«جنيف 4» يبدأ بلا توقعات وسط ترقب لسياسة ترامب

مشاورات بين لافروف وتيلرسون... ومبعوث الرئيس الأميركي الجديد يجتمع بوفد المعارضة

نشر في 23-02-2017
آخر تحديث 23-02-2017 | 00:05
وسط تباعد كبير في المواقف، تنطلق اليوم الجولة الرابعة من مفاوضات جنيف التي اعتبرها وفد المعارضة معركة جديدة مع النظام، الذي أعلن حليفه الروسي ترقبه لموقف الإدارة الأميركية وتعاونها المحتمل لوضع حد للنزاع المستمر منذ مارس 2011.
عشية انطلاق جولة جديدة من مفاوضات تواجه معوقات عدة، وصل إلى جنيف أمس ممثلو النظام السوري برئاسة مبعوثه الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، وبعده وفد مؤلف من 22 عضواً من المعارضة السياسية وآخرين عن الفصائل المقاتلة بقيادة طبيب القلب نصر الحريري وكبير مفاوضيهم المحامي محمد صبرا.

كما ستشارك أيضاً "منصة موسكو" التي تضم معارضين مقربين من روسيا أبرزهم نائب رئيس الوزراء سابقاً قدري جميل، و"منصة القاهرة" التي تجمع عدداً من الشخصيات المستقلة بينهم المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي.

ومع تأكيد الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا مشاركة وفد برئاسة رئيس إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سيرغي فيرشنين في الجولة الرابعة من المباحثات، عقد المبعوث الأميركي إلى سورية مايكل راتني اجتماعاً مغلقاً مع وفد المعارضة تناول الخطوط العريضة لسياسة واشنطن في جنيف.

وقال مبعوث الامم المتحدة ستيفان ديمستورا انه لا يتوقع تحقيق خرق كبير، مشيدا بوقف اطلاق النار ومعتبرا انه صمد رغم الانتهاكات.

الانتقال السياسي

وستركز جولة المفاوضات الحالية على عملية الانتقال السياسي، التي لطالما شكلت نقطة خلافية في الجولات الماضية، مع إصرار المعارضة على تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات تضم ممثلين للحكومة والمعارضة، مشترطة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، في حين ترى الحكومة أن مستقبله ليس موضع نقاش وتقرره فقط صناديق الاقتراع.

وكما سابقاتها، تواجه الجولة الجديدة، التي ستتناول وضع دستور وإجراء انتخابات، معوقات عدة، ولكنها تأتي وسط تطورات ميدانية ودبلوماسية أهمها خسائر ميدانية منيت بها المعارضة وأبرزها في حلب، والتقارب الجديد بين تركيا الداعمة للمعارضة وروسيا، أبرز داعمي النظام، فضلا عن وصول الجمهوري دونالد ترامب إلى سدة الحكم في واشنطن.

معوقات عدة

وعدد رئيس الدائرة الإعلامية في ائتلاف المعارضة أحمد رمضان معوقات أبرزها فشل تثبيت وقف إطلاق النار المعمول به منذ ديسمبر، وعدم وضوح موقف واشنطن، مشيراً إلى "فشل روسيا ومحادثات أستانة في تطبيق إجراءات تمهيدية للتفاوض تشمل وقف الأعمال العدائية وإطلاق سراح المعتقلين ودخول المساعدات" الى المناطق المحاصرة.

وأكد عضو فريق الاستشاريين المرافق لوفد المعارضة يحيى العريضي "أولوية وقف إطلاق النار، لأنه لا يمكن انجاز أي شيء على المسار السياسي من دون إنجاز هذه القضية"، معتبراً أنه "في أستانا 1 و 2، لم يترجم الضامن الروسي أو التركي أيا من وعوده وهذا معيق أساسي".

وقال العريضي إن "النظام أخذ على عاتقه منذ البداية أن يحكم سورية أو يدمرها، ومبدأ الكل أو لا شيء يعرقل أي فرصة لحل سياسي"، مضيفاً أن "الآمال محدودة، ولا نعتبر أستانة أو جنيف إلا إحدى المعارك التي يخوضها السوري من أجل أن يعيد بلده إلى الحياة".

