العراق يبدأ هجوماً مصيرياً على آخر معقل لـ «داعش»

750 ألف نسمة يعيشون في «الساحل الأيمن» و«التحالف» يتوقع «أصعب معركة في العالم»

نشر في 20-02-2017
آخر تحديث 20-02-2017 | 00:03
الدخان يتصاعد بعد إطلاق صاروخ باتجاه مقاتلي داعش في الموصل أمس 	(رويترز)
الدخان يتصاعد بعد إطلاق صاروخ باتجاه مقاتلي داعش في الموصل أمس (رويترز)
بدأ العراق أمس هجوماً مصيرياً على الساحل الأيمن من مدينة الموصل في معركة وصفها التحالف الدولي بقيادة واشنطن بأنها أصعب معركة في العالم لأي جيش، وإذا تمكن العراق من دحر «داعش» في الموصل فسيفقد التنظيم الإرهابي السيطرة على أي مدينة بالبلاد، وقد يعود إلى العمل السري.
بعد أن توقفت العمليات في الموصل نحو شهر واحد إثر تمكن الجيش العراقي من استعادة شرق المدينة أي الساحل الأيسر لنهر دجلة الذي يقسمها إلى قسمين، انطلق أمس هجوم حاسم ومصيري على الساحل الأيمن.

وفي حال تمكن الجيش العراقي مدعوما بالشرطة الاتحادية وقوات البيشمركة الكردية وقوات «الحشد الشعبي» الشيعية من السيطرة على المدينة فستصبح البلاد محررة بالكامل من سيطرة «داعش»، أي لن يعود للتنظيم أي سيطرة على مدينة كاملة في البلاد، وقد يلجأ إلى الجبال والصحارى أو يعود الى أسلوب العمل السري.

وبعد إلقاء مناشير مساء أمس الأول دعت سكان الساحل الأيمن الى البقاء في منازلهم مبشرة ببدء عملية تحريرهم، أعلن رئيس الحكومة حيدر العبادي في وقت مبكر من صباح أمس «انطلاق صفحة جديدة من عمليات (قادمون يا نينوى)، لتحرير الجانب الأيمن من الموصل ثاني مدن العراق»، مضيفا: «تنطلق قواتنا لتحرير المواطنين من إرهاب داعش، لأن مهمتنا تحرير الإنسان قبل الأرض».

من جهته، أعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت أمس، ان «قطعات الشرطة الاتحادية والرد السريع مدعومة بكتائب المدفعية والصواريخ الميدانية بدأت عملياتها العسكرية في الجانب الأيمن للموصل».

وأوضح جودت، أن قواته «تتقدم باتجاه أهدافها المرسومة في تلال أبوسيف ومطار الموصل والمناطق المحاذية لنهر دجلة تحت غطاء جوي من طيران الجيش العراقي ومدفعية ميدان الاتحادية»، مضيفا، أن «طائراتنا المسيرة ترصد جميع دفاعات العدو ومفارز التعويق، ومضاداتنا جاهزة لتدمير مفخخاته وطائراته المسيرة». وتخوض هذه القوات المواجهات بدعم من الجيش، وقوات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية.

ولا تشارك قوات مكافحة الإرهاب، أبرز القوات العراقية التي تشارك في معركة الموصل، في الهجوم. ويتوقع أن تقوم بعملية اختراق للجانب الغربي خلال الأيام المقبلة.

أما قوات الحشد الشعبي، فتنتشر في مواقع على الجبهة الجنوبية الغربية من الموصل، وتفرض حصارا على معاقل الإرهابيين في بلدة تلعفر غرب الموصل، وتمكنت من قطع خطوط إمداد الإرهابيين بين الموصل وسورية.

والهدف الرئيس للقوات العراقية خلال عملية غرب الموصل سيكون باتجاه المطار والقاعدة العسكرية القريبة منه. وتسعى القوات العراقية إلى اختراق الجانب الغربي من الموصل حيث الكثافة السكانية العالية، من جهات عدة، تشمل استخدام جسور عائمة لعبور نهر دجلة من الجانب الشرقي.

صعوبة المكان

ومن المتوقع أن تكون استعادة الشطر الغربي من المدينة أصعب من شطرها الشرقي رغم أن مساحته أصغر، وذلك لأن الكثاقة السكانية فيه أكبر ولوجود طرق ضيقة في بعض أحيائه وأزقته.

