راشد الماجد... مجرّم شعرياً وذوقياً

نشر في 19-02-2017
آخر تحديث 19-02-2017 | 00:20
 محمد الوشيحي رأيي في غناء راشد الماجد (قلت غناء ولم أقل شخص راشد الماجد) كتبته سابقاً، بعد أن حفرت خندق الحرب، وأتممت استعداداتي لصد هجمات عشاقه ومريديه... قلت إن راشد الماجد أعز ذليل الشعر وأذل عزيزه، ولعن أسلاف أوزانه وصوره البلاغية، وقطّع يديه وأرجله من خلاف.

أرى أن راشد لا يمتلك واحداً في المئة من الذائقة الشعرية، وأراه واحداً ممن تسببوا في انحدار تذوق الناس للشعر، بمشاركة آخرين، منهم عبدالمجيد عبدالله. كتبت ذلك، فجاءني اتصال في ذلك الحين من مكتب عبدالمجيد في الكويت، ذكرته في حينه.

لكن، والشهادة لله، يُعتبر عبدالمجيد من مدرسة أبي تمام والمعري والذبياني، قياساً باختيارات راشد الماجد الشعرية المجرّمة ذوقياً. وهاكم نموذجاً لأغاني راشد: "بيني وبينك شيء أكثر من الأحلام / حقيقة حبي لك ما هو حكي وأوهام / تسهر مع أشواقي تحت الرموش تنام / زاد الوله فيني قلبي في حبك هام"! والقصيدة هذه من بحر المرطسة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وتفضلوا نموذجاً آخر أو طلقة أخرى في رأس ذائقتكم الشعرية: "علمني شلون أنساك وأنام / وأنا اللي صاحي أيام وأيام / شاغلني في بالي شوقك ولا يروح / صاحي أنا ونايم ما يروح ما يروح"، والقصيدة هنا، كما هو واضح، من بحر الزنوبة.

أعلم أنه ليس المطلوب من الفنان إتقان الشعر، لكنه ليس معفى من الاستعانة بمن يعرفونه، ويملكون ولو الحد الأدنى من الذائقة والمعرفة الشعرية، ليختاروا له كلمات تليق بالاستماع.

وقبل يومين، صرخ الكويتيون صرخة حرب بعدما رأوا أسعار تذاكر حفلة راشد الماجد في الأوبرا، وهي تذاكر لا يستطيع شراءها إلا "قبيض"، أو من رزقه الله بمشروع حكومي مليوني، سرق فلوسه ولم ينفذه. وكان يجب أن تكون حفلة راشد تحت رقابة البلدية، في القسم المجاور لقسم اللحوم الفاسدة.

ومشكلتي ليست مع كلمات أغاني راشد، أجلكم الله، بل مع المتزاحمين على شباك تذاكر حفلاته. قرفٌ ما بعده قرف يصيبني إذا رأيت من يمتهن الشعر، ويجد تشجيعاً من الناس. قرفٌ تمكن من مزاجي ولم يخرج، أو كما تغنى راشد "ما يروح ما يروح"... رحماك يا ربي.

back to top