شولتز يلجأ إلى «الشعبوية» للتقدم على ميركل

أطلق جملة وعود للفقراء وانقلب على إصلاحات شرودر الليبرالية

نشر في 22-02-2017
آخر تحديث 22-02-2017 | 00:03
شولتز خلال تجمع انتخابي في بيليفيلد أمس الأول (أ ف ب)
شولتز خلال تجمع انتخابي في بيليفيلد أمس الأول (أ ف ب)
وضعت جملة وعود شعبوية أطلقها رئيس الحزب الاجتماعي الديمقراطي الألماني مارتن شولتز في مقدمة سباق المستشارية وبات الأوفر حظا بحسب عدد من استطلاعات الرأي للفوز على المستشارة انجيلا ميركل في انتخابات سبتمبر المقبل، على أساس برنامج أثار اتهامات بنزوعه إلى "شعبوية اجتماعية" تدغدغ مشاعر الفقراء.

وهاجم شولتز، وهو رئيس البرلمان الأوروبي السابق، أمس الأول، رمزا لحزبه منتقدا الإصلاحات الليبرالية المنحى لسوق العمل التي أجراها المستشار السابق غيرهارد شرودر بين 2003 و2005.

فكثيرا ما رفع الحزب راية هذه الإجراءات التي عرفت بتسمية "أجندة 2010"، وشملت خفض الدعم الاجتماعي ومضاعفة الضغط على العاطلين عن العمل ليجدوا وظائف، وأجازت لألمانيا تخفيض نسبة البطالة إلى مستوى مازال يعتبر حتى الآن بين الأدنى تاريخياً.

لكن الإصلاحات نفسها أسهمت في توسيع الفوارق الطبقية وإنشاء جيل من "الفقراء العاملين"، غالبا ما يشغل كل منهم أكثر من وظيفة تعاقدية مؤقتة أو بدوام جزئي ويعاني لتسديد الفواتير.

وتطرق شولتز في اجتماع مع ناشطين إلى "أجندة 2010"، راسما صورة كارثية لوضع موظفي البلاد، وقال "نحن أيضا أخطأنا". ثم أضاف "المهم عندما نعي أننا ارتكبنا أخطاء أن نصححها".

ووعد المرشح إلى المستشارية بتمديد مدة مساعدات البطالة وتعزيز التقاعد المضمون وإلغاء شبه تام للعقود المؤقتة لاستبدالها بعقود غير محددة الأجل. ويشكل كل هذا تناقضاً مباشراً مع إصلاحات شرودر في سنوات الألفين.

وعبر هذا التموضع، يقرب شولتز حركته ذات الخط الوسطي عامة والمشاركة في التحالف الحكومي برئاسة ميركل، من حزب العمال البريطاني برئاسة جيريمي كوربن أو المرشح الاشتراكي للرئاسة الفرنسية بونوا آمون الذي ابتعد عن إرث الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "الاجتماعي الليبرالي".

ولقي شولتز الذي وصف بـ"روبن هود الحزب الاجتماعي الديمقراطي"، ترحيب اليسار المتشدد الألماني (دي لينكه) الذي لم يعد يستبعد احتمال المشاركة في تحالف مع الاجتماعي الديمقراطي بعد انتخابات أواخر سبتمبر.

في المقابل، انهالت عليه انتقادات اليمين وأوساط أرباب العمل. واتهمه المسؤول في حزب ميركل، "المسيحي الديمقراطي"، ميكايل فوكس بالاستسلام لـ"اجتماعية شعبوية" عبر مقترحات تفتقر إلى الواقعية وميله إلى المبالغة في تصوير سوء وضع البلد.

واعتبر وزير المال فولفغانغ شويبله أن شولتز تبنى "الغوغائية" في خطاباته "الواعظة"، وقال إنه يعتمد بذلك "خطابات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحرفيتها".

back to top