترامب للحرس الثوري في طي النسيان

● البيت الأبيض يغلق أبوابه بوجه الإعلام المعارض
● هولاند يحذر الرئيس الأميركي من عدم الثقة بفرنسا

نشر في 26-02-2017
آخر تحديث 26-02-2017 | 00:05
الرئيس الأميركي دونالد ترامب
الرئيس الأميركي دونالد ترامب
مع ذهاب اقتراح إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية أدراج الرياح ودخول وعيده له في طي النسيان بفعل تحذيرات مسؤولين أميركيين بالجيش والمخابرات، بدأت إيران المتاجرة بالمواد النووية ببيعها المواد المخصبة والماء الثقيل لأميركا وروسيا، وشرائها الكعكة الصفراء، ونواة إنتاج السلاح المحظور دولياً.
أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني صنع أجهزة «IR8» للطرد المركزي بطاقة إنتاجية تساوي 20 ضعفا من انتاج أجهزة الطرد المركزي الحالية، مشيرا إلى دخول إيران في تجارة المواد النووية على المستوى العالمي.

وفي كلمة ألقاها خلال مؤتمر للمسؤولين عن الانتخابات الرئاسية، أمس، أشار روحاني إلى أن إيران بلغت المستوى التجاري فيما يخص التقنيات النووية على المستوى العالمي، وأنها تبيع وتشتري المواد النووية، «وهو الأمر الذي كانت الأمم المتحدة تعتبره من الكبائر وتقول إنها مخالفة، ولا يحق لإيران تخصيب اليورانيوم، واليوم يشترون منا اليورانيوم المخصب ويبيعوننا الكعكة الصفراء (وقود المفاعلات)، أما الماء الثقيل الذي كان ممنوعا علينا، فقد بعنا شحنة منه لأميركا، وأخرى لروسيا».

ولفت روحاني إلى أن «أهم ما تحقق عبر الاتفاق النووي هو أننا ولأول مرة في التاريخ السياسي العالمي، ألغينا القرارات الملزمة الصادرة من الأمم المتحدة تحت الفصل السابع من دون أن تنفذها إيران، ولو يوما واحدا أو ساعة واحدة او لحظة واحدة».

من جهته، أعلن رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة النووية علي أكبر صالحي أمس، أن بلاده طلبت شراء 950 طنا من اليورانيوم المركز من كازاخستان خلال الأعوام الثلاثة المقبلة لتطوير برنامج مفاعلها النووي.

الحرس الثوري

وفي سياق متصل، قال مسؤولون مطلعون، إن اقتراحا تدرسه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية بات في طي النسيان بفعل تحذيرات مسؤولين في الجيش والمخابرات من أن الخطوة قد تأتي بنتائج عكسية.

وقال أحد المسؤولين، الذي طلب عدم نشر اسمه «إذا فعلت ذلك فلا سبيل آخر للتصعيد، وستضيع أي إمكانية للتحدث مع الإيرانيين عن أي شيء».

وقالت مصادر أميركية وأوروبية، إن قوة الدفع وراء أمر رئاسي محتمل تباطأت وسط جدل داخلي اشتمل على مخاوف من أن ذلك قد يقوض الحرب على تنظيم «داعش» ويثير معارضة حلفاء رئيسيين، وينسف أي آفاق دبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران، ويعقد تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني.

وجرى العمل على الاقتراح لأسابيع، وكان من المتوقع أن يصدر هذا الشهر. لكن المصادر التي طلبت عدم نشر أسمائها، قالت إن الفكرة ظلت محل نظر، ولم يتضح متى سيتم الإعلان أو حتى إذا كان سيتم.

سابقة إعلامية

من جهة أخرى، هاجم ترامب أمس ما سماه بالإعلام الزائف الذي لا يقول الحقيقة، واصفاً صحيفة النيويورك تايمز وشبكة سي إن إن الاخبارية بالمزحة والخطر الكبير على البلاد.

وتعهد في تغريدة أخرى بتنظيم تجمع حافل لقاعدته الانتخابية. وأمس الأول وبعد ساعات من هجومه على الإعلام في كلمة ألقاها امام المؤتمر السنوي للمحافظين «سي بي اي سي» في اوكسون، استبعد عددا من المؤسسات الإعلامية الأميركية الرئيسية من حضور إفادة صحافية بدون كاميرات عقدها المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر أمس الأول. ولم يسمح لمراسلي «سي إنإن ونيويورك تايمز وبوليتيكو ولوس أنجلس تايمز وبازفيد وبي بي سي» البريطانية من حضور الإفادة في مكتب سبايسر.

