القوات العراقية تسيطر على مطار الموصل ومعسكر الغزلاني

الجيش الأميركي يتعرض لهجوم ويرد بإطلاق النار... وفصائل مقربة من إيران تعترض

نشر في 24-02-2017
آخر تحديث 24-02-2017 | 00:05
كما كان معلوماً لدى المراقبين، تمكنت القوات العراقية من السيطرة على مطار الموصل وقاعدة الغزلاني العسكرية، جنوب غرب الموصل، من دون أن تلقى مقاومة تذكر، إذ بادر «داعش» إلى سحب قواته الرئيسية من المنطقة، منذ إعلان بدء معارك تحرير الساحل الأيمن من الموصل.
تمكنت القوات العراقية المكونة من قوات الشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع، أمس، من اقتحام مطار الموصل، بدعم جوي، وتحريره بالكامل، الأمر الذي يعد خطوة مهمة لاستعادة السيطرة على الجانب الغربي من المدينة التي سيطر عليها الإرهابيون من تنظيم «داعش» في يونيو عام 2014.

في غضون ذلك، حررت قوات جهاز مكافحة الإرهاب، أمس، معسكر الغزلاني جنوب غربي الموصل، من قبضة تنظيم «داعش». وذكر ضباط أن المتشددين نشروا طائرات بدون طيار تحمل قنابل لمهاجمة قوات جهاز مكافحة الإرهاب التي تتقدم من الجانب الجنوبي الغربي للمدينة.

وقال النقيب بالشرطة الاتحادية أمير عبدالكريم الذي تقاتل وحداته قرب معسكر الغزلاني: «نحن نهاجم داعش من عدة محاور لتشتيتهم ومنعهم من إعادة تجميع صفوفهم، إنها أفضل طريقة للقضاء عليهم بسرعة».

وكانت القوات العراقية تسعى للسيطرة على المطار واستخدامه كنقطة انطلاق للهجوم على الشطر الغربي من ثاني أكبر مدن العراق.

وتضم الحملة 100 ألف جندي من القوات العراقية ومقاتلين أكراد وشيعة. وحققت القوات مكاسب سريعة منذ بداية العام الجاري، وهو ما عزاه مسؤولون عسكريون إلى الاستعانة بتكتيكات جديدة وتحسين أساليب التنسيق.

وقال متحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب، إن جنود الجهاز شقوا طريقهم داخل قاعدة الغزلاني القريبة والتي تضم ثكنات ومساحات للتدريب قرب طريق بغداد الموصل السريع.

وذكر مسؤول عراقي كبير أن المطار والقاعدة اللذين سيطر عليهما مقاتلو التنظيم عندما اجتاحوا الموصل في يونيو 2014 تعرضا لأضرار شديدة نتيجة الضربات الجوية بقيادة الولايات المتحدة بهدف استنزاف المتشددين قبل الهجوم.

ويتوقع القادة العراقيون أن تكون المعركة أصعب في الساحل الأيمن منها في الساحل الأيسر، لأسباب منها أن الدبابات والمركبات المدرعة لا تستطيع العبور في أزقة الأحياء الغربية القديمة.

ويقول سكان إن الإرهابيين أقاموا أيضا شبكة من الممرات والأنفاق تمكنهم من الاختباء والقتال بين المدنيين والاختفاء بعد تنفيذ عمليات كر وفر وتعقب تحركات القوات الحكومية.

إطلاق نار

إلى ذلك، أكد المتحدث باسم قوات التحالف الدولي التي تقاتل تنظيم «داعش» الكولونيل جون دوريان، أمس الأول، أن القوات الأميركية تعرضت لإطلاق نار وردت على ذلك في معركة استعادة مدينة الموصل، مع نشر قوات أميركية بالقرب من خط الجبهة.

وقال دوريان إنه لا يفترض بالقوات الأميركية أن تخوض معارك، لكنها اقتربت في الأسابيع الماضية كثيراً من خط الجبهة فتعرضت لهجمات.

وقال للصحافيين، خلال مؤتمر عبر الفيديو من بغداد، «تعرضوا لإطلاق النار في أوقات مختلفة، وردوا على مصادر النيران في أوقات مختلفة، داخل وحول الموصل».

ورفض توضيح إن كان أي من الجنود أصيب في الهجمات، لافتا إلى أن كل الجهود تبذل لإبقاء القوات الأميركية بعيدة عن المعارك.