وما زال حوالى 750 ألف شخص يعيشون، بحسب الأمم المتحدة في الجانب الغربي من الموصل، حيث تقع البلدة القديمة المؤلفة من مجموعة من الشوارع الضيقة المليئة بالمتاجر والمساجد والكنائس مما يصعب دخول العربات العسكرية الكبيرة فيها.

وتضم المنطقة أيضا مسجد النوري الذي أعلن فيه أبوبكر البغدادي زعيم التنظيم قيام «الخلافة» في يونيو 2014 بعد سيطرة قواته على المدينة.

وتنتشر قوات تابعة لوزارة الداخلية والشرطة الاتحادية منذ نوفمبر الماضي في مواقع على الأطراف الجنوبية من مطار الموصل، التي تربط أحياء جنوبية للمدينة بالضفة الغربية من نهر دجلة.

وحذر الباحث في مجموعة صوفان غروب باتريك سكينر من أن معركة استعادة غرب الموصل «قد تكون أصعب، وتشهد معارك من منزل إلى منزل، تكون أكثر دموية وعلى نطاق أوسع».

اختلاط بالسكان

ويرى المحللون أن الإرهابيين قد يحظون في هذه المنطقة بدعم أكبر من السكان، وأغلبيتهم من السنة.

وقالت إيميلي آناغنوستوس من معهد الدراسات حول الحرب إن «داعش قد يبدي مقاومة أكبر في هذه المنطقة، وسيكون من الأصعب، ولو أنه في غاية الأهمية تنظيف الموصل تماما من الشبكات الإرهابية بعد استعادتها».

ولا يزال الإرهابيون ينفذون هجمات في المناطق التي استعادتها القوات العراقية، مما يعكس الصعوبة التي تواجهها القوات في رصد أي إرهابيين قد يكونون اختلطوا بالسكان المدنيين.

وأكد قائد التحالف الجنرال ستيفن تاونسند في بيان أن «التحالف بكامله يرحب ويدعو الله أن يحمي الجنود الشجعان والشرطيين وميليشيات العراق الذين يقاتلون اليوم من أجل تحرير بلادهم وجعل المنطقة والعالم أكثر أمنا»، مضيفا: «الموصل معركة صعبة لأي جيش كائنا من كان، والقوات العراقية على مستوى التحديات». وأكد تاونسند «لقد واجهت القوات العراقية العدو وضحت بدمائها من أجل الشعب العراقي وباقي العالم».

واتخذ الإرهابيون مواقع بمحاذاة نهر دجلة لمواجهة أي تقدم للقوات الأمنية لعبور النهر، وقاموا بثقب جدران منازل متجاورة للتنقل داخلها تجنبا لخطر استهدافهم جويا.

في السياق، أعلنت خلية الإعلام الحربي للقوات العراقية أمس، تحرير قريتي الكنطيرة والأبيض جنوب البوسيف في الساحل الأيمن لمدينة الموصل.

وقالت الخلية في بيان، إن «القوات رفعت العلم العراقي على مباني الحيين بعد تكبيدها العدو خسائر في الأرواح والمعدات».

في غضون ذلك، أعلن قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبدالأمير رشيد يارالله أمس، أن القوات العراقية سيطرت على خمس قرى تقع الى جنوب الموصل.

وقال يارالله: «قطعات الشرطة الاتحادية تحرر قرية عذبة على طريق الموصل- بغداد وتحرر قرية اللزاكة على الطريق القديم حمام العليل- الموصل»، مضيفا، أن القوات «تسيطر على محطة الكهرباء الرئيسية في لزاكة وترفع العلم العراقي فوق المباني عند الأطراف الجنوبية لثاني مدن العراق وآخر معاقل داعش هناك».

وأكد أن «قوات الشرطة الاتحادية، حررت قرى الكافور والجماسة وقرية البجواري».

إلى ذلك، قال مصدر أمني عراقي في الموصل أمس، ان 14 شخصا قتلوا بتفجيرين في الساحل الأيسر من الموصل، موضحا، أن انتحاريا فجر نفسه وسط المدنيين في دورة سيدتي الجميلة في حي الزهور شمالي الموصل، مما أسفر عن قتل أربعة جنود عراقيين وعنصرين اثنين من الحشد العشائري، فضلا عن إصابة خمسة مدنيين.

وأوضح أن انفجار عبوة ناسفة أخرى في سوق النبي يونس شرقي الموصل، أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين بينهم ثلاثة نساء.

back to top