ترامب يستعيد لغة «المرشح»... ومرسوم الهجرة «المنقح» يجهز

• ماكين: قمع حرية الصحافة بداية أي دكتاتور
• مجلس الشيوخ يدعو إلى عقوبات جديدة على إيران

نشر في 20-02-2017
آخر تحديث 20-02-2017 | 00:05
داعمو ترامب أثناء خطابه في فلوريدا أمس الأول (رويترز)
داعمو ترامب أثناء خطابه في فلوريدا أمس الأول (رويترز)
بعد أيام عصيبة في البيت الأبيض، إذ كان عليه التعامل مع متطلبات منصبه الجديد، عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى صفوف أنصاره متوجهاً إليهم بخطاب حماسي يستعيد لغة الحملات الانتخابية، في حين تستعد إدارته لإعلان إجراءات جديدة بشأن الهجرة.
بعد أن شهد البيت الأبيض في غضون شهر من تولي الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة مهامه سلسلة نكسات سياسية، مثل استقالة مستشار الأمن القومي مايكل فلين، فضلاً عن توترات حادة مع وسائل الإعلام وتزايد موجة التسريبات المسيئة لإدارته، أثار دونالد ترامب أمس الأول، حماسة مؤيديه خلال تجمع كبير في فلوريدا، في أجواء مشابهة لأيام حملته الانتخابية، حاملاً بشدة على وسائل الإعلام غير النزيهة.

وألقى الملياردير، الذي يتبنى برنامجاً شعبوياً وقومياً وحمائياً، خطاباً اتسم بنبرة هجومية وعدائية إلى حد كبير، مذكراً بأسلوب حملته، أمام الآلاف من الأشخاص، الذين تجمعوا في مطار ملبورن، في فلوريدا.

وقال خليفة باراك أوباما، وسط صيحات أنصاره وتصفيقهم، "إن البيت الأبيض يعمل على نحو سلس (...) صدقوني، لقد ورثت فوضى كبيرة". كما دعا إلى المنبر أحد مناصريه، خارقاً بذلك الإجراءات الأمنية المعتمدة.

وفي خطاب بدا محتواه ونبرته مشابهين للتجمعات الانتخابية، التي نظمها في إطار حملته عام 2016، هاجم الرئيس الأميركي مجدداً وسائل الإعلام "غير النزيهة"، التي اتهمها بنشر "أكاذيب" و"معلومات خاطئة".

وقال ترامب: "نحن شعب حر ومستقل، سنأخذ الخيارات الخاصة بنا. نحن هنا اليوم لنقول الحقيقة، كل الحقيقة ولا شيء سوى الحقيقة".

وكرر شعار حملته "استعادة عظمة أميركا"، واعداً بتأمين حدود الولايات المتحدة، خصوصاً من خلال بناء جدار مع المكسيك ومحاربة "الإرهاب الإسلامي المتطرف".

الخليج سيدفع

ودافع ترامب عن سياساته في مجال الهجرة، قائلاً: "سمحنا لآلاف الأشخاص بدخول بلادنا، ولم تكن هناك إمكانية للتأكد من هوياتهم، ولم تكن هناك أي وثائق أو أي شيء. ونحن سنضمن أمن بلادنا"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لا تريد دخول "ذوي معتقدات سيئة".

كما أعلن ترامب، عزمه إقامة مناطق آمنة للنازحين في سورية بدلاً من استقبال اللاجئين في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنه على دول الخليج أن تمول إقامة تلك المناطق.

وأضاف أن "دول الخليج ستمول تلك المناطق الآمنة. لا يوجد لديها سوى الأموال".

وأكد ترامب عزمه على مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أنه طلب من وزير الدفاع جيمس ماتيس إعداد "خطة لسحق "داعش" بشكل كامل". وأضاف أنه "أمر ببذل جهود حازمة للتصدي للإرهابيين الإسلاميين المتشددين ليبقوا بعيداً عن بلادنا".