وأضاف أنه «يتم توجيهها لكي تعمل على التموضع حيث من النادر وغير المحتمل أن يحدث ذلك، أحيانا تحدث الهجمات، صدقوني قواتنا قادرة تماما على الدفاع عن نفسها وسيفعلون ذلك بكثير من الحزم».

وكان قائد قوات التحالف اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند صرح الاثنين الماضي، في بغداد، بأن القوات الأميركية تقاتل في مواقع أقرب إلى خطوط الجبهة بإذن حصلت عليه لأول مرة في نهاية إدارة أوباما.

وقال: «صحيح أننا نعمل أقرب وأعمق بين التشكيلات العراقية، لقد عدلنا موقعنا خلال معركة شرق الموصل ونشرنا مستشارين أعمق قليلا ضمن التشكيلات».

العصائب

من جانبها، ردت حركة عصائب أهل الحق المنضوية في الحشد الشعبي، أمس الأول، وأكدت عدم ثبوت الأنباء المتداولة بشأن وجود قوات أميركية تقاتل على الأراضي العراقية حتى الآن.

وقال المتحدث باسم الحركة نعيم العبودي: «حتى اللحظة لم يثبت لدينا وجود قوات أميركية تقاتل في العراق، ولسنا بحاجة إلى قوات برية أجنبية خارج إطار الاستشارة»، مؤكداً أن «ذلك يعد مخالفاً للدستور».

وأضاف العبودي: «نتابع المعلومات المتداولة بشأن وجود تلك القوات في العراق»، مبينا أن «موقفنا هو موقف البرلمان والشعب العراقي الرافض لوجود أي قوات أجنبية، وفي حال تواجدها فإن الحكومة لا تستطيع القفز على الدستور».

وأشار إلى أن «القرار السياسي ضعيف ولا يرتقي إلى القرار العسكري»، مشدداً على ضرورة «أن يكون هناك قرار سياسي قوي».

في السياق، أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، أمس، دعم بلاده للعراق في حربه ضد الإرهاب لعودة الاستقرار فيه.

وقالت رئاسة الوزراء العراقية، في بيان، إن ذلك جاء خلال اتصال هاتفي بين تيلرسون ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.

وأضاف تيلرسون، بحسب البيان، إن «إدارة الحرب في العراق ناجحة والقوات العراقية تطورت كثيرا في الآونة الأخيرة»، مشيرا الى جهود الحكومة العراقية من أجل وحدة العراقيين والذي سيؤدي الى عملية استقرار طويلة الأمد في العراق.

وشدد على سعي واشنطن «لإعادة العراق الى وضعه الطبيعي»، مؤكدا استعداد بلاده لدعم العراق في عملية البناء والاستقرار.

من جانبه قال العبادي، وفق البيان، إن عملية تحرير الجانب الأيمن من الموصل تسير بوتيرة أسرع مما خطط له، على الرغم من صعوبة تلك العملية بسبب استراتيجيتها المتمثلة بالحفاظ على المدنيين.

وكان رئيس الوزراء العراقي أعلن في الـ19 من الشهر الحالي انطلاق عمليات تحرير الجانب الأيمن من مدينة الموصل مما يسمى بتنظيم «داعش»، بعد استعادة السيطرة على الجانب الأيسر من المدينة بشكل كامل.

معركة تلعفر

إلى ذلك، أعلن المتحدث الرسمي باسم هيئة الحشد الشعبي العراقي أحمد الاسدي، أمس، مقتل آمر اللواء العاشر الحشد القائد علي السعيدي «أبو طه الناصري» في قضاء تلعفر غربي مدينة الموصل.

وكان «الحشد» أعلن، أمس الأول، أنه حرر 3 قرى في تلعفر، وذلك بعد أن تعرض لهجمات من ناحية المدينة الحدودية مع سورية، والتي تسكنها غالبية تركمانية.

التحالف الوطني

على صعيد آخر، شددت الهيئة العامة للتحالف الوطني، أمس، بعد اجتماعها وسط مقاطعة التيار الصدري، على ضرورة وضع إستراتيجية أمنية لمرحلة ما بعد تنظيم «داعش» وتفعيل الجهد الاستخباري في عموم البلاد.

مقتل قيادي رفيع في «الحشد الشعبي» في معارك قرب تلعفر غرب الموصل
back to top