السعودية ودول خليجية مستعدة لإرسال قوات إلى سورية

• واشنطن تجمد دعم الفصائل المعارضة «مؤقتاً»
• «جنيف 4» ينطلق بفرق عمل ومساعٍ لتفاوض مباشر

نشر في 22-02-2017
آخر تحديث 22-02-2017 | 00:05
مواطنة سورية تتقدم زفة لاجئ في مخيم الزعتري بمدينة المفرق الأردنية أمس	(رويترز)
مواطنة سورية تتقدم زفة لاجئ في مخيم الزعتري بمدينة المفرق الأردنية أمس (رويترز)
مع بدء وصول الوفود المشاركة في مؤتمر جنيف الرابع لحل الأزمة السورية، التي شارفت على دخول عامها السابع، كشف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن استعداد المملكة ودول خليجية لإرسال قوات إلى سورية لمكافحة تنظيم «داعش»، بالتعاون مع الولايات المتحدة.
على وقع اكتمال التحضيرات النهائية لجولة مفاوضات رابعة في جنيف برعاية الأمم المتحدة، أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أمس، استعداد بلاده ودول أخرى بالخليج وفي التحالف الإسلامي ضد الإرهاب إرسال قوات خاصة إلى سورية لمكافحة تنظيم «داعش» بالتعاون مع الولايات المتحدة.

وفي تصريحات لصحيفة «زود دويتشه تسايتونغ» الألمانية، أوضح الجبير أن السعودية ستبحث مع الإدارة الأميركية الخطة، التي أمر الرئيس دونالد ترامب وزير دفاعه جيمس ماتيس بوضعهــــــا وعرضهــــــــا في غضـــــون 30 يوما، وقال: «سوف ننسق معها ما هو ضروري لتنفيذها».

وبين الجبير أن «الفكرة الأساسية هي تحرير مناطق من تنظيم داعش، ولكن أيضا ضمان ألا تقع هذه المناطق في قبضة حزب الله أو إيران أو النظام»، ملمحا إلى أنه يمكن تسليمها إلى المعارضة المعتدلة.

وأصر الجبير على ضرورة رحيل الأسد، الذي حمله مسؤولية مقتل 600 ألف سوري وتشريد 12 مليونا آخرين، مؤكدا سعي السعودية للعمل مع سورية جديدة من دونه.

الدعم الأميركي

في المقابل، أفاد مسؤولون في المعارضة المسلحة بتجميد مساعدات عسكرية كانت تنسقها وكالة المخابرات المركزية الأميركية لمقاتلي المعارضة في شمال غرب سورية، وذلك بعد تعرضهم لهجوم كبير من متشددين الشهر الماضي.

وقال المسؤولون لوكالة «رويترز» إنه لا يوجد تفسير رسمي للخطوة التي اتخذت هذا الشهر، لكن عددا من المسؤولين يعتقدون أن الهدف الرئيس منها هو الحيلولة دون سقوط السلاح والمال في أيدي المتشددين، متوقعين أن يكون تجميد المساعدات مؤقتا.

وطمأن مسؤولون أميركيون على اطلاع بالبرنامج بأن تجميد الدعم خطوة مؤقتة، في انتظار إعادة ترتيبه، ويرجع إلى هجوم المتشددين وليس تغير الإدارة الأميركية.

إلى ذلك، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن قرار روسيا استخدام سلاح الجو ضد الإرهابيين في سورية سمح بتحقيق هدف جيوسياسي تمثل في إيقاف سلسلة الثورات في الشرق الأوسط وإفريقيا، مؤكدا أن المسلحين في سورية والعراق واليمن وليبيا حصلوا على 2.5 ألف صاروخ محمول مضاد للجو.

وفي محاضرة بمعهد العلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية، أكد شويغو أن الغرب يعتبر «الثورات الملونة» وسيلة لنشر الديمقراطية، عبر إسقاط «أنظمة غير ديمقراطية» دون استخدام العنف، لكن تحليل الأحداث في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أظهر أن القوة العسكرية جزء لا يتجزأ منها، وعاملها كان حاضرا خلال مراحل التصعيد كافة.

وأوضح أن تحالف الدول الساعية لإسقاط نظام لا يروق لها في دولة معينة، يبدأ بالضغط عليه بصورة علنية، بغية منعه من استخدام أجهزته لاستعادة القانون والنظام، وبعد إطلاق المعارضة عمليات عسكرية ضد الحكومة، يبدأ التحالف بتقديم الدعم العسكري والاقتصادي للمتمردين.

مفاوضات جنيف

وفي جنيف، تستأنف المفاوضات بين الحكومة والمعارضة غدا في جنيف، وسط آمال ضعيفة في أن تنجح بوقف النزف المستمر منذ 6 سنوات، وفي ظل استمرار العنف على الأرض ووجود هوة شاسعة بين الطرفين وغموض في الموقف الأميركي.