وجدد ترامب كذلك انتقاداته لحلف الناتو، قائلاً، إن بعض الأعضاء في الحلف "لا يدفعون فواتيرهم".

مرسوم الهجرة

إلى ذلك، أعدت وزارة الأمن الداخلي الأميركي إرشادات جديدة لوكالات الهجرة تهدف إلى تسريع عمليات الترحيل من خلال رفض طلبات اللجوء مبكراً، في خطوة تهدف إلى تشديد إجراءات الفحص الأولي تحت إشراف محكمة متخصصة بقضايا الهجرة.

ووردت التوجيهات الجديدة في مسودة مذكرة بتاريخ 17 فبراير الجاري، لكنها لم ترسل بعد إلى المكاتب المختصة. وتلزم المذكرة مسؤولي الهجرة بعدم قبول طلبات اللجوء إلا إذا كان المتقدمون لديهم فرصة جيدة للحصول في نهاية المطاف على اللجوء، لكنها لم تحدد معايير بعينها لإثبات وجود مخاوف حقيقية من التعرض للاضطهاد في حالة إعادة طالب اللجوء إلى وطنه.

الـ«غرين كارد»b

من جهته، قال وزير الأمن الداخلي الأميركي جون كيلي، إن صيغة جديدة لحظر السفر ستصدرها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لن تمنع حاملي البطاقات الخضراء التي تمنحهم حق الإقامة من الدخول ولا المسافرين الذين استقلوا طائرات بالفعل.

وقال كيلي، في مؤتمر ميونيخ للأمن: "الرئيس يبحث إصدار نسخة أكثر إحكاماً واتساقاً من الأمر الأول، وسوف تتاح لي الفرصة للعمل على خطة تنفيذ بالأخص للتأكد من عدم وجود عالقين قادمين من الخارج إلى مطاراتنا".

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلاً عن مذكرة داخلية في وزارة الخارجية أن مسودة الأمر التنفيذي البديل تظهر أن الإدارة الأميركية تهدف إلى وضع قيود على المواطنين، من ذات الدول السبع التي شملها الأمر التنفيذي الأول.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول حكومي قوله، إن الموعد المتوقع لإصدار الأمر الجديد هو غداً، مشيرة إلى أن الإدارة الأميركية ستسعى إلى تطبيق الأمر الجديد بعد أسبوع أو اثنين من توقيعه وسيشمل المسافرين من إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسورية واليمن.

ماكين

من جهته، دافع السيناتور الجمهوري جون ماكين عن حرية الإعلام في مواجهة هجمات ترامب الأخيرة وحذر من أن قمع حرية الصحافة "هي الطريقة التي يبدأ بها أي دكتاتور عمله"، وأضاف :"أنا لا أقول إن الرئيس ترامب يحاول أن يكون دكتاتوراً. أنا فقط أقول إننا يتعين علينا التعلم من دروس التاريخ".

وكان ماكين عضو مجلس الشيوخ الجمهوري عن أريزونا، الذي ينتقد ترامب باستمرار يرد على تغريدة للرئيس على حسابه على "تويتر" وصف فيها الإعلام بأنه "عدو الشعب الأميركي".

عقوبات على إيران

من ناحيته، قال عضو في مجلس الشيوخ الأميركي، أمس الأول، إن أعضاء جمهوريين في المجلس يعتزمون تقديم تشريع لفرض عقوبات أخرى على إيران متهمين إياها بانتهاك قرارات مجلس الأمن الدولي بإجراء اختبارات على صواريخ باليستية والعمل على زعزعة استقرار الشرق الأوسط.

وقال السناتور لينزي غراهام، وهو عضو في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في مؤتمر ميونيخ الأمني، "أعتقد أن الوقت قد حان كي يواجه الكونغرس إيران مباشرة فيما يتعلق بما فعلته خارج البرنامج النووي".

حاملو الـ«غرين كارد» لن يطولهم مرسوم الهجرة الجديد
back to top