وقال سبايسر، إن فريقه قرر عقد الإفادة بدون كاميرات في مكتبه بدلا من إفادة كاملة في غرفة الإفادات الصحافية الأوسع بالبيت الأبيض، موضحا أنه ليس بحاجة «لعمل كل شيء أمام الكاميرا كل يوم».

البيت الأبيض

من جانبها، أوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض ستيفاني جريشمان أن «ممثلا عن وكالات الأنباء من هيرست نيوزبيبرز حضر الإفادة ويعد تقريرا لتوزيعه على كل المؤسسات».

أما «نيويورك تايمز» فلم تنتظر طويلا لترد، وقال رئيس تحريرها التنفيذي دين باكيت: «لم يحدث شيء مثل هذا في البيت الأبيض في التاريخ الطويل، لتغطيتنا لإدارات متعددة من أحزاب مختلفة. ونحتج بشدة على استبعاد نيويورك تايمز ومنظمات إعلامية أخرى. حرية وصول وسائل الإعلام الحرة إلى حكومة تتسم بالشفافية هو بوضوح مصلحة قومية مهمة». واحتجت أيضا جمعية مراسلي البيت الأبيض. ونشرت «سي إن إن» رسالة على «تويتر» أمس الأول تقول: «هذا تطور غير مقبول من البيت الأبيض في فترة ترامب. إنهم يردون فيما يبدو عندما نغطي حقائق لا تروق لهم. سنواصل تغطيتنا بصرف النظر عن ذلك». وحضرت «رويترز» الإفادة إلى جانب نحو 10 منظمات إخبارية أخرى، من بينها بلومبرغ و»سي بي إس».

تعليق وانسحاب

وعلق مدير مكتب «بي بي سي» في واشنطن بأن مؤسسته لديها ممثل عنها في البيت الأبيض بشكل يومي لسماع الإفادات ومن غير الواضح لديه لماذا تم استبعاد مؤسسته؟ وانسحب مراسلون من «أسوشيتد برس» و»تايم مغازين» من الإفادة بعد سماع أن آخرين منعوا من الحضور. وسمح لمراسل «بريتبارت نيوز» الموقع اليمني، الذي ترأسه ستيف بانون كبير استراتيجيي ترامب، وشبكة «وان أميييكا نيوز نتوورك»، و»واشنطن تايمز» وجميعها مؤسسات إعلامية محافظة بالحضور.

وفي باريس، طلب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس من نظيره ترامب ألا يبدي عدم الثقة تجاه فرنسا، وهي دولة صديقة، بعد ان اعتبر ترامب ان «باريس لم تعد باريس».

وقال هولاند، خلال افتتاح المعرض السنوي للزراعة: «ليس امرا جيدا على الإطلاق إبداء أدنى انعدام ثقة بدولة صديقة» وتابع «هذا ما لن أفعله ازاء دولة صديقة، وأطلب من الرئيس الاميركي عدم القيام بذلك تجاه فرنسا». وبحسب ترامب، الذي يستخدم عادة الأحداث الأمنية في أوروبا لتبيان خطر مهاجرين، فإن صديقا له من عشاق العاصمة الفرنسية غاب عنه فترة طويلة، سأله عندما التقاه أمس الأول: «جيم كيف حال باريس؟ فرد علي لم أعد أزورها. باريس لم تعد باريس».

تعزيز الجيش

وفي وقت سابق، استغل ترامب كلمته أمام المؤتمر الذي أعطاه واحدا من أول المنابر في رحلته إلى مقعد الرئاسة، للدفاع عن سياساته المعلنة تحت شعار «أميركا أولا»، مؤكداً أنه سيتقدم بطلب شامل للميزانية من أجل واحد من «أكبر التعزيزات للجيش في التاريخ الأميركي».

وقبل كلمة أمام الكونغرس يوم الثلاثاء الماضي، حدد ترامب الخطوط العريضة لخططه لتعزيز الجيش وهو أقوى قوة قتالية في العالم بالفعل بالإضافة إلى مبادرات أخرى وإن كان لم يذكر سوى القليل من التفاصيل، موضحاً أنه سيسعى إلى تحديث القدرات الهجومية والدفاعية له بصورة كبيرة، وأنه سيتقدم بطلب ضخم للإنفاق العسكري ليجعل دفاع البلاد «أكبر وأفضل وأقوى من أي وقت مضى».

دونالد يتعهد بأكبر ميزانية في «التاريخ الأميركي» لتعزيز وتحديث قدرات الجيش
back to top