زبدة الهرج: «هدوا اللعب يا شباب»

نشر في 25-02-2017
آخر تحديث 25-02-2017 | 00:09
 حمد الهزاع تنبأ كهنة السياسة بأن مجلس الأمة مقبل على أيّام عجاف لا تسر الناظرين، وأن بعض النواب قد تداعوا، وبدأوا يشحذون سيوفهم ويسنون رماحهم لخوض حرب نيابية - نيابية قد تكون قصيرة أو طويلة المدى، والواضح أنها حرب ضروس لا هوادة فيها، وأن بوادرها ودلالاتها لاحت في الأفق منذ طرح الثقة بوزير الإعلام، وثبتت شرعاً بجلسة مناقشة الإيداعات التي تدنت بها لغة الحوار، والمناوشات الجانبية وما تخللها من السباب والشتم والتهديد والوعيد والهجاء على طريقة "جرير والفرزدق "، وحتما سينتهي الصراع بالذهاب إلى العمرة والتوبة بعد حل المجلس، كما قال أبونواس:

أدعـوك ربِّ كما أمرتَ تضرعاً

فإذا رددتَ يدي فمن ذا يرحمُ

مالي إليك وسيلةٌ إلا الرجا

وجميل عفوِك ثم إني مسلمُ

ومن المؤكد أن الخطة التي سيلعب بها النواب ستكون على طريقة "سيب وأنا سيب "وقد تتحول إلى "اللي يفوت يموت " إن تطورت الأحداث تحت قبة عبدالله السالم، ومن الواضح للعيان أن اللعب بدأ من خلال مطالبة 15 نائباً بإطلاق يد وزير الصحة وعدم تحجيمه لتنظيف الوزارة ومحاسبة المتسببين في الفساد، بمن فيهم وكيل الصحة... كلام جميل، ولكن من حقنا أن نتساءل كمواطنين: ما المغزى من الذهاب لاستجواب رئيس الوزراء الذي أعلنه أحد النواب، مع أن وزير الصحة هو المسؤول المباشر عن وزارته، ثم إذا كان الوكيل وبعض قياديي الصحة متورطين في الفساد فلماذا لا يحالون إلى النيابة "، ولأننا بساحة الوغى فلابد أن يرد طرف على الآخر مثلما يفعل شعراء "القلطة" المحاورة، فقد اصطف نواب تضامناً للدفاع عن وكيل وزارة الصحة وهم يكيلون له المديح والقصيد، وطالب نواب بالتقدم بطلب تشكيل لجنة تحقيق في تجاوزات المكتب الصحي في ألمانيا بالسنوات الخمس الأخيرة... "برضو كلام جميل".

الواضح والصريح أن النواب "مش جايبينها البر"، ولن يتوقف الموضوع عند هذا الحد، بل منهم من يتطاير الشرر من عينيه، "ليس حباً في عليٍّ ولكن كرهاً في معاوية"، ومنهم من نسف وعوده التي أطلقها لناخبيه إبان حملته الانتخابية.

أما وضعنا كمواطنين "غلابة" فيشبه طلبة المرحلة المتوسطة عندما تحدث "هوشة"، وإن صح التعبير، معركة طلابية في نهاية كل يوم دراسي، وما إن نسمع منادياً ينادي "يالربع هوشة" إلا وذهبنا بحسن نية نفرق ونحجز بين المتضاربين، وطبعاً لا يخرج أحدنا من المعركة خاوي الوفاض، فلابد أن يصيبنا "بُكْس مع طراق مع شوية فنقر وشلوتي" لزوم التحلية، ولأننا شعب يعشق أكل "المچابيس والمفاطيح" فلابد بعد كل أكل دسم نحلي بكنافة.

أيها السادة النواب: مازلنا نعول على بعضكم لتعديل الوضع المائل للدولة، ومحاربة الفساد والقضاء على المفسدين، وسن تشريعات للنهوض بالحالة الاقتصادية مع إيجاد موارد دخل أخرى غير النفط، وخلق فرص عمل للخريجين! كيف يتم ذلك؟ نحن لا نملك الإجابة بل أنتم أيها النواب الأعزاء من يصنع الإجابة على أرض الواقع وإنا لمنتظرون.

ثم أما بعد؛

صراعاتكم ليس لها طائل ولا تعنينا ولا تغنينا ومن يريد الإصلاح يعرف كيف يسلك طريقه، أما نحن فلسنا مع أو ضد، فالغالبية من الشعب بدأت تضجر وتشعر بالملل وإن استمر هذا الحال فسيصيبها الإحباط من أداء المجلس، و"ما هكذا تورد الإبل".

back to top