وتنطلق الجولة الرابعة، وهي الأولى بعد فشل المحادثات الأخيرة بين يناير وأبريل 2016 في المدينة السويسرية برعاية الأمم المتحدة، وسط تصعيد للعنف كسابقاتها، حيث يقصف النظام منذ أيام مواقع المعارضة قرب دمشق وفي حمص.

غير أن المفاوضات تستأنف وسط ظروف ميدانية مختلفة، مع استعادة النظام مدينة حلب بكاملها، بعدما ظل الشطر الشرقي منها لسنوات معقلا بارزا لفصائل المعارضة.

تفاوض وعمل

ووفق مصادر دبلوماسية، فإن مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا هذه المرة إلى جلوس الطرفين إلى طاولة واحدة، على عكس الجولات السابقة غير المباشرة.

ويرأس وفد النظام السفير الدائم في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، الذي سيكون أيضا المفاوض الأساسي عن فريقه، ويرأس وفد المعارضة نصر الحريري، بينما سيكون محمد صبرا كبير المفاوضين.

ويفترض تشكيل مجموعات عمل لبحث المواضيع الثلاثة الواردة في خريطة طريق للحل تضمنها قرار الأمم المتحدة 2254 الصادر في آخر 2015.

ووسط كم من المواضيع، التي تحتاج إلى بحث في العمق، ترتدي مسألة «الانتقال السياسي» معنى مختلفا تماما لدى كل من الطرفين.

وذكر ديميستورا أن خريطة الطريق تنص على «حكومة ذات مصداقية تضم جميع الأطراف، ودستور جديد يضعه السوريون لا أطراف خارجية، وإجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة، يشارك فيها اللاجئون السوريون».

قوى إقليمية

ووسط هذه الهوة الشاسعة بين الطرفين، تتحول الأنظار إلى القوى الإقليمية والدولية، صاحبة النفوذ الكبير في مسألة إنهاء النزاع. لكن المجهول الأكبر يبقى موقف الولايات المتحدة من الشق السياسي في الملف السوري.

وفي وقت سابق، أعرب نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف عن أسفه لعدم تنفيذ ديميستورا بنود قرار مجلس الأمن وتأمين مشاركة كل أطياف المعارضة في مفاوضات جنيف، مبينا أنه حرم قائمة موسكو من المشاركة لم يدع ممثلين عن الأكراد، وهو أمر تصر موسكو عليه منذ سنوات طويلة.

«داعش» يتمدد

وفي تطور ميداني، شنت فصائل مرتبطة بتنظيم «داعش» هجوما مفاجئا على مقاتلين من المعارضة المعتدلة قرب مرتفعات الجولان بالقرب من نقطة التقاء الحدود الأردنية - الإسرائيلية وسيطرت على عدة قرى وبلدة كبيرة بمساعدة خلايا نائمة.

ووفق العقيد المنشق إسماعيل أيوب، فإن أعضاء في «جيش خالد بن الوليد»، الذي أسس العام الماضي بعد اندماج فصيلين جهاديين رئيسيين بايعا «داعش»، تمكنوا أمس الأول من توسيع المنطقة الواقعة تحت سيطرتهم في منطقة تشكل حاجزا طبيعيا بين سورية وإسرائيل، إذ يتدفق فيها نهر اليرموك، وذلك بعد أن سيطروا على بلدات تسيل وسحم الجولان وعدوان وتل الجموع.

وأكد القيادي في جبهة «ثوار سورية» أبويحيى إخراج المتشددين لاحقا من قريتين على الأقل هما جلين والهيت، بعد هجوم مضاد شنته فصائل الجبهة الجنوبية، وهي تحالف يضم فصائل الجيش السوري الحر وينسق العمليات من مركز قيادة مشترك في الأردن.

وصرح مصدر أمني أردني بأن حالة التأهب القصوى أعلنت بين وحدات الجيش المرابطة على الحدود، وقال سكان بالمنطقة إنهم سمعوا بوضوح أصوات قذائف المورتر.

«جند الأقصى»

وغير بعيد، بدأ عناصر تنظيم «جند الأقصى»، الانسحاب من مدينة إدلب، قاصدين مناطق سيطرة «داعش»، في أعقاب مبايعته له، وسجلت الساعات الأخيرة إجلاء مرتزقة التنظيم المذكور مع عوائلهم، وفق مصادر أفادت بأن مناطق عدة في مدينة درعا تحولت إلى ساحات للقتال بين التنظيم ومجموعات إسلامية أخرى في الريف الغربي.

«داعش» يصل إلى أقرب نقطة من إسرائيل و«جند الأقصى» يقصد مناطقه
back to top