مقترحات أميركية

وفي موسكو، أعلن وزير الخارجية سيرغي لافروف أن روسيا تنتظر من الولايات المتحدة تقديم مقترحات عن تعاون محتمل في سورية، مبيناً أنه بحث هاتفياً مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون مبادرة واشنطن لإقامة مناطق آمنة ودعاه إلى الأخذ في الاعتبار المعطيات على الأرض والاتفاق مع النظام أولاً.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية أرمينيا إدوارد نالبانديان، أشار لافروف إلى أن "تمثيل المعارضة في جنيف كان من الممكن أن يكون أوسع لكنه مقبول، ولن يكون عقبة كبيرة في المفاوضات".

«قسد» بدير الزور

وللمرة الأولى، تمكنت قوات سورية الديمقراطية (قسد) بدعم جوي أميركي، من تحقيق اختراق رئيسي باتجاه ريف دير الزور الغني بالنفط والسيطرة على أكثر من عشر قرى، خلال سعيها إلى محاصرة مدينة الرقة معقل تنظيم "داعش" في إطار المرحلة الثالثة من حملة "غضب الفرات".

ووفق القائد الميداني في التحالف ذي الغالبية الكردية دجوار خبات، فإن "الهدف هو قطع الطريق على الرقة ومحاصرة التنظيم"، مؤكداً أن استخدامه الانتحاريين لم يمكنه من إبطاء الهجوم.

وفي أوائل القرى من ريف دير الزور، أنشأت "قسد" أمس الأول قاعدة لها على تلة في المكمنة، كما حفرت الخنادق حولها، بحسب قائد قوات مجلس دير الزور العسكري أبو خولة، الذي اعتبر "دخول دير الزور أكبر مفاجأة وسوف تكون هناك مفاجآت أخرى فيها".

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن هذا التقدم هو "التوغل الأكبر" حتى الآن في ريف دير الزور، مشيراً إلى مقتل 11 شخصاً في غارات جوية لم يتم تحديد هويتها على محطة وقود وموقف للسيارات في قرية يسيطر عليها "داعش".

معركة الباب

وفي حين رأى وزير الدفاع التركي فكري إشيق تغيراً طفيفاً في موقف الولايات المتحدة من عملية الرقة السورية ودور الأكراد فيها نتيجة لإصرار بلاده على الأمر، قدر أمس عدد مسلحي "داعش" الباقين في مدينة الباب "بأقل من مئة"، مؤكداً أن الجيش الحر بدعم القوات التركية سيطر على "أكثر من نصف" المدينة، التي باتت آخر معاقل التنظيم في محافظة حلب.

وعلى النقيض، أكد مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن القوات التركية وحلفاءها تمكنوا "من السيطرة على نحو 25 في المئة من مساحة المدينة وأن 700 مقاتل من التنظيم يتحصنون داخلها"، محصياً "مقتل 124 مدنياً في قصف مدفعي وغارات" خلال عمليات "درع الفرات" التركية.

أهداف روسية

وفي موسكو، اعتبر وزير الدفاع سيرغي شويغو، أمس، أن بلاده حققت عدداً من الاهداف الجيوسياسية في سورية تمثلت في "الحؤول دون تفكك الدولة وعدم السماح بالانقلاب على الحكومة الشرعية".

وخلال مداولات بمجلس النواب (الدوما) استعرض فيها تحديث القوات الروسية وإعادة تسليحها وتزويد بمنظومات "إسكندر إم"، أوضح شويغو أن "من هذه الأهداف أيضاً وقف الحرب الاهلية وتركيز الجهود على مكافحة الارهاب"، وكذلك إلحاق دمار كبير بالقدرات العسكرية للجماعات المسلحة وتعطيل سبل إمدادها بالموارد المالية.

أنقرة تقدر عدد مقاتلي «داعش» المتبقين في الباب بمئة
back to top