الاستشارات الأسرية

نشر في 17-02-2017
آخر تحديث 17-02-2017 | 00:14
 محمد العويصي إدارة الاستشارات الأسرية تابعة لوزارة العدل، ومقرها في منطقة الرقعي، هذه الإدارة تقوم بعمل جبار وخير تؤجر عليه أجراً عظيماً من رب العالمين، والعمل الذي تقوم به هذه الإدارة هو "إصلاح ذات البين"، والمقصود بإصلاح ذات البين هو حل المشاكل التي تحدث بين الأزواج، والتي انتشرت في أغلب البيوت سواء من المتزوجين حديثا أو قديما، بسبب البعد عن الدين أو الفهم الخاطئ له.

تصور عزيزي القارئ أن هناك أزواجاً مضى على زواجهم أكثر من ربع قرن ولديهم أولاد متزوجون يفكرون بالطلاق، "علشان كل واحد يشوف نفسه"، ويعيش حياته الباقية بدون قيود أو مسؤوليات.

لذا تقوم إدارة الاستشارات الأسرية ممثلة بباحثاتها والدكتورة النفسانية بمقابلة هؤلاء الأزواج والاستماع لهم وحل مشكلاتهم قبل أن تقع الفأس في الرأس، ويحدث أبغض الحلال وهو الطلاق، ومن ثم يعضون أصابع الندم على تسرعهم في قراره.

والعمل العظيم الذي تقوم به هذه الإدارة امتثال لقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الحجرات: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ". وانطلاقا من حديث المصطفى، صلى الله عليه وسلم، عندما قال: "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة، قالوا بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر إنما تحلق الدين". رواه الترمذي.

تدبرت حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقلت في نفسي يا سبحان الله! الإصلاح بين الناس والعدل بين الاثنين، أفضل عند الله من درجة الصيام والصلاة والصدقة... لماذا؟ لأن الصيام والصلاة والصدقة أجرها وخيرها يعود للمرء نفسه، وأما إصلاح ذات البين فنفعه وخيره يعود للناس، ولذلك فإن إصلاح ذات البين أفضل عند الله منها.

فطوبى لمن قام ويقوم بهذا الدور العظيم والعمل الإنساني الطيب، فأولئك أشخاص قد صفت قلوبهم وأشرقت ضمائرهم بحب الله، وحب الخير للناس، وقد قال عليه الصلاة والسلام "أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم أو تفرج عنه كربة".

* آخر المقال:

يقول الشاعر:

خذي العفو مني تستديمي مودتي

ولا تنطقي في سورتي حين أغضب

ولا تكثري الشكوى فتذهب بالهوى

ويأباك قلبي والقلوب تقلب

back to top