بولندا تختنق!

نشر في 21-02-2017
آخر تحديث 21-02-2017 | 00:05
 المدن البولندية
المدن البولندية
تغرق المدن البولندية هذا الشتاء في سحابة سميكة من الضباب الدخاني الرمادي، في ظاهرة اعتيادية تمثل أوضح تجليات الاعتماد الكبير لبولندا على الفحم، وترغم الناس على ملازمة منازلهم أو التزود بأقنعة واقية من التلوث.

وتبدو الأستاذة الجامعية آنا دوبوشينسكا المتخصصة في أمراض الرئة منذ اكثر من عقدين، قاطعة في حكمها إذ تقول بعد معاينتها مريضا مصابا بالربو: "خلال فترات الضباب الدخاني الرمادي، يُسجَّل ازدياد واضح في عدد الأشخاص الذين يعانون مشكلات أو يموتون من جراء الأمراض التنفسية أو القلبية".

وتشهد وارسو حاليا معدلات قصوى جديدة لتلوث الهواء.

وتوضح هذه الطبيبة أن "الأطفال والنساء الحوامل والأشخاص المسنين هم الأكثر عرضة للضباب الدخاني الذي يلحق الأذى بالمجاري التنفسية بطريقة مشابهة للسجائر"، مضيفة "الطفل الذي يلعب في الخارج يعاني أثرا مشابها لما يخلفه تدخين السجائر".

وأبلغ أحد مستشفيات وارسو عن ازدياد بنسبة 50 في المئة في عدد المرضى خلال فترة صقيع من دون رياح في يناير الماضي.

ونفدت أقنعة التنفس الواقية من التلوث من الأسواق بسبب الطلب الكبير، في حين وزعت السلطات كميات من هذه الأقنعة مجانا على الشرطيين العاملين على الطرقات العامة.

وأظهرت دراسة للوكالة الأوروبية للبيئة نشرت في عام 2016 أن التلوث في الغلاف الجوي الناجم بجزء كبير منه عن التدفئة بالفحم، أسفر عن نحو خمسين ألف حالة وفاة مبكرة خلال عام في بولندا التي تعد 38 مليون نسمة.

ويحرق نحو 70 في المئة من الأسر البولندية فحماً ذا نوعية رديئة أو نفايات في مواقدهم القديمة، في حين يأتي جزء كبير من الكهرباء في البلاد من محطات فحم عائدة الى الحقبة الشيوعية. ولذلك تحتل بولندا مرتبة متقدمة على قائمة أكثر بلدان الاتحاد الأوروبي تلوثا.

back to top