معركة الموصل تقترب من المطار... وواشنطن قد تزيد وجودها

«فصائل إيران» تنتقد زيارة وزير الدفاع الأميركي وتستعيد الحديث عن مطاردة «داعش» بسورية

نشر في 21-02-2017
آخر تحديث 21-02-2017 | 00:04
جنود عراقيون يعالجون أحد زملائهم خلال معارك الموصل أمس   (أ ف ب)
جنود عراقيون يعالجون أحد زملائهم خلال معارك الموصل أمس (أ ف ب)
في اليوم الثاني من انطلاق العمليات العسكرية لاستعادة الجانب الغربي من مدينة الموصل، زار وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، المعروف بعدائه لإيران بغداد، أمس، متحدثاً عن إمكانية زيادة عدد القوات الأميركية في العراق، الأمر الذي أثار غضب فصائل شيعية محسوبة على طهران.
اشتبكت القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة مع مسلحي تنظيم "داعش"، أمس، لإخلاء الطريق المؤدية إلى مطار الموصل في اليوم الثاني من هجوم بري على المعقل المتبقي للإرهابيين في الشطر الغربي من المدينة.

وتقود قوات من الشرطة الاتحادية ووحدات قوات خاصة تابعة لوزارة الداخلية تعرف باسم قوات "التدخل السريع" الهجوم صوب المطار الواقع على الحد الجنوبي للموصل، ويحاولون طرد المتشددين من تل قريب يعرف باسم البوسيف.

وتخطط القوات العراقية لتحويل المطار إلى قاعدة دعم قريبة للهجوم على الشطر الغربي من الموصل ذاته.

ومتشددو "داعش" محاصرون في غرب الموصل مع ما يقدر بنحو 650 ألف مدني بعد أن طوقت قوات مدعومة من الولايات المتحدة المدينة من الشرق في المرحلة الأولى من الهجوم التي اختتمت الشهر الماضي بعد 100 يوم من القتال.

وقال الرائد مرتضى عابد من وحدة التدخل السريع جنوبي الموصل: ‭‭"‬‬يضربون ويشتبكون مع قواتنا ثم ينسحبون نحو الموصل، بإذن الله سنحرر البوسيف بالكامل".

وتقصف طائرات هليكوبتر تل البوسيف لتطهيره من القناصة فيما يمكن سماع دوي طلقات من مدافع رشاشة وآر.بي.جي، كما تمكنت القوات التي تتقدم في المنطقة من إبطال مفعول سيارة ملغومة استخدمها المتشددون لعرقلة القوات المهاجمة.

وحتى الآن تتقدم القوات العراقية في مناطق كثافتها السكانية خفيفة لكن القتال سيصبح أكثر صعوبة عندما تقترب القوات من المدينة نفسها بما يشكل خطرا أكبر على المدنيين.

وقال سكان إن المتشددين أقاموا أيضا شبكة من الممرات والأنفاق تمكنهم من الاختباء والقتال بين المدنيين والاختفاء بعد تنفيذ عمليات خاطفة وتعقب تحركات القوات الحكومية.

ووفقا لتقديرات عراقية يعتقد أن "داعش" كان لديها نحو ستة آلاف مقاتل في الموصل عندما بدأ الهجوم في منتصف أكتوبر الماضي، ومن بينهم أكثر من ألف قتلوا حتى الآن.

زيارة ماتيس

في السياق، رفض وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الذي وصل إلى بغداد أمس، تقديم تفاصيل عن خطط المعارك الأميركية عندما تحدث للصحافيين.

وقال ماتيس إن الجيش الأميركي ليس في العراق "للاستيلاء على نفط أحد" لينأى بذلك بنفسه عن تصريحات الرئيس دونالد ترامب. ويأمل ماتيس الذي يقوم بأول زيارة له للعراق كوزير للدفاع أن يحصل على تقييم مباشر لجهود الحرب.

وماتيس جنرال متقاعد من قوات مشاة البحرية، وقاد القوات الأميركية بالعراق من قبل، وسعى إلى استثناء العراقيين الذين عملوا مع الجيش الأميركي بما في ذلك المترجمون من حظر السفر الذي أعلنه ترامب.

وأشار ماتيس إلى أنه لم يطلع على أمر تنفيذي جديد تبحثه الإدارة، مضيفا: "لكنني الآن متأكد من أننا سنتخذ خطوات للسماح لمن قاتلوا إلى جوارنا على سبيل المثال بدخول الولايات المتحدة".

وقال ماتيس إنه يهدف إلى الحصول على تقييم حديث لمجريات الحرب أثناء زيارته للعراق. وقد تؤدي مراجعة استراتيجيته إلى نشر قوات أميركية إضافية بخلاف الجنود الأميركيين الموجودين في العراق وسورية الآن وعددهم أقل من ستة آلاف.

ووصف وزير الدفاع الأميركي، مستوى العمليات ضد تنظيم "داعش" في العراق بـ"الجيد"، مضيفا ان القوات الاميركية توجد على الخطوط الامامية للقتال وأن واشنطن قد تزيد عدد مقاتلتها الجوية المشاركة في العمليات.

وقال ماتيس، في مؤتمر صحافي عقده في بغداد، إن "الحرب ستكون طويلة ضد داعش"، متابعاً: "سنبقى لفترة في العراق لنقف مع الجيش العراقي بعد داعش".

إلى ذلك، اعتبرت كتلة "صادقون" النيابية التابعة لحركة "عصائب أهل الحق" الشيعية المشتددة المسلحة، أمس، زيارة وزير الدفاع الأميركي الى العراق "غير مرحب بها".

وقال رئيس الكتلة حسن سالم، إن "الولايات المتحدة كانت تسعى بكل قوة لإطالة أمد وجود تنظيم داعش الإرهابي في العراق من خلال إلقاء الأسلحة لهم وتهريب قياداتهم وتسهيل تنقلاتهم بين المناطق"، مبيناً أن "انطلاق معركة تحرير الساحل الأيمن من الموصل لم تكن مرضية ل‍واشنطن، بالتالي فهي تسعى لاستبدال داعش في العراق بقواعد لها لضمان مصالحها".

وأضاف سالم: "سنتعامل مع الوجود الأميركي وقواعدهم في العراق كقوة احتلال شأنها في ذلك شأن تنظيم داعش"، داعيا الحكومة العراقية الى "عدم الرضوخ لإملاءات ماتيس والعمل على دعم القوات الأمنية والحشد الشعبي القادرين دون عون واشنطن على تحرير كل شبر من العراق".

وأكد أن "هناك رغبة لدينا لمطاردة زمر تنظيم داعش الإرهابي داخل الأراضي السورية".

من جهته، أكد المتحدث العسكري باسم كتائب "حزب الله العراق" جعفر الحسيني، أمس، أن هناك قراراً بالتمدد نحو الحدود مع سورية لقتال تنظيم "داعش"، مبينا أن منطقة غرب تلعفر مطوقة بالكامل.

في السياق، قالت حركة "النجباء" الشيعية المتشددة المنضوية في الحشد الشعبي، أمس: "نرى أنه إن بقيت مناطق آمنة لداعش وقلعة لعناصره تسمى الرقة ومحمية دولية، فلن يكون العراق بمأمن، بالتالي نرى أن هناك ضرورة للقضاء على زمر التنظيم الإرهابي في كل شبر من العراق وسورية لضمان عدم عودته من جديد بأي شكل من الأشكال".

الجيش الأميركي ليس في العراق «للاستيلاء على نفط أحد ماتيس
back to top