الحماقات... لماذا يرتكبها طفلي؟

نشر في 25-02-2017
آخر تحديث 25-02-2017 | 00:07
حماقات الطفل
حماقات الطفل
يرتكب جميع الأولاد الحماقات. ربما يكون سلوكهم مدروساً أو غير مقصود، حتى أنه يبدو مضحكاً حيناً أو مزعجاً أحياناً. لكن تحمل تلك الحماقات معاني خفيّة.
هل يعيش طفلك مرحلة استكشاف الحياة، أم يريد جذب الأنظار إليه، أم يحاول استفزاز المحيطين به بكل بساطة؟ اكتشفي الإجابة من خلال نوع الحماقات التي يرتكبها.

استكشاف العالم

كي ينمو الطفل وينفتح على العالم، يجب أن يفهم محيطه جيداً ويجري الاختبارات. بدءاً من عمر السنة، يريد استعمال قدراته الحركية الجديدة ويركّز على جميع التفاصيل. وحين يتعلّم المشي، سيكسب الاستقلالية ويبذل قصارى جهده كي يتلقى جميع المعارف التي يريدها. في عمره لا يستطيع تحديد الممنوعات وتكون الحماقات في نظر الراشدين طريقته لاكتشاف العالم.

التعامل معه:

• لا تصرخي في وجهه، ولكن افرضي الحدود بكل وضوح وصرامة كي يفهم أنه لا يستطيع القيام بكل ما يريده، تحديداً في ما يتعلق بسلامته الخاصة.

• لمرافقته في اكتشافاته، نظّمي المساحة من حوله وأعطيه حريته إنما تحت إشرافك، وأبعدي عنه الأغراض الخطيرة أو السامة.

• حتى لو أضحكك تصرّفه، لا تضحكي أمامه كي يفهم أن بعض التصرفات ممنوع.

لفت الأنظار

ربما يشعر الطفل بأنه لا يلفت نظر والديه، فيعيش شكلاً من المعاناة لأنه لا يجد دليلاً على حب الناس له. لذا يبدو كثير الحركة ويضاعف حماقاته كي يتفاعل معه المحيطون به حتى لو استحق العقاب. إنها طريقته للتعبير عن حاجته إلى الأمان العاطفي. كذلك يميل هذا الطفل إلى تعريض نفسه للخطر.

التعامل معه:

• خصصي بعض الوقت لكما وأظهري اهتمامك به حتى لو كان يلعب بهدوء في زاويته. اجلسي بقربه وانظري إليه واسمعي كلامه بإمعان، وسيشعر بالراحة والحب. نظّمي أيضاً نزهات لكما معاً.

• يجب أن يفهم الطفل أنك لن تكوني معه طوال الوقت.

يمكنك أن تعديه بالاهتمام به بعد إنهاء نشاطات معينة. حين تجرين اتصالاً هاتفياً أو تحضّرين الطعام، دعيه يرسم بالقرب منك أو أشركيه في نشاطك إذا أمكن.

• حين يرتكب حماقة، اشرحي له أنك لا توافقين على هذا السلوك وأنّ غضبك من تصرّفه لا يُضعِف حبك له.

استفزاز متواصل

في عمر السنتين تقريباً، قد يتبنّى الطفل سلوكاً استفزازياً كونه يدرك أنه كيان بحد ذاته ويعرف أنه ما عاد طفلاً ويريد أن يثبت ذلك للمحيطين به. يمرّ الطفل في هذا العمر بمرحلة الرفض وتهدف حماقاته إلى قياس درجة استقلاليته في وجه الراشدين كي يعرف مدى قدرته على فرض إرادته عبر تجاوز الحدود.

التعامل معه:

• حددي بكل وضوح الممنوعات كافة والقواعد التربوية غير القابلة للتفاوض واستعملي نبرة صارمة ونظرة ثابتة.

• إذا رفض الانصياع لأوامرك رغم كل شيء، عاقبيه كي يتعلّم أن الحياة مليئة بالخيبات أيضاً. وإذا سبّب أي أضرار ملموسة، اطلبي منه أن يصلح الخطأ.

• يمكنك التفاوض معه بشأن بعض القواعد عبر طلب رأيه حول طريقة تنفيذ مهماته.

إثبات القدرات الفردية

يحمل الطفل في هذه الحالة نوايا حسنة ويسعى إلى كسب الحب والإعجاب ويريد الحصول على مكافأة من والديه حين يتقن مهمّة معينة. سيدرك أنه قادر على تنفيذ المهمات وحده حين يأخذ المبادرات بنفسه حتى لو تسبّب بالأضرار أحياناً.

التعامل معه:

• اشرحي له أنك لا تعارضين أفكاره أو نواياه الحسنة بل ترفضين نتيجة أفعاله واقترحي عليه أن تصحّحا معاً الخطأ الذي ارتكبه.

• لا تعارضي مبادراته كافة كي لا يشعر بالفشل والعجز.

حماقات الطفل تهدف إلى قياس درجة استقلاليته بوجه الراشدين
back to top