تفتيش المكالمات الصوتية بحثاً عن مؤشرات الأمراض

نشر في 23-02-2017
آخر تحديث 23-02-2017 | 00:00
No Image Caption
هل يعبّر صوتك عن وضعك الحقيقي؟ تُطوّر الشركة الأميركية المبتدئة «كاناري سبيتش» أنظمة حسابية مبنية على مفهوم التعلّم العميق للتأكد من ميل الناس إلى الإصابة باضطرابات عصبية مثل الباركنسون أو الزهايمر عبر الإصغاء إلى صوتهم بكل بساطة. استعملت الشركة بيانات مصدرها مثير للجدل: مكالمات هاتفية مع شركة للتأمين الصحي.
قدّمت شركة تأمين (لم تذكر شركة «كاناري سبيتش» اسمها لكنها تقول إنها «شركة أميركية ضخمة تعمل في مجال الرعاية الصحية والتأمين») مئات ملايين المكالمات الهاتفية جُمِعت على مر 15 سنة، وترافقت مع معلومات عن التاريخ الطبي لكل متّصل وخلفيته الديمغرافية.

من خلال استعمال البيانات، تقول «كاناري سبيتش» إن أنظمتها الحسابية ستحدّد المؤشرات الصوتية التي تُميّز بين شخص مصاب بمرض معيّن وبين شخص غير مصاب. يذكر مؤسس الشركة جيف أدامز إن شركته قد تصمّم النظام الحسابي لرصد مؤشرات صوتية عن داء الزهايمر خلال شهرين. كذلك تسعى الشركة إلى إيجاد مؤشرات صوتية على الاكتئاب والضغط النفسي وعسر القراءة.

يقول المدير التنفيذي هنري أوكونيل إن طريقة استعمال التكنولوجيا ستتوقف في النهاية على عملاء شركة «كاناري سبيتش». تدير شركة التأمين التي قدّمت بيانات الاتصالات عيادات صحية أميركية أيضاً، وارتبطت النقاشات الحاصلة حتى الآن باستعمال التكنولوجيا في العيادات للمساعدة في تشخيص تلك الاضطربات مثلاً.

حين سُئل أوكونيل عن احتمال استعمال التكنولوجيا لفحص المتّصلين أو التأثير في أقساط التأمين، قال إن ذلك الاستعمال «يمكن تنظيمه».

في السياق نفسه، لفتت كايتلين دونوفان من «المؤسسة الأميركية الوطنية للدفاع عن المرضى»: «نريد أن نحمي خصوصية المرضى في هذا المجال تحديداً. سأشعر بالقلق من استعمال التقنية لتعقب أو تشخيص إصابة قد لا يدرك المريض وجودها».

لا يسمح «قانون الرعاية الأميركي بأسعار معقولة» لشركات التأمين بحرمان المرضى من التغطية الصحية ويمنعها من زيادة التكاليف عند وجود إصابة سابقة، لكن يمكن أن يتغير هذا الوضع في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجديد. قبل أن يسري مفعول قانون الرعاية في الولايات المتحدة الأميركية، كانت شركات التأمين تحرم المصابين بالباركنسون والزهايمر من التغطية الصحية.

تقول ساندي شنايدر من «كلية سانت ماري» في «نوتردام»، إنديانا، إننا اكتشفنا أثر المؤشرات الصوتية في الاضطرابات العصبية منذ فترة طويلة. يؤدي الباركنسون مثلاً إلى تراخي الكلام أو ضعف الأصوات التسمعية غالباً. لكن بدأ الناس حديثاً يستكشفون قدرة تعليم الآلات على تسهيل التشخيصات الطبية.

تتعامل شركة «كاناري سبيتش» مع المشكلة استناداً إلى بيانات واسعة بدل الاتكال على معطيات طبية. يقول أدامز: «لدينا مجموعة واسعة من الملفات الصوتية لأشخاص مرضى وآخرين أصحاء ويجب أن نكتشف بكل بساطة الاختلافات على مستوى الصوت والموجات في تلك الملفات. لا تتطلب هذه العملية حساً طبياً بل تحتاج إلى قدرة على معالجة الإشارات وتعليم الآلات.

لكن لم يقتنع الجميع بهذه المقاربة. يقول ماكس ليتل من جامعة «أستون» في «برمنغهام»، بريطانيا: «أشكّ بالجهود التي تصدّق بكل سذاجة أننا نستطيع الاكتفاء بجمع بيانات إضافية».

مات رينولدز

المؤشرات الصوتية تُميّز بين المصاب بمرض معيّن وغيره
back to top