لا تناقشي «الوزن» مع أولادك المراهقين!

نشر في 18-02-2017
آخر تحديث 18-02-2017 | 00:00
No Image Caption
أصدرت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال أخيراً توجيهاتها الجديدة بشأن مناقشة مسألة الوزن مع المراهقين. يمكننا تلخيص هذه النصائح في عبارة بسيطة واحدة: لا تناقشي هذه المسألة معهم.
ينصح تقرير «تفادي السمنة واضطرابات الأكل لدى المراهقين»، الذي نُشر في عدد سبتمبر من مجلة Pediatrics: «يجب أن يكون التركيز على نمط الحياة الصحي لا على الوزن».

يعاني اليوم نحو 34% ممن تتراوح أعمارهم بين 12 و19 سنة الوزن الزائد، وفق التقرير. إلا أن اضطرابات الطعام تشكّل أيضاً خطراً كبيراً، فتحتل المرتبة الثالثة بين الحالات المزمنة الأكثر شيوعاً بين المراهقين بعد السمنة والربو.

ولكن ما السبيل إلى معالجة اضطراب مماثل من دون التسبب بآخر؟ على الأهل والقيمين على الرعاية الصحية تطبيق النصائح التالية، وفق التقرير:

• من الضروري أن تشجعي ولدك المراهق على الامتناع عن اتباع حمية غذائية، تفويت الوجبات، وتناول حبوب التنحيف. بدلاً من ذلك، حضّيه وادعميه ليتبع نظاماً غذائياً صحياً ونمط حياة نشطاً جسدياً يمكنه الالتزام بهما بشكل متواصل.

• شجعيه ليكوّن صورة إيجابية عن جسمه. لا تدفعيه إلى الشعور بعدم الرضا عن جسمه أو التركيز على هذا الشعور كسبب لاتباع حمية غذائية.

• احرصي على أن تتناول العائلة الوجبات معاً باستمرار.

• شجعي العائلة على ألا تتحدث عن الوزن بل عن اتباع نظام غذائي صحي ونمط حياة نشط بغية التمتع بصحة جيدة.

• تحققي مما إذا كان المراهق، الذي يعاني الوزن الزائد أو السمنة، يواجه تاريخاً طويلاً من سوء المعاملة والتنمر.

• راقبي بدقة خسارة الوزن لدى المراهق الذي يحتاج إلى إنقاص وزنه بضعة كيلوغرامات لتتأكدي من أنه لا يعاني مضاعفات طبية جراء تعرضه لعملية تجويع جزئية.

بيّني لولدك أن حبك له غير مشروط

توضح جانسي ويكستورم، مديرة موقع «مركز رنفرو في شيكاغو»، الذي يتولى معالجة الاضطرابات الغذائية في منطقة نورثبروك بإيلينوي:

«من الضروري أن تتأكدي أولاً أن المراهق يفهم أنك تحبينه بغض النظر عن مظهره، شكل جسمه، ووزنه».

تضيف: «إن قلتِ لولدك إنه يعاني الوزن الزائد، فلا شك في أنه لن يخبرك أن رفاقه يهزأون به لأنه يخشى أن توافقينهم الرأي. لذلك عليك أولاً أن تثبتي لولدك أن حبك له غير مشروط، وأنك لن تتوقفي عن حبه مهما كان حجمه ومظهره».

نتيجة لذلك، تفادي التعليق باستمرار على وزنك أنت ووزن أصدقائك وسائر أفراد العائلة أيضاً.

تشير ويكستورم إلى السبب قائلةً: «عندما يسمع الولد أهله يتحدثون عن اكتساب الأصدقاء وأفراد العائلة الوزن، يتلقى رسالة واضحة مفادها أن الأكثر أهمية بشأن هؤلاء الأشخاص هو حجم جسمهم. لكننا نريد أن يدرك أولادنا أنهم مثيرون للاهتمام وعزيزون على قلبنا بغض النظر عن مظهرهم».

تضيف ويكستورم: «إن كان الأهل قلقين بشأن وزن أولادهم، فعليهم توجيه المحادثة بطريقة لا يكون لها أي علاقة بالميزان».

وتشدد: «لا تتحدثي عن الأرقام، بل ناقشي صراحةً فوائد التمارين الرياضية والغذاء المتنوع. تكلمي عما يساعد جسمك في القيام به وعن الطرائق التي يمكنك اتباعها لجعله يتمتع بصحة أفضل ويسهل عليك إنجاز المزيد.

اسألي ولدك: ألا تحب ممارسة رياضة التزلج على اللوح مع أصدقائك؟ وكيف يمكنك أن تساعد جسمك ليشعر بالراحة خلال هذه الرياضة؟».

بالإضافة إلى ذلك، قاومي رغبتك في فرض حمية غذائية على أسرتك، لأن الحمية تشكّل أحد عوامل الخطر المرتبطة بالسمنة واضطرابات الطعام على حد سواء، حسبما تؤكد الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال.

يذكر التقرير أن الفتيات اللواتي اتبعن حمية غذائية في الصف التاسع كن أكثر عرضة بنحو ثلاثة أضعاف للوزن الزائد في الصف الثاني عشر، مقارنة بمن لم يتبعن أي حمية. فضلاً عن ذلك، اتضح أن الفتيات اللواتي قللن استهلاكهن الطعام وفوتن الوجبات كن أكثر عرضة بنحو 18 ضعفاً للإصابة باضطراب غذائي، مقارنة بمن لم يتبعن أي حمية.

علاوة على ذلك، تنصح ويكستورم الأم بألا تخشى طلب المساعدة.

تقول: «باستطاعة خبير تغذية مجاز أو اختصاصي تغذية أن يساعد ولدك في اتخاذ القرارات الصحيحة. مجتمعنا مهووس جداً بالوزن والمظهر. ويشكّل هذا الأمر موضوعاً مهماً على الأهل مواجهته كل يوم. ولكن تتوافر موارد عدة يمكنها مساعدتهم على خوض هذه الأوضاع الحساسة بنجاح».

back to top