الكرسي الأخضر

نشر في 25-02-2017
آخر تحديث 25-02-2017 | 00:06
 يوسف سليمان شعيب موجة التشاجر والقذف والتشهير تصاعدت داخل مجلس الأمة وزادت سرعتها، وهذا التصاعد ليس بين الحكومة والأعضاء فقط، بل بين الأعضاء أنفسهم، سواء بين الحاليين أو السابقين.

وكأن النواب يوجهون رسالة وبصوت عالٍ: "أتينا للتأزيم ولحل مجلس الأمة"، وهذا ما يسعى له أولئك الذين يريدون أن يعلقوا الحياة البرلمانية أو يلغوها إلى الأبد، من خلال طرح مواضيع داخل قبة عبدالله السالم ليس لها أي داع، والسجال فيها يأخذ أوسع مدى، لتتباعد النفوس وتتشاحن فيما بينها، تاركة هموم الأمة والمواطن والبلد وراء ظهورها.

أصبح مسلَّماً به لدى الغالبية العظمى من أبناء الوطن، أنه مهما حاول الشعب تغيير الشخوص داخل المجلس فإن النتيجة واحدة والسبب في ذلك "الكرسي الاخضر"، الذي يفتح للعضو المنتخب أبواباً كثيرة من التسهيلات، ولا تخلو من المغريات، والتي لا يملك معظم النواب صلابة الوقوف أمامها مهما كانت قوتهم.

فكم رأينا من أشخاص تغيروا وتغيرت أفكارهم ومبادئهم وتحولوا من معارضين إلى مؤيدين "وربما صامتين" بسبب ذلك الكرسي... لا نعمم بل نقول أغلبهم، لان لنا أملاً في الله أن يصلح الحال، فدوام الحال من المحال، والبلد يمر بحالة استنزاف في جميع المجالات، ومحاولة بعض النواب إيقاف ذلك الاستنزاف ما هي إلا محاولة يائسة لن ينتج عنها أي شيء، سوى التحسر والندم وإصدار الآهات على خيرات البلد التي تهدر والجميع يشاهد ولا يمكنه أن يمنع ذلك الهدر.

هذا الشعور والإحساس والاستنباط لم يأت من فراغ، فمنذ إعلان نتيجة انتخابات هذا المجلس وإلى يومنا هذا لم نرَ منه أي تشريع أو قانون يصب في مصلحة المواطن، مقارنة بالشعارات التي رفعت أثناء الحملات الانتخابية، والتي ذهبت كلها أدراج الرياح.

واكتفى أعضاء هذا المجلس باستخدام أداة الاستجواب وتهديد الوزراء به، والشعب ينتظر مشروعاً واحداً يشعر من خلاله بأن المجلس الحالي الذي غيّر تركيبته بنسبة كبيرة قد جاء ليثلج الصدور، ويكون نداً قوياً أمام مجلس الوزراء وسياسته التعيسة، محارباً لأوجه الفساد في كل المجالات، إلى جانب المحاسبة الدقيقة والكيل بميزان واحد، والقضاء على الواسطة وإنصاف المواطن.

هذا ما يريده الشعب من مجلس الكرسي الأخضر.

وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top